لا تزال منطقة العقلة بمحافظة شبوة تشهد منذ مساء أمس الخميس، حالة تحشيد مسلح تنذر بقرب وقوع مواجهات مسلحة في المنطقة، وذلك على أثر وقف مسلحين قبليين، مدعومين من بعض رجال الأعمال بمحافظة صعدة، عمليات تصدير النفط الخام عبر شاحنات النقل من حقول العقلة. على أن استمرار التوتر من شأنه أن يزيد من مستوى التفلت الأمني، خاصة وأن المناطق الخاضعة لسيطرة حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي تعاني من حالات احتقان مسلح، لا تخلو من الاشتباكات بين قوات «الشرعية» وأخرى تتبع لـ«النخبة» الموالية للإمارات.
التوتر المستجد في منطقة العقلة جاء بعد نحو أسبوع من هجوم شنه مسلحون من قبيلة «بلعبيد» (إحدى قبائل منطقة العقلة)، على قوات حكومة «الشرعية» المكلفة بحماية منشأة حقل العقلة النفطي، وأدى الى سقوط ضحايا وتدمير عدد من ناقلات النفط.
مسلحون يتبعون قبيلة «بلعبيد» في محافظتي شبوة، أعلنوا في بيان أمس الخميس «منع تصدير النفط الخام من القطاع النفطي ( S2 ) بمنطقة العقلة بمديرية عرما»، والذي تنفذه شركة « OMV » النمساوية، وقد عزز المسلحون بيانهم بنشر عناصرهم المسلحة في محيط حقول العقلة.
وأوضح المسلحون، عقب لقاء في منطقة العقلة، أن القبيلة «اتخذت قراراً بمنع تصدير النفط الخام من حقول العقلة في القطاع S2 ، احتجاجاً على الاعتداء الذي تعرض له المسلحون من أبناء قبيلة المشايعة المطالبين بفرض مقاولة النقل الكامل للنفط لدى شركة (OMV  ) المشغلة للقطاع في الـ19 من يناير الجاري، من قبل وحدات عسكرية من اللواء 21 ميكا ومحور عتق التابعين لحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي».
مطالب بالتعويض
وأكد بيان قبيلة «بلعبيد»، أن تواجدهم في المنطقة وحظر عملية نقل وتصدير النفط الخام «سيستمر حتى تقوم الحكومة بتقديم التعويض العادل والمنصف».
تحركات وحشد عسكري متبادل
وقال ماجد عمير الحارثي، من أبناء المنطقة، لـ«العربي»،  إن «بوادر التوتر عاودت الظهور أكثر من ذي قبل، عقب قيام قوة كبيرة تتبع اللواء 21 مشاة، الذي يقوده، جحدل حنش العولقي، أحد رجالات الرئيس هادي، بالانتشار في محيط حقل العقلة النفطي منذ الأمس»، موضحاً أن «القوة العسكرية التابعة للواء 21 انتشرت لتأمين طريق مرور الناقلات من و إلى حقل العقلة النفطي، فيما توقفت حركة الناقلات التي تقوم بنقل النفط الخام من حقل العقلة إلى ميناء النشيمة للتصدير».
وأضاف أن «قبائل بلعبيد باشرت بتحرك مماثل من خلال نشر مسلحين يتبعونها في محيط حقل العقلة النفطي، ما ينذر بمواجهات غير محمودة مالم يتم تغليب العقل والحكمة».


«النخبة» تدعم مسلحي القبائل
مصدر عسكري في محافظة شبوة، طلب عدم ذكر اسمه، ذكر خلال حديثه إلى «العربي»، أن «قوات النخبة الموالية للإمارات، قامت خلال الأيام الماضية، بدعم العناصر القبلية بالسلاح والعتاد»، موضحاً أن «النخبة بررت دعمها بالوقوف في وجه محاولات سيطرة قوات الجنرال علي محسن الأحمر، نائب الرئيس اليمني، على المواقع النفطية في المحافظة».
خفايا الصراع
«وزارة النفط اليمنية»، كانت قد أصدرت إزاء ذلك بياناً نددت فيه بهذه الأعمال التي وصفتها بـ«التخريبية الخارجة عن النظام والقانون»، معتبرة أن «هذه الأعمال تساهم في عرقلة عملية استعادة إنتاج وتصدير النفط الخام والغاز الطبيعي، وخلق عقبات أمام الجهود الحكومية لتذليل كافة الصعوبات التي تواجه الشركات النفطية لاستئناف أعمالها وتشجيع الشركات للاستثمار».
تهديد بالتوقف
وفيما تتصاعد التوترات، أصدرت شركة «OMV » النمساوية، بياناً حمَّلت فيه المستثمر «الخبيلي» مسؤولية توقف نقل الخام من حقول الإنتاج بشبوة، مطالبة «وزارة النفط اليمنية والسلطة المحلية بمحافظة شبوة، سرعة اتخاذ الاجراءات اللازمة حتى لا تضطر الشركة لتوقيف الإنتاج بشكل نهائي».
وكانت «OMV» أعادت إنتاج النفط في مارس من العام الماضي، كأول شركة أجنبية تعاود العمل منذ نهاية العام 2014، وهي تنتج ما يقارب الـ17 ألف برميل يومياً.
أما اللجنة الأمنية بمحافظة شبوة، فهي أعلنت قبل أيام في بيان وصفته بـ«الهام»، أنها «ستقف في وجه العناصر التابعة للخبيلي وقبائل بلعبيد، منعاً لتوقف الإنتاج والإضرار بمصالح المواطنين».
(العربي)