كل ما يجري من حولك

الشهيد القائد: كتمان الحَـقّ من الكبائر الخطيرة جداً

634

 

 

تحدث الشهيدُ القائدُ في الدرس الثامن من دروس رمضان عن كتمان الحَـقّ والآثار المترتبة عليه، وهو ما يلامس واقعنا الآن بشكل كبير، وتطرق إلى الحلول للخروج من هكذا أزمة، لتصل بنا إلى الفوز والنجاة من النار في الآخرة:

 

الآثار المترتبة على كتمان العلماء للحق:ــ

أكّد الشهيدُ القائدُ -رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- أن العقابَ الشديد الذي سيناله من يكتمون الحَـقّ، حيث سيلعنهم الله، ويلعنهم اللاعنون، هو نتيجة للآثار السيئة التي تحدث نتيجة للكتمان هذا، كالآتي:ــ

 

الأثر الأول: تقديم الثقافة المغلوطة للناس لتبرير قعودهم:

قال الشهيدُ القائدُ: [لا تتوقع في مسألة كتم الحَـقّ أنه فقط جانب يكتم وفقط إنه سيقدم شيئاً آخر سيقدم باطلاً ويقدم ضلالاً مقابل الحَـقّ الذي كتمه لا يكونون ساكتين فقط، أنت عندما تقعد وأنت عالم ولا تريد أن تتحَـرّك في سبيل الله هل تظن بأنك ستسكت وتجلس؟. لا..]، وأضاف أيضاً قائلاً: [فتقعد وفي المقابل تقدم أشياء تكون في الصورة مبررا لقعودك وسكوتك عما يجب أن تقوله، ألست هنا أنت ستقدم أشياء تصبغها بصبغة شرعية ودينية؟ تقول: [أساساً ما قد وجب، ما هو يلزمنا وإلا لما قصرنا، مستعدين أو ما الناس راضين يتحَـرّكوا ولا الناس راضين يسمعوا والناس كذا…] يرد اللوم على الناس: [والناس.. والناس هم كذا..!] تعود من عنده وقد عندك نظرة سيئة للناس وقد عندك مفاهيم مغلوطة بالنسبة للبشر وبالنسبة للحياة هذه [وانظروا كيف علي بن أبي طالب قام وقتل والإمام الحسن قام وقتلوه والحسين قام وقتلوه وزيد قام وقتل والدنيا هكذا لا يصلح فيها شيء والناس سيتعبون فقط بدون فائدة والحق ضعيف وأهل الحَـقّ لا ينتصرون وهم هكذا ضعاف..] وتذهب من عنده وقد أنت محطم، أو بخطبة معينة تكون على هذا النحو. ويكون هو يكتم وفي نفس الوقت ينـزل أشياء باطلة؛لهذا يجعل الناس ضحية يجعلهم ضحية فعلاً].

 

الأثر الثاني: كتمان الحَـقّ جعل الأمة تحت أقدام اليهود:

يعتبر السيدُ القائد حسين الحوثي أن كتمانَ بعض أبناء الأمة للحق يؤدي إلى تخاذل الناس وابتعادهم عن كتاب الله، فتمكّن أعداؤها عليهم وأصبحوا تحت أقدام اليهود والنصارى و”لأن من يمكن أن يبين الحَـقّ للناس هم من يحملون العلم، أصبحت قضية كتم الحَـقّ كبيرة من الكبائر الخطيرة جداً على صاحبها {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ}هذه القضية خطيرة {وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ} كُلّ من يلعن عدوا لله كُلّ من يلعن إنْسَـاناً شريراً كُلّ من يلعن الخبثاء يكون هو محطا لهذه اللعنة، ثم قد تصل المسألة فعلاً إلى لعن حقيقي عندما يجد الناس بأن أولئك أضاعوهم عند ما يجد الناس بأن أولئك لم يعلموهم لم يكلموهم لم يبينوا لهم لم يحركوهم لم يقودوهم لم يوجهوهم حتى وصلوا إلى ما وصلوا إليه من حالة شديدة”.

 

واجبُ العلماء أن يبيّنوا للناس الحق

وأشار الشهيدُ القائدُ -رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- أن العلماء الذين يكتمون الحَـقّ عندما يسألهم الإنْسَـان عن وجوب الجهاد في ظل هذا الاستعمار الصليبي على البلاد الاسلامية، وفي ظل التدخلات الأمريكية في بلادنا، يكون جواب هذا العالِم كمن يكتم الحَـقّ، حيث قال: [لاحظوا المسؤولية في القضية هذه: أن الواجب بالنسبة لمن لديه معرفة بالبينات العلماء الذين لديهم معرفة بالبينات والهدى هو: أن يبينوها هي للناس، لا تأتي تسأله ويأتي يقدم لك مجبر طويل عريض من نفسه هو فيكون في الواقع يطلَّع لك مشاعر ضعفه ورؤاه الخاطئة والمغلوطة عن الواقع تأتي إلى عنده فيقول: [نحن ضعاف ولا بأيدينا شيء والدنيا غير جيدة والناس قد هم غير جيدين وهؤلاء بعد الكبار ولا معنا شيء والإنْسَـان يحاول في الفتنة يكون ينام فالمؤمن نئومة أو (كابن اللبون)] وهو لا يدري إذا صحت هذه العبارة عن الإمام علي كيف كان موردها وأمام من يقولها، إذاً هذا في الحالة هذه لا يبين لك البينات يبين لك حالته].

ووضّح الشهيدُ القائدُ -رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- أن المرء عندما يسأل أي عالم عما هو واجبٌ علينا تجاه هذه الحروب التي تتعرض لها الأمة بشكل عام، واليمن بشكل خاص، يسأله كالآتي: [يجب أن نفهم نحن، أن يفهم عامة الناس، عندما تسأل أي عالم تقول: أنا أريد تبين لي البينات، اترك نفسك هناك، اترك نفسيتك مشاعرك ورؤيتك داخل في بطنك، بين لي هدى وبينات الله وكتاب الله، ما هو الموقف المطلوب؟ وما هو الموقف الذي تتناوله بينات الله أمام قضية كهذه؟ سيقول: لك صحيح أما بالنسبة لبينات الله، الله قال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ}{وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَر}وأن ينفق الناسُ في سبيل الله وأن يجاهدوا في سبيل إعلاء كلمته وأن يضحوا بأنفسهم وأموالهم وأن.. وأن.. وأن.. يجب أن يقدم للناس البينات ولو يقرأها فقط؛ لأنَّ الله يجعل البينات بالشكل الذي يمكن من خلال قراءتها من خلال تلاوتها على الناس أن يفهموا المسؤولية من ورائها والموقف المطلوب منها من خلال أن يسمعوها، لكن الإشكالية هي هنا: أن بعضهم يقدم لك حالته هو ونفسيته هو وخرج واحد وعنده قد كان عند عالم قد سمع العالم!. أنت سمعت أنت إنْسَـاناً ضعيفا والإنْسَـان أي إنْسَـان هو ضعيف ولو أن الله سبحانه وتعالى ترك القضية أن يبينوا هم مشاعرهم ورؤاهم ستكون ضعيفة لكن مسؤوليتك أنت أن تبين للناس كتاب الله وهدى الله لو أنت ضعيف كيفما أنت، هذه مسؤوليتك كما تؤكد الآية هذه وفي آية أخرى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ} أي الكتاب وليس نفوسكم ورؤاكم أنتم الخاصة التي هي رؤى ضعف، حالته ضعيفة، ونفسيته ضعيفة فيكون ما يقدمه لديك عبارة عن ماذا؟ رؤى ضعيفة ومواقف ضعيفة وتوجيهات ضعيفة كلها تنتهي بك إلى أن تقعد! لا، التركيز على أن يبينوه هو، هو].

 

أقلُّ ما يجبُ أن يقومَ به العلماء:ــ

ونوّه الشهيدُ القائدُ إلى دور العلماء العظيم في نشر تعاليم القرآن بين الناس، ومن أهم تلك التعاليم والأوامر، الأمر بالجهاد في سبيل الله، خصوصاً في زمن مثل زماننا، حيث أعداء الله محيطين بالأمة الإسلامية من جميع الجهات، ويصبون جام صواريخهم فوق مدنها وقراها، ويجب ألا يمنع العلماء أي خوف من قول الحَـقّ، وإن لم يستطيعوا أن يحثوا الناس على الجهاد في سبيل الله فعلى أقل تقدير يعملون الآتي:ــ

 

الأمر الاول:ــ

أن يعتبروا من يقوم بمواجهة أعداء الله بأي شكل من الأشكال عمل جيد، ويشجعونه، كما قال الشهيد القائد: [قد يكفي من جانب العالم عندما يكون هو يرى من يتحَـرّك لنصرة دين الله أن يعتبر أن ذلك يعمل عملا صالحا، فإذا أحد جاء يسأله يقول لهم: (تحَـرّكوا هناك اذهبوا مع أولئك والله يعينكم نحن لا نستطيع نحن ضعاف ولا لدينا خبرة ولا لدينا تدبير ولا خبرة ولا، ولا) أو (قد أنا شيبة لم يعد باستطاعتي أتحَـرّك وهذا عمل باهر…). يؤيد، يوجه الناس يتحَـرّكون مع من يتحَـرّك، هذه طريقة قد يكون بها أدى مسؤوليته قد يكون بها فعلاً أدى مسؤوليته وليس يحاول أن يثبط].

 

الأمر الثاني:ــ

أن يفرح العلماء بمثل هكذا تحَـرّكات ضد أعداء الله؛ لأنَّها كما قال الشهيد القائد: [لأنه أحياناً – وهذه هي من نعمة الله على الناس بما فيهم العلماء – إذا كان هناك أحد من أعلام دين الله يتحَـرّك هناك قد تتخفف المسؤولية بالنسبة للعالم، فهذه نعمة كبيرة؛ لأنَّه من قبل من واجبه هو أن يتحَـرّك ويبين، يبين، يبين. إذا كان هناك من يقوم باللازم هنا سترى الموضوع بالنسبة لهم تخفيفاً تقريباً باعتبار سنِّه؛ باعتبار حالته باعتبار مكانته الاجتماعية ما يعرف كثيراً باعتبار قدراته وخبرته وأشياء كثيرة، لكن يستطيع يقول: اذهبوا هناك تحَـرّكوا هناك اذهبوا مع فلان تحَـرّكوا مع فلان، وهكذا، أليس هو هنا سيرتاح فعلاً إذا جاء أحد يسأله أو تحدث مع الناس أو طلب منه أحد من الناس أن يقول كلمة سيقولها، واستطاع أن يقي نفسه كثيراً من الأشياء التي يخافها].

 

عندما لا يتحَـرّك الناس للحق، فجريمتهم كبيرة:ــ

ولفت -رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- نظر الناس إلى أنهم لو وجدوا من العلماء من يحركهم، ويعلمهم الحَـقّ، ويوضح لهم واجباتهم، ثم خذلوه، وتخلوا عنه، ولم ينصروه، فإن جريمتهم وعقابهم كبير جداً عند الله، مثلما أن جريمة من يكتمون الحَـقّ من العلماء كبيرة، فالطرفين(العلماء والناس) إن لم ينصاعوا للحق، فهم إلى النار، حيث قال: [تجد في المقابل أي عندما يكون كتم الحَـقّ جريمة كبيرة، فعندما لا يتحَـرّك الناس للحق تعتبر جريمة كبيرة، عندما لا يتحَـرّك الناس للحق بعدما يبين لهم الحَـقّ ويرشدون إلى طريق الحَـقّ وأساليب الحَـقّ فإنها تعتبر أنهم أوتوا حق ومعرفة حق ووقفوا، جمدوا، فتكون المسألة فعلاً شبيهة بموقف العالم الذي يكتم الحق؛ لأنَّ معناه تجمد الحَـقّ، سواء تجمد وهو ما زال عند العالم أو تجمد في الساحة عند الناس، لم يرضوا أن ينطلقوا فيه لم يتحَـرّكوا فيه بأنفسهم وأموالهم وبأن يرشدوا بعضهم بعضاً، ويوصوا بعضهم بعضاً به وبالصبر عليه كما قال الله: {وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}].

وأضاف -رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ-: [العالم يبين الحَـقّ والناس ينهضون بالحق يمتثلون به، ويتواصون به وينهضون به وإلا قد تكون المسألة واحدة في العقوبة؛ لأنَّه في الأخير يتعسر التبيين إذا ما هناك من جانب الناس توجه ونهوض بالحق وأن يفهموا كما قلنا سابقاً أن الله عندما يقول هناك يتحَـرّكون في سبيله وينهضون بالحق ويتواصون بالحق وأساليب حق أنه يكون معهم يؤيدهم يثبتهم، هم ليسوا لوحدهم فقط يعملون في الساحة، إن الله هو مدبر شؤون السماوات والأرض].

You might also like