كل ما يجري من حولك

أطلقت عليه اسم التمساح.. صحيفة لوموند فرنسية تكشفُ عن أخطر رجل يسيطر على كافة مقدرات الاقتصاد اليمني

557

 

متابعات / خاص

حَظِيَ رجلُ الأعمال اليمني أحمد صالح العيسي الذي يرأسُ الاتحادُ اليمني لكرة القدم ويمتلكُ امبراطورية تجارية واقتصادية عملاقة داخلياً وخارجياً الذي يتشارك في أكثرها مع الفار عبدربه منصور هادي باهتمام من قبل صحيفة لوموند الفرنسية التي سلطت الضوء عليه ووصفته بالتمساح بعد تنامي نفوذه التجاري والاقتصادي الذي تعدى الحدود.

الصحيفةُ الفرنسيةُ وصفت العيسي الذي يشغَلُ منصبَ مستشار هادي بتاجرِ الحرب الذي يسيطر على كُــلّ شيء في اليمن ما عدا الهواء على حَدِّ تعبيرها، حيث يمثلُ أحدَ أكبر مستوردي النفط وتربطُه مصالحُ مشتركةٌ مع محمد علي محسن الأحمر نجل الجنرال العجوز علي محسن الأحمر الذي يدير مجموعة شركات نفطية ويمتلك نسبة من مبيعات النفط والتي تمثل حصة والده، وأشارت الصحيفة إلى أن العيسي أصبح رقمًا صعبًا في المعادلة الجيواقتصادية في اليمن، بعد أن أحكم قبضته على النقل البحري لصادرات النفط التي تمر عبر ميناء عدن الاستراتيجي، متهمةً إياه بإبرامِ صفقات مشبوهة من شأنها إعاقة الجهود المبذولة لتحقيق السلام، وأكّدت لوموند الفرنسية في تقرير لها قيام العيسي باحتكار عملية تصدير شحنات البنزين إلى ميناء عدن مقابل الحصول على مبالغ تتراوح بين 30 و40 مليون دولار شهريًا، وفي أوائل التسعينيات، تولّى رجل الأعمال الغامض مسؤولية تأمين النقل البحري للنفط الخام والبنزين المكرّر بين الموانئ اليمنية، وهي أنشطة شديدة الارتباط بنظام الرئيس الراحل علي عبد الله صالح. وتعرض نظام صالح لاتهامات بتمكين الموالين له من الوقود بأسعار مخفضة؛ لإعادة بيعها في شرق أفريقيا، عبر جزيرة سقطرى اليمنية المطلّة على المحيط الهندي، ويعتبر العيسي أحد هؤلاء الموالين الذين أصبحوا تدريجيًا من الشخصيات العامة المرموقة، فتطور نفوذه في مدينة الحديدة المهمشة، التي أنشأ فيها مصحّة ومتاجر ومصنعًا للبلاستيك وناديًا لكرة القدم، حتّى أنه عُيّن سنة 2006 رئيسًا للاتحاد اليمني لكرة القدم، وزاد نفوذ العيسي عقب أحداث 2011 والتي أتت بعبد ربه منصور هادي رئيساً للبلاد، حيث كان من المقربين منه وتجمعه به شراكةٌ ومصالحُ تجارية وطوّر رجل الأعمال مرافقَ ميناء رأس عيسى، الواقع على البحر الأحمر، لتحميل السفن الحكومية وشحنها بالنفط الخام لأغراض التصدير، ولكنه سَرعانَ ما غادر الحديدة عقب ثورة 21 سبتمبر والتي أطاحت بهوامير ورموز الفساد، ومعها تحوّل العيسي إلى بسط النفوذ في عدن، حيث أصبح المتحكم الوحيد في شحنات البنزين. ويبدو “هذا الاحتكار قانونيًا” في ظاهره، لكن كُــلّ إجراءات المناقصات الحكومية (العامة والشهرية) معدة بطريقة تضمن في نهاية المطاف للعيسي كُــلّ عقد تسليم إلى عدن.

ووفقًا للصحيفة فإنَّ الشبهاتِ تحومُ حول علاقة تربط العيسي بابن الرئيس جلال عبدربه منصور هادي. وفي محاولة لنفي تلك العلاقة يقول العيسي للصحيفة: “لا يملك جلال سيطرة على الشؤون الرسمية”، مضيفًا أن “جلال لا يعمل، ولا يخرج من منزله. يجلس، يأكل ويزداد بدانة”، ويثير هذا الوضع ردودًا غاضبة في عدن، فرجلُ الأعمال متهمٌّ بإبقاء مصفاة النفط التي يسيطر عليها، معطلة، من أجل مواصَلة بيع الوقود للمولدات الخَاصَّـة في عدن.

هذا ويعتبر أحمد العيسي أحد هوامير الفساد في اليمن وسبق أن تناولت العديد من الصحف اليمنية قضايا فساده الواسع والمتعدّد المجالات، ولكنه كان ينجح في شراء ذمم بعضها وسَرعانَ ما تتحول إلى أبواق تثني عليه وتشيد به، في حين قام بمضايقة العديد من الصحف والصحفيين الذين رفضوا الإغراءاتِ التي قدمها لهم للسكوت عنه مستفيداً من نفوذه الكبير داخل المؤسّسة العسكرية والأمنية والذي كان يستخدمُه لقمع خصومه وتعزيز مكانته التجارية والاقتصادية.

You might also like