كل ما يجري من حولك

“التهــديــــد الوجــــودي” مــــــــاذا يعنــي!؟

1٬144

 

أكرم الرحبي

التهــــديدُ الوجودي.. هو أخطرُ تهديدٍ يواجه الإنْسَـان، ويشكّلُ الخطرَ الأَكْبَــر على أمن وسلامة الشعوب وحريتها، حيث يكمُنُ الخطرُ الحقيقي والمصدر الرئيسي للتهديد الوجودي هو في أمريكا وإسرائيل ومن حالفهم.

ومن طرق وأساليب هذا التهديد الوجودي..

إشعالُ فتيل الحروب في العالم، وتغذية الصراعات العالمية بين مختلف الدول، والعمد على سلب مقدرات وخيرات الشعوب بشكل مباشر أَوْ غير مباشر.

ومن ثم تأتي أخطر مرحلة لهذا التهديد وهي..

مرحلة “تهجير الشعوب” أَوْ ما يسمى “سياسة التهجير” والتي هي صنيعة الصهيونية العالمية وأهم وأَكْبَــر استراتيجيتها كمشروع أمريكي إسرائيلي بما يسمى “مشروع القرن الجديد” والذي يعمد على إعادة رسم خارطة جديدة للعالم بكلة وخَاصَّـة العالم العربي، ويتحقّق ذلك من خلال نشر سياسة “الفوضى والهدم والقتل والتفجير والتشريد” لكل ما يتعلق بحضارة وتأريخ الشعوب في العالم، لاسيما الشعوب العربية المسلمة بالتحديد.

هكذا كي تطمس هُوية وفطرة الشعوب الإسلامية وتجريدهم من كُـلّ القيم والأخلاق والمبادئ؛ من أجل إنشاء “جيل مسخ منحط” مملوك..

ليس له هُوية..

ليس له انتماء..

ليس له ديــن..

ليس له تأريخ..

ليس له ثقافة..

ليس له حرية..

جيل مدعشن تكفيري.. يهدّد البشرية..

لذلك فإن “التهديد الوجودي” يشكل الخطرَ الحقيقي لمصير ومستقبل الشعوب والأجيال القادمة.

واليمنُ يتعرض إلى “أخطر تهديد وجودي”..

ولصد خطر هذا التهديد الوجودي يتطلب منا ذلك “النفير العام”، بالتحَــرّك الشعبي بكل فئاته وشرائحه..:

من إعداد القُــوَّة بكل ما تعنية الكلمة.. من قُــوَّة شاملة رادعة بكل جوانبها؛ لموجهة مختلف أنواع الحروب:

حرب عسكريّة..

حرب ناعمة..

حرب باردة..

حرب سياسيّة..

حرب نفسية “إشاعات”..

حرب إعلامية..

حرب اقتصادية..

حرب استنزاف الشعوب..

كل ذلك يتطلب منا تجهيز..

كل ما يقابله من نوع مقابل له في الحرب..

لذلك مطلوب منا تكثيف النشاط في كافة الجوانب والأصعدة والجبهات..

كي نواكب المرحلة باستمرارية وإحباط مُخَطّطات العدوّ والقضاء عليه..

لذلك.. كلنا مسؤولون أمام الله..

“لا عذر للجميع أمام الله”..

لا بد أن يتفاعل الجميع بكل جد وبكل حماس وبكل ما تحمله القضية من معنى..

لأن دين الله موجه للجميع..

وسلامة مجتمعنا هو سلامة لديننا..

لأننا حمَلة هذا الدين العظيم..

“الإيْمَـان يمان والحكمة يمانية والفقه يمان” هكذا قال فينا رسول البشرية محمد صلوات الله عليه وآله أجمعين؛ لذلك فإن هذه المرحلة “حساسة جداً”، ورأينا كيف “حذرنا الله” بأشد العبارات من التثاقل أَوْ التباطؤ أَوْ التهاون أَوْ التخاذل عن نصرة الدين والقضية وما ستؤول إليه النتائج في الآخرة من عاقبة التخاذل والتقصير..

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ، أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ

الْآخِرَةِ، فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ}[سورة التوبة 38]

إذا لم نتحَــرّك الآن “فمتى سنتحَــرّك”؟

إذا لم يكن لنا موقف مشرف الآن “فمتى يكون لنا موقف مشرف لله”؟

واللهُ قدم لنا في القُــرْآن الكريم في أَكْثَــر من أية عرض لنا قيمة أن يكون لنا “موقف مشرف”، في ظل “وضع كهذا وظروف كهذه وما سنحصل عليه من “مكانة رفيعة وأجر عظيم” مقابل موقفنا المشرف الذى أراده الله تعالى:

{إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ، قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ، قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ} [سورة يس 25 – 27]

وسنة الله في تحقيق النصر عندما نتحَــرّك:

{أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا، وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ}..

واللهُ الغالبُ على أمره، وحسبُنا الله ونعم الوكيل.

You might also like