كل ما يجري من حولك

«سي أن أن»: البتيري والهذلول.. قصة زوجين فرّقهما جبروت النظام السعودي

«سي أن أن»: البتيري والهذلول.. قصة زوجين فرّقهما جبروت النظام السعودي

696

متابعات:

إن قصة اعتقال واختفاء الزوجين السعوديين، الممثل الكوميدي فهد البتيري والناشطة في مجال حقوق المرأة لجين الهذلول، تسلّط الضوء على حملة القمع التي تشنّها السلطات في السعودية على المعارضين والنشطاء.

وذكرت شبكة «سي أن أن» الإخبارية الأمريكية، في تقرير لها: إن الزوجين كان يُنظر إليهما على أنهما زوجان سعوديان قويان ورائدان في بلد خفّف بشكل سريع قواعده الاجتماعية الصارمة؛ لكن تم إلقاء القبض عليهما وانتشرت تفاصيل اختفائهما على موقع «تويتر»، مما أبقى الجدل دائراً حول حملة القمع التي تشنّها المملكة ضد المعارضين، وهو الجدل الذي بلغ ذروته بعد مقتل الصحافي جمال خاشقجي في أكتوبر الماضي في القنصلية السعودية باسطنبول.

وأضافت الشبكة: «إن البتيري -المعروف على نطاق واسع باسم «جيري ساينفيلد السعودية»- والهذلول -المدافعة المعروفة عالمياً عن الحق في إنهاء حظر قيادة المرأة في البلاد- تم احتجازهما في عام 2018، ولا تزال الهذلول مسجونة، وقد أفادت تقارير بأن السلطات السعودية أجبرت البتيري على تطليق زوجته».

وقال ناشطون لشبكة «سي أن أن»: إن البتيري بعد أن غادر السجن طلّق الهذلول تحت ظروف «غامضة»، وقال أيضاً شخصان قريبان من الزوجين إن أسباب الطلاق ليست معروفة لدى الهذلول أو عائلتها.

ونقلت الشبكة عن الناشط الحقوقي السعودي يحيى عسيري قوله: «كل ما نعرفه هو أنه طلّقها؛ لكننا لا نعرف السبب، ولا حتى لجين تعرف.. إنها تفضّل أن تبقى صامتة حيال هذا الأمر، وأفراد عائلتها أيضاً لا يتحدثون حول هذا الموضوع لأنهم لا يفهمون ما حدث. لقد اختفى البتيري تماماً، إنه ليس مسجوناً، لكنه أيضاً ليس حراً».

وذكر الكاتب والمنتج التلفزيوني الأمريكي كيرك رودل -وهو صديق البتيري- في تصريحات خاصة لـ «سي أن أن» إنه كتب تغريدات على «تويتر» حول الزوجين، وفوجئ بعشرات الآلاف من الردود، بما في ذلك رد من عضو «الكونجرس» في كاليفورنيا آدم شيف الذي قال إنه سيتصل بسفير المملكة العربية السعودية في الولايات المتحدة للحديث معه بشأن القضية.

وأضاف رودل: «كانت الردود ساحقة، وأغلبيتها إيجابية. شعرت وكأن هناك أشخاصاً لم يعرفوهما ولم يلتقيا معهما؛ لكن لسبب ما بدا وكأنهم يشعرون بالغضب الشديد نفسه بسبب انفصالهما».

وذكرت «هيومن رايتس ووتش»، ومنظمة العفو الدولية، وثلاثة أشخاص مقربون من المعتقلين: إن هذلول وغيرها من الناشطات تعرّضن للتعذيب بالصدمات الكهربائية والجلد، فضلاً عن التحرش الجنسي.

وأشارت الشبكة إلى أن أحد مساعدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وهو سعود القحطاني، كان حاضراً خلال جلسة واحدة على الأقل من جلسات الاستجواب، وهدّد بالاغتصاب والقتل وإلقاء أحد المعتقلين في نظام الصرف الصحي، وفقاً لـ «هيومن رايتس ووتش».

وأوضحت الشبكة أن الحكومة السعودية لم ترد على طلبات متعددة للتعليق على مزاعم التعذيب، ودور القحطاني المزعوم في التحقيقات وسجن هذلول والبتيري؛ لافتة إلى أن محاولاتها للوصول إلى القحطاني من خلال الحكومة السعودية لم تكلل بالنجاح.

وأشارت إلى أن الرياض نفت، في وقت سابق، مزاعم التعذيب، في تصريح لـ «سي أن أن» في أعقاب تقرير «هيومن رايتس ووتش» الأولي في نوفمبر.

ولفتت الشبكة إلى أن هناك تقارير تفيد بأن القحطاني -أحد أقرب مساعدي بن سلمان- نسّق أيضاً عملية قتل الصحافي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول، مشيرة إلى أنه أقيل من منصبه رغم أنه احتفظ بمراكز رسمية أخرى.

وقالت النائبة السعودية هالة الدوسري، في تصريحات خاصة لـ «سي أن أن»، إنه بعد مقتل خاشقجي تحلّى السعوديون بالجرأة في التعبير عن معارضتهم لحملة القمع التي تشنّها السلطات السعودية على نشطاء حقوق الإنسان.

وأضافت: «كنت ألتزم الصمت الشديد بعد اعتقال النساء، معتقدة أن هناك خطأ؛ لكن موت خاشقجي أعطانا شعوراً بالإصرار على أن هذا أمر لا يمكن السكوت عليه. إنه لأمر خطير أن يتم استهداف الناس وقتلهم».

وأضافت الشبكة أن القلق حول انتهاكات حقوق الإنسان في المملكة يتنامى في الغرب؛ ففي الأسبوع الماضي، أعلنت مجموعة من المشرّعين والمحامين البريطانيين أنها تسعى إلى الوصول إلى الناشطات السجينات.

ونقلت الشبكة عن النائب البريطاني كرسبين بلانت قوله: «إن هناك مخاوف موثوقة من أن الظروف التي يتم فيها اعتقال الناشطات السعوديات قد تكون أقل بكثير من المعايير الدولية والسعودية».

وتعود الشبكة إلى قضية البتيري والهذلول، وتقول إن هناك شخصاً واحداً بقي صامتاً وهو البتيري؛ ففي الأشهر التي أعقبت إطلاق سراحه، بقي بعيداً عن أعين الناس، وأغلق حسابه على «تويتر» الذي كان لديه ملايين من المتابعين، ورفض طلب «سي أن أن» للتعليق.

You might also like