في اجتماع اللجنة العامة، وأول ظهور اعلامي لقيادات «المؤتمر»، بعد مواجهات ديسمبر2017، أٌعلن في هذا الاجتماع أبو راس رئيساً «للمؤتمر»، هناك من يشكك في مشروعية ذلك؟
التشكيكُ في رئاسة ابو راس «للمؤتمر» وقانونية ذلك لا مبررَ له، ومن يقول بذلك فهو يشكّك برئاسة الزعيم «للمؤتمر»، والمشككون هم أولئك الباحثون عن نهاية «المؤتمر» وقيادته من قبل 2011، مروراً بتفجير جامع الرئاسة، ومحاولات مؤتمر الحوار، لذلك أقول: أقرت اللجنة العامة باعتبارها أعلى سلطة قيادية في «المؤتمر»، وأقرت بالإجماع على تكليف الشيخ صادق امين ابو راس، نائب رئيس «المؤتمر»، لرئاسة «المؤتمر الشعبي العام» خلفا لرئيسه الراحل الزعيم علي عبدالله صالح، وفقا لآليات النظام الداخلي ولوائح «المؤتمر» ولإجماع أعضاء اللجنة العامة، وبدعم وتأييد لهذا الاجتماع وما صدر عنه من قرارات تاريخية من قيادات المؤتمر وقواعده في الداخل وبعض من في الخارج.
يفهم من حديثك أن اعضاءً في اللجنة العامة من المتواجدين خارج اليمن شاركوا في التصويت لتعيين ابو راس رئيساً للمؤتمر؟
نعم غالبية قيادات «المؤتمر» وأعضاء اللجنة العامة المتواجدين في الخارج باركوا الاجتماع، وكانت هذه القيادات على مدار الساعة تتابع وتطالب من ابو راس وزملائه ضرورة قيامهم بدورهم الذي وضعتهم الأقدار فيه، وهناك فقط أشخاص كانوا يطالبون تضمين البيان نصوص ومفردات وقرارات، كنا نرى أن ليس لها حاجة، لكن الأغلبية في الخارج أيدوا الاجتماع وما صدر عنه، وأتذكر من كواليس تلك الأحداث ما يمكن اليوم الإفصاح عنها والقول إن ابو راس، أرسل مشروع البيان الى البعض من قيادات «المؤتمر» في الخارج.
ما أهم القرارات المرتبطة بمواقف «المؤتمر» في ذلك الاجتماع؟
إن المؤتمر وقيادته وقواعده ورغم ما اصابهم من آلام وجراح لن ينتقموا من وطنهم بسبب ما حصل من احداث كما أراد البعض، بل سيستمرون في الصمود والوقوف ضد العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي والبريطاني، الذي كان قد مر عليه حينها ثلاث سنوات، وقرارات هامة أخرى شملها ذلك البيان.
كيف يمكن تقييم اعمالكم كقيادة «للمؤتمر» خلال العام الأول بعد مقتل صالح والزوكا؟
سوف نترك التقييم للآخرين، لكنا راضين عن ادائنا ونشعر بالفخر لما قمنا به من عمل وقرارات ومواقف اثبتت للجميع بأن «المؤتمر» لا يموت وان أصابه مرض او عارض، ويحق لنا اليوم وبعد عام ان نقول ان الشيخ صادق ابو راس، واجه القدر بكفاءة واقتدار اثبتت – فوق ما هو ثابت – بأنه ذلك الهزبر الجريح الذي نهض وقام من بين الآلام والجراح بواجبه الوطني والتنظيمي والسياسي، في لحظة مجنونة يعيشها «المؤتمر» والوطن واستلم الراية «المؤتمرية» لا عن رغبه ولكن لان الواجب دعاه ولا مناص له ان يخذل وطنه وتنظيمه الذي كان احد ابرز مؤسسيه وقادته، برغم جراحه الجسدية والنفسية ومرضه الذي تسبب فيه أولئك الذين استهدفوه ورفاقه في حادثة العدوان على قيادات الدولة في جامع الرئاسة يونيو 2011، في موقف بطولي ورجولي ما كان ليقوم به غير رجل جاء من رحم الزعامة والقيادة والثبات كابر عن كابر مثل أبو راس ابن الزعيم القبلي والمناضل والثائر والشهيد امين حسن بن قاسم ابو راس، وشاركه هذا الواجب اللواء المناضل الجريح يحي الراعي وبقية الرجال الذين لبوا اتصالات ابو راس ودعوته من أول لحظة.
هناك رأي من داخل «المؤتمر» يتهمكم بالخيانة وبيع صالح … كيف تردون؟
أقول لمن قالوا إننا جبناء وخونة وبياعين للزعيم …الخ، من تلك التهم والإساءات التي لازالت مستمرة للأسف، أقول لهم والله لم نكن ولن نكون جبناء ولا خونة ولا متآمرين، ولَم نعد أحد بشيء، ولَم ندفع احد لما حصل، ولَم نستشار، ولَم نعلم او يُطلب منا شيء، ولو طُلب منّا شيء لكنا قادرين على إيقاف ذلك الشر الذي دحرجه الشياطين مثل كرة الثلج حتى صار ما صار.
ورأي آخر يتهمكم بالانبطاح لسلطة الأمر الواقع في صنعاء وتحديداً «أنصار الله»، بما تردون؟
نرد على هؤلاء بالقول، لَم نفرّط في الزعيم لا في حياته ولا بعد مماته، ولَم ولن ننبطح لأحد كما يقولون ولن نجعله مصروف نتكسب به من أبواب الخصوم او الأصدقاء. نحن من تعرفونا ومواقفنا في كل المراحل الى أكتوبر 2017 موثقة في محاضر لقاءاتنا لحالنا ومع الغير.
وبما تردون على مهاجميكم بحدة على خلفية هذه الأحداث؟
نقول لهؤلاء لن نجاريكم في أسلوبكم، وسنظل نتعامل بالصبر عليكم، والثبات في وجه العدوان والصمود، وبيننا وبينكم الله والتاريخ، الذي سينصفنا من بعضنا البعض، يا من تدفعون الغالي والنفيس للإساءة إلينا ولأنفسكم دون سبب الا أنّا حفظنا المؤتمر وصُنَّاه من الضياع وحفظنا ما بقي من أولئك الذين تم الايقاع بهم في معركة خاسره دنيا وآخره، فحسبنا الله عليكم.
الى أي حد تجاوبت قيادات «أنصار الله» معكم لاحتواء تداعيات احداث ديسمبر؟
كان للسيد عبد الملك الحوثي قائد «أنصار الله» وللرئيس الشهيد صالح الصماد رئيس «المجلس السياسي الأعلى»، موقف ايجابي حيث قبلوا بطلبات «المؤتمر» التي وضعها على الطاولة من اول يوم رئيسنا التنظيمي ابو راس ورفاقه أمامهم، والمتعلقة بوقف تداعيات ما حصل في ديسمبر وما نتج عن ذلك، وخالفوا ما جرت عليه العادة في مثل هكذا احداث وصراعات في اليمن والعالم الثالث التي يعرفها الجميع، وهو ما خفف خطر الجرح والشرخ الذي أصاب الجبهة الداخلية وهددها بصورة خطيرة في ظل العدوان المستمر على الوطن والمتربص بالجميع،
نفهم من حديثك أن «التحالف» حاول استثمار احداث ديسمبر لصالحه؟
نعم حاول بصورة جليّة بأن يستفيد منها ويستثمرها، لكن قيادة «المؤتمر» وقيادة «أنصار الله» استطاعتا كما أشرت إفشال ما خطط له العدوان. ولولا ذلك الموقف من السيد عبدالملك والصماد كما اشرت لما تمكنا من لملمة شتات المؤتمر ونداوي جراحه، وهو موقف سيذكره لهم التاريخ والمنصفين رغم ما حصل منهم وفيهم.
حسين حازب ، من يقرأ هذا الحوار لا شك سوف يتسائل: أين جثة الرئيس صالح..!؟ وهل …..؟! وكيف ……؟!
شوف  يا جميل…  سأرد عليك بردّي على صحيفة الميثاق (لسان حال حزب المؤتمر في اليمن) في مقابلة اجرتها معي عند استئناف صدورها بعد ديسمبر2017م، حيث قلت للصحيفة، وأقول لك، كان موضوع الجثمان البند رقم واحد في النقاط الثمان، وقلت لمحاوري يكفي أن أقول لك: أن جثمان الزعيم لم يعد في الثلاجة، وبقية التفاصيل تعرفها قيادتي «المؤتمر الشعبي العام»، و«أنصار الله» المصغّرة، وأولاد وأقارب الزعيم ..! وأضيف لك هنا: انه في معظم التحولات التاريخية والصراعات تبقى بعض المعلومات رهينة للتطورات ذاتها وحبيسة لما يسمى بالصندوق الأسود، والتاريخ وحده هو من يأذن بموعد إخراجها… فلا تطمعوا يا صحفيين فيما لم يحن آوانه!
كلمة أخير تود قولها عبر موقع «العربي»؟
أتمنى من الجميع أن يجعلوا من هذه الذكرى (ذكرى مواجهات ديسمبر2017) محطة مراجعة لمغادرة الأخطاء والسلبيات، وان نتذكر أنّا في سفينة واحدة، وأن اليمن يجب أن يتسع للجميع، وأن نزيل ما بقي من آثار لتلك الأحداث، ونحذر من المندسين الذين عملوا في وسط «المؤتمر» و«أنصار الله» حتى تسببوا في إراقة الدماء بين رفاق الموقف والسلاح، ورحم الله شهداء ديسمبر من كل ابناء اليمن ومن كل الأطراف وفِي المقدمة الزعيم والأمين وكل شهداء الوطن وشفى الله الجرحى وفك أسر الأسرى.

العربي| حوار| جميل الجعدبي