يسير «اتفاق استوكهولم» الموقّع بين «الشرعية» و«الإنقاذ» فوق صفيحٍ ساخنٍ، يكاد يطيح به، مع تكرار الخروقات التي طالته خلال الأسابيع الماضية. ولعلّ زيارة المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن جريفيث، وتنقله بين صنعاء والحديدة والرياض، خير دليلِ على أن الاتفاق لا يسير على ما يرام، وسط اتهاماتٍ متبادلة بين الأطراف اليمنية بإفشاله.
ووصل المبعوث الأممي جريفيث، اليوم الثلاثاء، إلى مدينة الحديدة، الواقعة تحت سيطرة «الإنقاذ»، في حين أكد مسؤول في حكومة «الشرعية» لوكالة «الأناضول» أن «المبعوث الأممي وصل برا إلى مدينة الحديدة، قادما من العاصمة صنعاء». وأضاف المسؤول أن «المبعوث الأممي، سيجتمع مع رئيس فريق المراقبين الأمميين الجنرال الهولندي باتريك كاميرت، وسيبحث سبل تنفيذ اتفاق ستوكهوم الخاص بمحافظة الحديدة».
وبدوره، قال المصدر لوكالة «فرانس برس» إن «جريفيث وصل صباحا إلى الحديدة في زيارة لعدة ساعات من أجل متابعة الاستعدادات لمهمة الحديدة الجديدة وفق قرار مجلس الأمن 2452، وتطبيق الإتفاق».
وفي غضون ذلك، أكد مصدر في وفد حكومة «الإنقاذ» لـ«العربي»، أن «جريفيث سيقوم بفتح الطريق الرابط بين مدينة الحديدة ومطاحن البحر الاحمر اليوم، لتسهيل مرور الشحنات الإنسانية من الحديدة إلى عدد من المحافظات»، على أن يلي ذلك فتح طريق «كيلو 16»، وهو الطريق الرئيس الرابط بين صنعاء والحديدة، والذي تمرّ عبره أغلب المساعدات الإنسانية إلى المحافظات الشمالية.
وفي أول تعليق لعضو وفد «الإنقاذ» في مشاورات السويد سليم المغلس، حول زيارة جريفيث للحديدة، أكد الأخير أن «المبعوث الدولي يتحرك لإنقاذ اتفاق السويد من مساعي العدوان لإفشاله، وذلك بعد تعنت الطرف الأخر ووضع العراقيل أمام التنفيذ خلال الفترة الماضية».
وأشار المغلس في تصريح صحفي حصل «العربي» على نسخه منه، أن «زيارة جريفيث جاءت بعد قيامه بجولة مع رئيس لجنة التنسيق المشتركة باتريك كاميرت، إلى صنعاء والرياض، وعقد مباحثات جدية مع الطرفين حول تنفيذ اتفاق الحديدة».
وتوقع المغلس أن «يكون هناك وضوح في الصورة لكاميرت وللجنة التنسيق الخاصة بالطرف الاخر حول ماهية الاتفاق وتفاصيله، دون أي غموض».
ووفقاً للمغلس فقد «وعد المبعوث الدولي أنصار الله بالعمل على إجراء خطوات جادة في إطار تنفيذ اتفاق ستوكهولم بشأن الحديدة»، مضيفا «من المقرر أن يكون الثلاثاء في الحديدة للمساهمة والدفع بتنفيذ الإتفاق السويد على الأرض».
وكان جريفيث قد وصل أمس الإثنين، إلى صنعاء، والتقى زعيم حركة «أنصار الله» عبدالملك الحوثي، ورئيس «المجلس السياسي الأعلى» في صنعاء، مهدي المشاط. وقال غريفيث، إن «تمديد الجداول الزمنية لتنفيذ اتفاقات الأطراف اليمنية في ستوكهولم أمر متوقع، حيث أن الجداول الزمنية المتضمنة كانت طموحة بدرجة كبيرة، بينما الوضع على الأرض أكثر تعقيدا»، واعداً بـ«العمل على إحراز تقدم في الملفات الإنسانية والاقتصادية، كمطار صنعاء والملف الاقتصادية قبل إجراء أي مشاورات قادمة».
وتوقع جريفيث أن يتم تمديد «الجداول الزمنية لتنفيذ اتفاقات الأطراف اليمنية في ستوكهولم»، معتبراً أن «الجداول الزمنية المتضمنة كانت طموحة بدرجة كبيرة، بينما الوضع على الأرض أكثر تعقيدا». ولم يستبعد جريفيث إمكانية عقد جولة جديدة من المحادثات، قائلاً: «نحن نخطط للدعوة لجولة أخرى من المشاورات قريبا».
وقبيل ساعات من زيارة جريفيث، إلى الحديدة، هاجمت القوات الموالية للإمارات، فجر اليوم، بالمدفعية والرشاشات شارعي صنعاء والخمسين ومناطق متفرقة من منطقة 7 يوليو السكنية ومدينة الشعب في جنوب شرق مدينة الحديدة.
واختار الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو جوتيريش، الاثنين، الجنرال الدنماركي المتقاعد مايكل لوليسغارد، ليحل محل كمارت الذي يغادر منصبه في ظل توترات مع غريفيث والمتمردين، على ما أفاد دبلوماسيون في الامم المتحدة.