كل ما يجري من حولك

صحيفة أمريكية : ترامب يدعم أصدقاءه السعوديين بينما يموت اليمنيون

390

متابعات:

قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تدعم حلفاءها السعوديين في حرب اليمن وآخرها معركة الحديدة، بينما يموت كثير من المدنيين هناك، متسائلة: هل واشنطن وحلفاؤها يدعمون تسوية الأزمة سياسياً؟ وشنّت قوات العدوان الإماراتي والسعودي، هجوماً جديداً على ميناء الحديدة، والذي يتدفق عبره 70% من الإمدادات إلى ملايين اليمنيين الذين يواجهون خطر الموت جوعاً.

ويوم الأربعاء، زعم التحالف السعودي الإماراتي أنه قام بحظر طريقين رئيسيين للإمداد إلى المدينة التي يسيطر عليها الحوثيون، محذّرة من أن هذا القتال يجدد خطر انتشار الجوع ووباء الكوليرا وخروجهما عن نطاق السيطرة، وهو تهديد أشارت إليه الأمم المتحدة مراراً وتكراراً في الدعوة إلى وقف إطلاق النار.

وقالت الصحيفة الأمريكية في افتتاحيتها، إن إدارة ترامب أكدت يوم الثلاثاء للكونجرس، أن السعوديين وحلفاءهم «يبذلون كل ما في وسعهم للحد من مخاطر سقوط ضحايا مدنيين»، ويسهّلون تسليم المساعدات الإنسانية في اليمن، مشيرة إلى أن الإشعار الرسمي كان مطلوباً لـ «البنتاجون» لمواصلة دعم العمليات السعودية والإماراتية، بما في ذلك القصف الذي أودى بحياة الآلاف من المدنيين، لكنه يخالف الاستنتاجات التي توصل إليها جميع المراقبين الآخرين لحرب اليمن، إضافة إلى استمرار القتال على الأرض.

وكان الكونجرس أقرّ الشهر الماضي قيوداً على المساعدات المقدمة للتحالف في اليمن، رداً على الفظائع المتسلسلة التي ارتكبتها القوات السعودية والإماراتية، والتي قال فريق خبراء تابع للأمم المتحدة، إنها قد تصل إلى جرائم حرب، وكان من بينها غارة جوية في 9 أغسطس على حافلة مكتظة بالأولاد الصغار، مما أدى إلى مقتل 51 شخصاً على الأقل، من بينهم 40 طفلاً، وذكرت شبكة «سي أن أن» لاحقاً، أن القنبلة التي دمرت الحافلة وفرتها الولايات المتحدة، التي توفر أيضاً الدعم للتزود بالوقود لطائرات التحالف، وقد أثار أعضاء الكونجرس -مثل النائب تيد ليو- قلقاً مشروعاً من أن أفراد الجيش الأمريكي يمكن أن ينظر إليهم على أنهم يساعدون ويحرّضون على مثل هذه الجرائم.

ولفتت الصحيفة إلى أنه بعد إقرار التشريع، وبحلول الموعد النهائي هذا الأسبوع للتصديق، أصدر التحالف السعودي الإماراتي بياناً في الأول من سبتمبر، وصف فيه الهجوم على الحافلة -الذي كان قد دافع عنه في السابق- بأنه غير مبرر.

واغتنمت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدورها هذه الإيماءة الرمزية لتبرر تصديقها، لكن المراقبين الدوليين المستقلين يختلفون، حيث يقول رئيس فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة: «إن هناك القليل من الأدلة على وجود أية محاولة من قبل أطراف النزاع لتقليل الإصابات بين المدنيين»، جاء ذلك في بيان في 28 أغسطس مصاحب لتقرير اتهم القصف السعودي الإماراتي بأنه المسؤول عن معظم وفاة المدنيين، في الحرب التي استمرت 3 سنوات.

وقال تقرير لمنظمة «هيومان رايتس ووتش»، إن التحقيقات «غير الكافية» التي أجراها التحالف السعودي الإماراتي بشأن الإصابات في صفوف المدنيين، لم تكن أكثر من مجرد تغطية لجرائم حرب محتملة.

وقالت الصحيفة: «لقد أصبح واضحاً منذ زمن بعيد، أن الحل الوحيد لحرب اليمن هي تسوية سلمية برعاية الأمم المتحدة، تدعي إدارة ترامب أنها تدعمها، لكن محاولة أخيرة لبدء العملية في جنيف فشلت، عندما لم يصل وفد صنعاء، الذين قالوا إنهم لم يحصلوا على ضمانات سفر آمنة من قبل السعوديين، الذين يسيطرون على المجال الجوي لليمن، وبعد أيام بدأ الهجوم السعودي الإماراتي الجديد، ما أثار السؤال الواضح عما إذا كان حلفاء الخليج جادين في أي وقت مضى بشأن عملية السلام».

وختمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول: «يمكن قول الشيء ذاته عن إدارة ترامب، فمن خلال التصديق على سلوك التحالف حتى مع تقدم الهجوم على الحديدة، خرقت إدارة تارمب قيود الكونجرس، ويجب على المشرّعين عدم السكوت على هذا الأمر».

You might also like