كل ما يجري من حولك

بين الميدان والميناء: «التحالف» يتعثر

620

 

بتكلفة بشرية كبيرة قرّر «التحالفُ» دخولَ معركة الحديدة للسيطرة عليها من أيدي قوات حكومة «الإنقاذ»، هي ليست المرة الأولى التي يحاول فيها شق طريقه إلى أحياء المدينة، وسبيله إلى ذلك الالاف من أبناء الجنوب. محاولات «التحالف» برزت فيها ضراوة القتال، وسخونة الجبهات، وفي كل ليل تعلن فيه وسائل «التحالف» سيطرة القوات المهاجمة على عدد من مواقع قوات «الإنقاذ»، تعود الأخيرة لتستعيد السيطرة على ما فقدته، يأتي هذا وسط تحذيرات مستمرة من خطورة استهداف المرافق الاقتصادية للمدينة.

المعركةُ التي بات «الكر والفر» عنوانَها الأبرزَ، لا تزالُ مستمرةً على الرغم من مرور نحو 10 أيام من إعادة إطلاق «التحالف» للعمليات العسكرية في المدينة، غير أن المتغير الأبرز كان اليوم، مع المعلومات التي تواردت إلى «العربي» عن أن «طيران التحالف استهدف البوابة الشرقية لميناء الحديدة، المخصصة لدخول وخروج شاحنات نقل الغذاء والدواء من الميناء»، كما استهدف «مناطق في محيط ميناء الحديدة بعدد من الغارات»، وهو تطور يأتي في ظل التعثر الميداني للقوات الموالية لـ«التحالف».

هذا التطور ترافق مع مضاعفة مقاتلي قوات «الإنقاذ» استعداداتهم للمواجهة داخل أحياء المدينة السكنية، فأغلقوا العديد من الشوارع بمستوعبات ضخمة، تاركين مساحة صغيرة تسمح بعبور سيارة واحدة فقط. وفي شارعي الميناء وصنعاء الرئيسيين في جنوب وشرق مدينة الحديدة، انتشرت أكياس رمل برتقالية، وتلال ترابية، ومجسمّات ضخمة مصنوعة من الإسمنت، في إشارة إلى أن القتال داخل الأحياء السكنية سيكون أكثر ضراوة عما كان عليه في السابق.

ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مسؤولين في القوات الموالية لـ«التحالف» قولهم، إن قوات «الإنقاذ» نجحت مساء الأحد بصد هجوم واسع عند الجبهة الجنوبية من المدينة، وتمكّنت من وقف تقدم القوات المهاجمة شمالاً نحو الميناء. وفي هذه الجبهة، تعرّضت القوات الموالية لـ«التحالف» إلى قصف عنيف، وبحسب مصادر طبية وعسكرية في صفوف هذه القوات، فقد قتل 32 من عناصرها في الساعات الـ24 الأخيرة.

هدوء نسبي

معلومات «العربي» أشارت إلى ان اليوم شهد فترة هدوء نسبي على معظم نواحي القتال في المدينة، وقد أفادت بأن «حالة من الهدوء تسود أطراف المدينة منذ صباح اليوم… قطعتها غارات لطائرات التحالف استهدف فيها مناطق واقعة في محيط ميناء الحديدة، ومحيط الجامعة والمطار».

وأكدت المصادر أن توقف المواجهات سمح لعشرات الأسر في حي سبعة يوليو وحي الربصة بمغادرة منازلها، خاصة وأن المواجهات بين قوات «الإنقاذ» وتلك الموالية لـ«التحالف» اقتربت من تلك الأحياء.

على الرغم من المناشدات الدولية والإنسانية المنادية بوقف القتال وتحييد المدنيين والمرافق الإقتصادية، أعلن «التحالف» أن هجومه على ميناء الحُديدة لا يزال مستمراً ولن يتوقف! وعلى لسان المتحدث باسمه العقيد الركن تركي المالكي، أكد أن «عملية الحُديدة مستمرة وليس صحيحاً أن هناك وقفاً لإطلاق النار».

إعلان «التحالف» سبقه موقف بارز للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، يحذر فيه من «كارثية» استهداف الميناء بأي هجمات، نظراً لما سيشكله تدميره من تهديد لحياة ملايين السكان، إذ أن غالبية المساعدات والمواد الغذائية التي يعتمدون عليها تمر عبره، وعلل خشيته هذه بأنه «في الوقت الحالي يبدو التحالف مصمماً على السيطرة على الحديدة».

هذه التطورات علق عليها رئيس «اللجنة الثورية العليا» محمد علي الحوثي بتغريدة عبر موقع «تويتر»، فاعتبر أن «قصف ميناء الحديدة هو ضمن الخطة المقرة من قبل الأمريكيين»، مشيراً إلى أن «تعمد قصف ميناء الحديدة اليوم بعد تحذير أمين عام الأمم المتحدة هو رسالة تحد من دول العدوان».

مراقبون رأوا أن فترة الهدوء التي دفعت بالسكان للحديث عن «هدنة مؤقتة»، إنما تزامنت مع زيارة بدأها وزير الخارجية البريطاني جيرمي هانت إلى منطقة الخليج، وهو يسعى خلالها للضغط على الرياض وأبو ظبي لوقف الحرب في اليمن، وجاء في بيان لوزارة الخارجية البريطانية، أن هانت يطالب بوقف الحرب لأن «الحصيلة البشرية لضحاياها التي لا تُحصى تلزم السعودية والإمارات بضرورة وقفها».

أما فرنسا، فأكدت على لسان وزير خارجيتها جان إيف لو دريان، أنه لا يمكن لأي طرف أن يخرج منتصراً من هذه الحرب، ومن ثم فإن الوقت حان لتقليص الخسائر.

وقال لتلفزيون «فرنسا 2»: «هذه حرب قذرة. على المجتمع الدولي أن يقول كفى. هذا ما تقوله الولايات المتحدة وما نقوله نحن ويقوله البريطانيون كذلك».

(العربي)

You might also like