كل ما يجري من حولك

السعودية و أسابيع أمريكا!

538

“لولا أمريكا لما صمدت السعودية إسبوعين” و ”و لولا أمريكا لما تمكن ملك السعودية من ان يستقل طائرته” و “لولا امريكا لتحدثت السعودية الفارسية في إسبوع” لذلك على السعودية ان تدفع لامريكا ترليونات الدولارات ثمنا للحماية التي توفرها لها ، ازاء ايران.

هذه التصريحات لم يقلها صحفي اوخبير سياسي او استاذ جامعي أمريكي ، بل قالها الرئيس الامريكي دونالد ترامب نفسه ، بل وكرر هذه العبارات اكثر من مرة وفي اكثر من مناسبة ،حتى احرجت هذه التصريحات النخب السياسية في أمريكا ،وليس قادة السعودية بطبيعة الحال.

الملفت ان هذه التصريحات كررها السناتور الجمهوري ليندسي غراهام ، وكذلك صهر ترامب جاريد كوشنير ، الامر الذي يؤكد ان هذه التصريحات ليست شاذة ، وكل ما في الامر ان ادارة ترامب تقولها بصورة مباشرة وعارية عن اي لغة دبلوماسية ، بينما كانت الادارات السابقة تقولها بعد ان تغطيها بمسحة دبلوماسية ، يقتضيها عالم السياسية.

الملفت ان زعماء السعودية لزموا الصمت المطبق امام هذه التصريحات المهينة والجارحة ، ولم ينتصروا لكرامتهم  عبر الرد على هذه التصريحات ، حتى فقد المراقبون الامل في ان يرد هؤلاء الزعماء ، رغم مرور فترة طويلة على اطلاقها ، وهو ما ادخل هؤلاء المراقبين في دهشة وحيرة.

البعض فسر صمت زعماء السعودية امام تصريحات الحليف القاسي ، بانه خير دليل على حقيقة وصوابية هذه التصريحات ، فالزعماء الذين لا يملكون الجرأة على الرد على بذاءات ترامب واعضاء ادارته وكذلك اعضاء حزبه ، لا يملكون بالضرورة ارادة الصمود امام اي منازلة مع ايران ، وانهم سيتعلمون الفارسية في نهاية المطاف.

رغم اننا لا نستهين بقدرات ايران العسكرية ، فهي تملك من هذه القدرات ،اكثر مما تتصوره امريكا ، الا اننا نعتقد جازمين انه لا ايران في وارد الاعتداء على جيرانها ، فتاريخ ايران على مدى القرنين الماضيين خير شاهد على ذلك ، ولا السعودية في هذا العجز الرهيب الذي تحاول امريكا تصويره.

ان تكرار مقولة ان السعودية لن تصمد اسبوعين وانها ستتكلم الفارسية في اسبوع ، لولا وجود أمريكا، ينطوي على اهانة كبرى ، لم توجه من قبل لاي دولة في العالم ، بغض النظر عن حجمها على الخارطة ، وعن دورها في العلاقات الدولية.

ان سخف هذه التصريحات يكشف عن حجم الكذب الذي تستبطنه ،كذلك عن حجم الاستهزاء الذي تتعامل به امريكا مع السعودية ، وكلا الامرين يتطلبان من قادة السعودية ، وقفة تأمل في العلاقة التي تربطهم بامريكا ، التي لا تتورع عن مخاطبتهم والتعامل معهم بهذا الشكل الفج الخالي تماما من اي احترام ، رغم انهم فتحوا صنابير نفطهم لامريكا ، وحتى انهم قاسموها عوائد نفطهم.

من السخف ان يتوقع اعضاء ادارة ترامب ، انهم سيقنعون السعودية ب”الخطر الايراني” بهذه التصريحات المهينة ، بل على العكس تماما ، فهذه التصريحات تكشف عن حجم الكذب الذي تحاول امريكا بيعه للسعوديين ، لكي يفتحوا صنابير نفطهم الى آخرها ،وان يعطوا امريكا نسبة اكبر من عوائد النفط ، فسقوط السعودية في اسبوعين وتحدث السعوديين الفارسية في اسبوع ، كل ذلك في معركة مع جار مسلم لم يسجل تاريخه المعاصر ان اعتدى على جيرانه وهم من العرب والمسلمين بشكل عام.

ان التصريحات السفيهة لترامب وغراهام و كوشنير ،حول السعودية وعلاقاتها مع ايران، يجب ان تشكل محطة لتوقف وتأمل لقادة السعودية ، في كل ما يأتيهم من واشنطن ، وان ينظروا بعين الريبة والشك اليه ، فأمريكا  تتعامل مع السعودية ، بطريقة لا ترتضيها اي دولة في العالم ، مهما بلغ صغرها وعدم تاثيرها في الساحة الدولية.

شفقنا

You might also like