كل ما يجري من حولك

رصد مساعي اليهود للسيطرة على الحج واحتلال الحرمين الشريفين

1٬266

 

وفي سياق الخطاب التوعوي في هذا الدرس فتح الشَّهِيْدُ القَائِدُ -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- موضوعين في غاية الأهميّة، غفل عنهما الساسةُ والنخبُ الأكاديمية والسياسية في الأُمَّـة الإسْلَامية عموماً، الموضوع الأول عن الحج وما يتعلق به، والثاني هو عن أساليب أمريكا في خداع الشعوب.

 

الحج واليهود:

لا يزالُ اليهودُ ينظرون إلى الحج كخطرٍ داهمٍ لا بد من توجيه ضربة استباقية إليه حتى يتحاشوا أثره عليهم، فالحج يمكن أن يشكل في لحظة ما في حياة هذه الأُمَّـة مركز تحول وانطلاقة تغير وجه العالم، بما يكتسبه من مركزية لدى شعوب المسلمين في كُلّ بقعة على وجه الأرض، يقول الشَّهِيْدُ القَائِدُ -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ-: “اليهود يريدون أن يسيطروا على الحج.. لماذا؟ ليحولوا دون أن يستخدم الحج من قِبَل أي فئة من المسلمين لديها وعي إسْلَامي صحيح فيعمم في أوساط المسلمين في هذا المؤتمر الإسْلَامي الهام الحج، الذي يحضره المسلمون من كُلّ بقعة”.

وعادة ما يُذكر الحج في القرآن بحسب ما ذكره الشَّهِيْدُ القَائِدُ -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- متوسطاً للحديث عن اليهود، ولن يهدأ لليهود بال حتى يباشروا بسيطرتهم المباشرة على كُلّ مقدرات هذه الأُمَّـة، لا بالاعتماد على وكلائهم اليوم؛ لأَنَّهم لا يثقون إلا بأنفسهم، فقد تكرّر أن سقط عملاء كبار كانوا أصحابَ سطوة وقوة، فضلاً عن الإخلاص في دعم المشروع الصهيوني، وتقديم الخدمات له، وما أعظم سقوط شاه إيران المدوي، وسقوط آخرين من بعده من حكام الدول العربية، وهو الأمر الذي يؤكّد أن اليهود لن يثقوا سوى بأنفسهم، ولن يعدموا وسيلة تجعلهم هم الحكام الفعليين لهذه الأُمَّـة، يقول الشَّهِيْدُ القَائِدُ -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ-: “يَريدون هم أن يسيطروا مباشرة، لم يعودوا يثقون بعملائهم أبدًا، هم يتنكرون لعملائهم ويضربونهم في الأخير متى ما اقتضت سياستهم أن يتخذوا موقفًا هم يعملون تبريرات كثيرة وكلامًا كثيرًا ضدك وأنت كنت صديقهم، حتى تصبح إنسانًا يستعجل الناسُ أن تُضرَب”.

وقد رصد -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- بعض المؤشرات الظاهرة على هذه المساعي الخبيثة في السيطرة على الحج واحتلال الحرمين الشريفين، ومن ذلك:

– التحَـرّك الإعلامي المعادي للسعودية. يقول الشَّهِيْدُ القَائِدُ -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ-: “تحَـرّك إعلامهم وعادة – كما يقال – (الحرب أولها كلام) أليس هذا معروفًا؟ يتحدثون أولًا عن الإرهاب والسعودية تدعم الإرهاب. ماذا عملت السعودية؟ كلها خدمة لأمريكا، قدمت كُلّ الخدمات لأمريكا”.

– رصد اليهود لأثر ردود الفعل في الشارع الإسْلَامي تجاه استهدافهم للقدس والمسجد الأقصى، والتي كان آخرها إعلانهم للقدس عاصمة لهم، وسعيهم إلى توسيع الاعتراف الدولي بذلك، وهذا في إطار استكمال الإجهاز على ما تبقى من المدينة القديمة لم يصل إليه مدُّ التهويد بعدُ.

– ضرب أمريكا لدول إسْلَامية وعربية دون عناء، يقول الشَّهِيْدُ القَائِدُ -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ-: “عرفوا بأن بإمكانهم أن يضربوا في الحجاز كما ضربوا في أفغانستان، وأن يضربوا في العراق كما ضربوا في أفغانستان وأن يضربوا في اليمن كما ضربوا في أفغانستان! لا أحد من الدول يمكن أن يعترض على ما تعمله أمريكا ضد ذلك الشعب”

– إفراغ الحج من رسالة البراءة التي تعطي للحج توجهه الإسْلَامي التوعوي المثمر. يقول الشَّهِيْدُ القَائِدُ -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ-: “أول عَمَلٍ لتحويل الحج إلى حج إسْلَامي تَصَدَّر ببراءة ٍقرأها الإمام علي – إمامُنا – العشر الآيات الأولى من سورة [براءة] هي بداية تحويل الحج إلى حج إسْلَامي {وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ} (التوبة: من الآية3) ورسوله بريء من المشركين وقرأ البراءة من المشركين الإمام علي بن أبي طالب”.

كُلُّ ذلك وأكثر مما تحدث عنه الشَّهِيْدُ القَائِدُ -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- في قضية أراد أن يلفت أنظارنا إليها؛ كون الحج مصدر قوة يمكن أن يؤهل الأُمَّـة لأن تكون بمستوى المواجهة المطلوب مع أعدائها، ولطالما كان الحج غائباً عن الفكرة القرآنية التي حملها الإمام علي يوم أرسله الرسول محمد بسورة براءة ليبلغها للناس يوم الحج، يقول الشَّهِيْدُ القَائِدُ -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ-: “الحج عبادة مهمة، لها علاقتها الكبيرة بوحدة الأُمَّـة، لها علاقتُها الكبيرة بتأهيل الأُمَّـة لمواجهة أعدائها من اليهود والنصارى”.

 

أساليب أمريكا المخادعة:

بضخامة الآلة الإعلامية الأمريكية في مجالات شتى استطاع الإعلام الأمريكي أن يشكل الوعي الجماعي العالمي، ومن هذا المنطلق تمكّنت أمريكا من التمهيد لغزو العراق وليبيا، وقد وضع الشَّهِيْدُ القَائِدُ -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- لنا منهجية بسيطة تساعدنا على فضح مكرهم، وأساليبهم الخبيثة، يقول -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ-: “إذا كانوا يريدون أن يقدموا خدمة لماذا لا يقدمون خدمة للفلسطينيين يفكون عنهم هذا الظلم الرهيب الذي تمارسه إسرائيل ضدهم؟ لماذا لا نقول هكذا لأنفسنا؟ أنتم أيها الأمريكيون تريدون أن تقدموا لنا خدمة مما يدلنا على أنكم كاذبون أنكم لو كنتم تريدون أن تقدموا خدمة لأحد لقدمتم خدمة للفلسطينيين المساكين الذين يُذبحون كُلّ يوم على أيدي الإسرائيليين وتدمر بيوتهم وتدمر مزارعهم”.

وحقاً ما ذكره الشَّهِيْدُ القَائِدُ -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ-، لا يمكن أن يزعم أحد ولا حتى الأمريكي أنه يحب اليمنيين أكثر من حبه للفلسطينيين، وهلم جرا، إنها الحقيقة الناصعة التي استنبطها الشَّهِيْدُ القَائِدُ -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- من خلال قول الله تعالى: {مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ}.

ومن أساليب كشف خداع الأمريكيين أَيْضاً أسلوب افتراض صحة ما يدعيه العدوّ، بحيث تجاريه فيما يدعيه، وترصد تحَـرّكه بخلاف ما قاله، يقول الشَّهِيْدُ القَائِدُ -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ-: “طيب لا بأس بهذا افترض أنك أنت الآن لم تفهم إذًا افترض كم سيبقون وهم يريدون أن يكافحوا الإرهاب؟ احسب لهم سنة على أطول شيء احسب لهم سنة. ما هم في خلال سنة يمكنهم أن يكافحوا الإرهاب ثم يعودوا؟ إذًا انتظروا من بعد سنه هل سيرحلون؟ هل سيغادرون؟ أم أنكم سترون أشياء أخرى، وسترون إرهابًا آخر. هم سيصنعون إرهابًا هم، سيفجرون على أنفسهم، ويفجرون على أشياء قريبه من حولهم”.

وكشف الشَّهِيْدُ القَائِدُ -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- الكثير من الحقائق التي كانت تخفى على الآخرين حول العلاقة بين القاعدة وأمريكا، فأمريكا تستثمر الإرهاب خير استثمار، وتزرعه في الأماكِن المناسبة لها، حتى تقاتل الأُمَّـة بأبنائها، وحتى تحصل على مسوغات التدخل المباشر متى وأينما شاءت؛ ولذلك يجب أن تكون لدينا مواقفُ واضحةٌ وقوية تجاههم، أقلها الشعار في الحج وفي غيره من الاجتماعات وصلوات الجمع في المساجد، يقول الشَّهِيْدُ القَائِدُ -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ-: “يجب أن يكون لنا موقف في مواجهة هؤلاء حتى نرضي الله سبحانه وتعالى عنا، وأضعف موقف وأقل موقف هو أن تردد هذا الشعار بعد صلاة الجمعة حتى يعرف الأمريكيون أن هناك مَن يكرههم وهناك من يسخط عليهم”، وهذا السخط هو ما يحاول الأمريكي أن يتجاوزه، حتى يحصل على ما يريد بأقل الخسائر، يستعبدنا ونحن في غفلة عما يفعل، وفي هذه الاستراتيجية التي يستخدمها الأمريكي يقول الشَّهِيْدُ القَائِدُ -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ-: “هم ليسوا أغبياء مثلنا، يريد أن يضربك وأعصابك باردة لا تفكر بأن تعد ضده أي شيء، لكن أن يستثيرك يعني ذلك أنه ماذا أنه سيجعلك تفكر كيف تمتلك وتبحث عن قوة لتواجهه بها وتضربه، أليس كذلك؟ لا.. لا.. هو يريد أن يضربك بهدوء من أجل ألا يخسر أكثر في مواجهتك”.

لقد حلّق الشَّهِيْدُ القَائِدُ -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- بنا في هذا الدرس من أدنى نقطة كنا نقف أمامها حتى بلغ بنا المدى الأبعد في المسؤولية، ولم يعد من متسع لنا أمام ما سطره الشَّهِيْدُ القَائِدُ -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- في هذا الدرس، فالمسؤولية كبيرة، فهل نحن جاهزون اليوم لنتحملها ونكون على مستوى المواجهة، متسلحين بالفهم الصحيح للدين، والمباشرة في السير والانطلاق إلى الهدف؟

You might also like