كل ما يجري من حولك

«الأورومتوسطي»: الاعتقالات بالسعودية لا تقلّ قسوة عن مقتل خاشقجي

«الأورومتوسطي»: الاعتقالات بالسعودية لا تقلّ قسوة عن مقتل خاشقجي

530

متابعات:

طالب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، السلطات السعودية بالكشف عن مصير عشرات من الناشطين والمدافعين عن حقوق الإنسان؛ الذين اعتقلتهم خلال العاميين الماضيين على خلفيات تتصل بالرأي والتعبير.

واعتبر المرصد الأورومتوسطي -في تقرير له- أن استمرار اعتقال عشرات الناشطين والناشطات إلى اليوم، والإفادات التي تؤكد تعرضهم للتعذيب والضرب والصعق والتحرش الجنسي، «انتهاك جسيم لا يقل خطورة ولا قسوة عن مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في السفارة السعودية بتركيا، أكتوبر الماضي».

وقال «الأورومتوسطي» إن السلطات السعودية، ورغم كل النداءات التي وجهت لها، تستمر في اعتقال الناشطات في مجال المرأة، مثل لجين الهذلول، وعزيزة اليوسف، وإيمان النفجان، ونوف عبدالعزيز، وميساء الزهراني، بالإضافة إلى دعاة بارزين مثل سلمان العودة، وعلي العمري، وعوض القرني، مشيراً إلى أن السعودية لم تبرز أسباباً معقولة لاعتقالهم إلى اليوم، ووجهت لهم اتهامات تعسفية وفضفاضة، كالعمل لصالح جهات أجنبية، والاعتداء على الثوابت الدينية والوطنية، وهي ما زالت تفرض تعتيماً كبيراً على ظروف احتجازهم، في ظل تسريبات متواترة عن تعرضهم للتعذيب والمعاملة القاسية.

وأوضح «الأورومتوسطي» أن السلطات السعودية اعتقلت الناشطة لجين الهذلول في 15 مايو الماضي، إثر نشاطاتها عبر منصات التواصل الاجتماعي، ومطالباتها المستمرة حينها بإلغاء قانون منع القيادة للمرأة السعودية.

ولفت «الأورومتوسطي» إلى أن أحد كبار المسؤولين في السلطات السعودية تواصل مع الهذلول قبيل الإعلان عن قرار يسمح للمرأة السعودية بقيادة المركبات داخل المملكة، وحذّرها من التعليق على هذا القرار، أو التحدث بشأنه عبر شبكات التواصل الاجتماعي.

وقالت أماني الأحمدي -مسؤولة ملف حقوق الإنسان في السعودية لدى المرصد الأورومتوسطي- إن اعتقال الهذلول وناشطات أخريات يكشف تورط السلطات السعودية في العديد من حالات الاعتقال غير القانونية والتعذيب التي طالت الكثير من الناشطين الحقوقيين والناشطات ومعارضي السياسات السعودية.

وكانت علياء الهذلول -شقيقة لجين الهذلول- قالت في مقال لها عبر صحيفة نيويورك تايمز إن السلطات السعودية اعتقلت شقيقتها لجين بتاريخ 15 مايو 2018 أثناء وجودها في بيت العائلة في الرياض، ولم تفرج عنها حتى اليوم. وأضافت: «لقد شعرت بالقلق والسوء حيال هذا الخبر، خاصة وأن السلطات السعودية كانت على وشك رفع الحظر عن قيادة المرأة السعودية داخل أراضي المملكة».

وقالت الهذلول إن عائلتها تلقت اتصالاً من شقيقتها المعتقلة أثناء وجودها في السجن، أوضحت خلاله أنها مسجونة في حبس انفرادي في فندق لا تعرف اسمه أو مكانه. وقالت إن شقيقتها نقلت إلى سجن دهبان في جدة، حيث سمح لوالديها بزيارتها مرة واحدة في الشهر. وأضافت الهذلول أن شقيقتها لجين كانت ترتجف أثناء زيارة والديها لها، ولا تستطيع المشي بطريقة طبيعية، في إشارة -على ما يبدو- إلى تعرضها للتعذيب خلال فترة احتجازها.

وفي ديسمبر 2018، زار والدا لجين ابنتهما في سجن دهبان، حيث أخبرتهما بتعرضها للتعذيب والضرب والتحرش الجنسي والإغراق بالمياه، فضلاً عن تعرضها للصعق بالصدمات الكهربائية، وتهديدها بالاغتصاب والقتل. وأضاف الوالدان أنهما لاحظا آثار الكدمات السوداء على فخذي ابنتهما، الأمر الذي أكدته تقارير حقوقية وصحافية.

وأضافت علياء الهذلول أن وفداً من اللجنة السعودية لحقوق الإنسان زار شقيقتها في محبسها، إذ أخبرتهم بما تعرضت له من تعذيب وسألتهم عن إمكانية حمايتها، إلا أن الوفد الزائر أخبرها أنه لن يتمكن من ذلك.

وأضافت أماني الأحمدي: «إنه لأمر مثير للحزن والسخرية في نفس الآن، ويظهر أن دور اللجنة السعودية لحقوق الإنسان يقتصر فقط على تزيين صورة النظام، وليس على اتخاذ إجراءات جدية للرقابة على حقوق الإنسان ومنع الانتهاكات».

وطالب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، السلطات السعودية بالإفراج الفوري عن الهذلول وكل المعتقلين على خلفية حرية الرأي والتعبير، والتوقف عن الاعتقال غير القانوني دون محاكمة عادلة، وتعريض المعتقلين والناشطين للتعذيب القاسي، لا سيما وأن ذلك يخالف أحكام «نظام الإجراءات الجزائية» والالتزامات القانونية الواقعة عليها، وفقاً للقانون الوطني، والقانون الدولي لحقوق الإنسان.

ودعا «الأورومتوسطي» السلطات السعودية إلى السماح للمعتقلين والمعتقلات بالتواصل مع محاميهم وعائلاتهم دون قيود، والسماح لمراقبين دوليين مستقلين بزيارة الهذلول والمعتقلين الآخرين، من أجل التأكد من سلامتهم، وظروف اعتقالهم، ومدى احترام السلطات السعودية للالتزامات الواقعة عليها بموجب مصادقتها على مواثيق حقوق الإنسان، والأحكام الدولية العرفية ذات الصلة بحقوق الإنسان.

You might also like