كل ما يجري من حولك

 ضيف الله سلمان ولمحات شعرية من أرض صعدة الأبية

1٬556

 

 

(جهاد القوافي)

عفاف محمد

تنبض الحروف الشاعرة بدم الشاعر وترتدي الوان وأشكال تآزرت في صنعها عطايا الحياة وشاعرية الشاعر وإيحاء المكان.

عُرِفَ عن الشعر أنه تعبير عن انعكاس الظواهر الطبيعية وحساسية التلقي.

وَالشعر الجاهلي يشبه الشعر الشعبي في محيطنا اليوم من ناحية اعتماده على الواقعية الحرفية والتسجيل لما يجول في النفس أَوْ يقع في المجتمع..

ويقال عن الشعر الشعبي أنه المعبّر بلغة الشعب ولذا له خصوصية يستسيغها الفرد اليمني ويتذوقها بعمق.

وقد عني شعراء هذا الجيل بالتراث الأدبي والذي يعتبر كمشكل لأصالة الفن المعاصر ومؤسّس الحضارة الإنتاجية. نهض اليوم الشعر بالجانب الأدبي في اليمن أَكْثَـر من وقت مضى

وقد انتهج الشعر الشعبي اليوم اللون الحماسي كونه يساير اطوار المرحلة. ولأنه اليوم شعر الحماسة ينظّـم أَكْثَـره في الجِهَاد ويقوم الشاعر من خلال قصائده بتقوية الأواصر بالله وَبالحث على الجِهَاد ويبين اهميته وأهميَّة الاستشهاد في سبيل الله حتى الفوز برضوانه. ونجد شعرائنا يزهدون في الدنيا ومتاعها ويدعون للتقوى بيقين مبني على المعرفة. وكذا يسخطون على الواقع وذلك يجرهم لامتلاك أدوات تغييره فبمجرد حلم التغيير يؤدي إلى فكرته وفكرته تؤدي إلى صنع أدواته.

وقد ترك شعراء المرحلة الانجذاب إلى الكلاسيكية والرومانسية وصبوا مضامينهم في قوالب جديدة ومعاصرة. وجعلت اغراض شعرهم تنحت اصالتهم وقدراتهم الفنية في لغة الشعر الواقعي الذي يستوعب احداث العصر بقيم روحية نبيلة. فرسموا بإتقان حركة فكرية نضالية محدّدة الأَهْــدَاف معبأة بروح إيْمَانية استسقت اصولها من ثقافة قرآنية عريقة الأصول.

والحياة بلمس اناملها وقسوة وطأتها تعزف على النفس الشاعرة مختلف الاصوات والأصداء.

وفي لمحة شعرية سنسقط الضوء على رائعة شعرية كنبتة ندية الأغصان. وأحدثكم عنها تنبثق من روح مجاهد شاعر هو هو من ارباب السيف وَالبلاغة والبيان.

وشاعرنا هذا ممن ساهموا بارتفاع مستوى الذوق الأدبي والفني. له شهرته ومكانته المرموقة بين شعراء عصره الكبار لفتت اعماله الانتباه فتناولها المختصون ومريدي الثقافة بالدراسة والنقد.

انطلق في ركب المسيرة القرآنية الطاهر وحمل على عنقه عبء ترجمة مبادئها في خطاب روحي وجداني. قدّم قصائده بمعناها الفني الناضج مدرك قيمة الجانب الإيْمَاني ممزوج مع الإنْسَاني بمظاهر شجية. وثقته بالله ناجمة عن ثقافة قرآنية.

إنه الشاعر الحصيف بل وشيخ الشعراء ابن صعدة الشماء

?ضيف الله سلمان?

من شعراء الموجة الحديثة انتهج الشعر العمودي. صاغ ابياته بتناسق وترابط ودعا للعنف الثوري إزَاءَ ما تتعرض له البلاد من جور وظلم. جعل من القرآن مصدرا حيا للهداية.

وهاكم يا سادة يا كرام تعريف بهذه الشخصية الجِهَادية الجليلة

 الاسم :

ضيف الله أحمد سلمان مرعي المراني

– تاريخ ومحل الميلاد

١٩٨٢في منطقة مران مديرية حيدان محافظة صعدة..

– اللقب الشعري/

ضيف الله سلمان

– الحالة الاجتماعية / متزوج

مؤهله التعليمي/جامعي

– العمل / مسؤول الشعراء والمنشدين

جرى قلمه في وصف المعارك والانتصارات ودعى ببراعته البيانية إلى الجِهَاد وتحدث عن مناقبه كما فعل في قصيدته التي انتشر اصداؤها فملأ الأرجاء بعنوان “رجالي يا رجالي ” مخاطبا فيها الذات الجماعية مخاطبا ومستنهض للهمم. داعيا إياهم لإجابة داعي الله معبّرا في قصيدته تلك عن قيم جهادية عظيمة تبين مدى علاقة العبد بربه وكذلك حجم العطاء والاستماتة في سبيل الله ببأس شديد.

ويستطيع القارئ أن يتفرس بقراءة داخلية لما ينهمر من فكره الراقي ليتبين هذه البراعة. وقد كان شاعرنا متأثرا بالبيئة التي أحاطته وعاصرت حروب شعواء اكسبته خبرات ومهارات قتالية وبلاغية والى جانب ذلك تأثر بهامات شعراء صعدة الشهيد الشاعر الشهيد زيد بن علي مصلح والشاعر الشهيد عبدالمحسن النمري وكذلك

الاستاذ الشاعر ضيف الله الدريب وغيره من الشعراء كالشاعر الهبل سلام الله عليهم.

وقد نثر أشعاره كما فعل الجاهليون، حيثُ كانوا يصفون بها الصيد وجوارحه ومعاركهم مع الضباء وحمر الوحش وما وقعوا عليه من بعض الغدران وما اصابهم من بعض الامطار وكأنه يتحدث بلسان امرؤ القيس وزهير وعنترة ومن على شاكلتهم

من شعراء الجاهليين. فقد اتقن بالقول وتشعب بالمعاني واضفى على اسلوبه روعة بيانية خلابة مؤكّــداً معانيه بما تحمل من دلالات موسيقية تثبت بالذهن ويجلوها جلاء تام.

وتميز هذا الشاعر بلغة جزلة رصينة.

وقد انشدت له أول قصيدة شعرية في الحرب الرابعة من حروب صعدة..

من قبل فرقة الرسالة بعنوان (الله هو الأَكْبَـر رغم عدو وعميل.. ) ويتبين أن معانيه غزيرة لا غموض فيها ولا خفاء وإنما وضوح وانكشاف الدلالة.

وقد طبع شعره بروح جهادية انقاد فيه مسلم لله وراض بقضاء الله وقدره

وله قصائد عدة منها ما أنشد وما لم ينشد

 ومن مطالع قصائده الشعرية التي انشدت له

اولا الاناشيد..

١/عشاق الشهادة

من هدى القرآن جئنا.. نحن عشاق الشهادة..

في سبيل الله نمضي.. بشموخ وارادة..

نرتضي القرآن منهاجا.. وآهل البيت قادة..

نرفض العيش بذل.. ونرى الموت سعادة..

وهنا نجد شعره قد اصطبغ بالمثالية الدينية وولائه لآل البيت الكرام عليهم السلام واستظهر صور إسْلَامية كثيرة فيما تمطره قريحته الشعرية. ويجد سعادة في الموت بشرف رافض الذل.

ومنها أيضاً

٢/ يا دنيا واليت عليا لن أرضى بسواه بديل..

وبرئت من الباطل دوما بهتافي أحييت الجيل..

ونلحظ سطوع بيانه ورصانة حجته وسلامة ذوقه.

٣/ولاء الأنصار

لبيك نحن رجالك الأنصار

ولآل بيتك شيعة أبرار..

لبيك مازلنا على العهد الذي

أوفى به لك جدنا عمار..

ونجده ممن يتقنون اختيار العناوين، حيثُ تشكل في عمله الشعري مؤشرا هام يجب التوقف عنده ؛ لأنَّه يعتبر امتداد للعنوان وإضاءة له.

٤/رسالة الولاء والوفاء للسيد حسن نصر الله

يا(مارون الرأسِ) سلامٌ

من(مرانَ) لـ(بنتِ جبيل)..

ولـ(نصرِ اللهِ) تحياتٌ

تُهدى باسم(أبي جبريل)..!!

وتتسرب قصائده من إحساسه بالمسؤولية تجاه اولياء الله الصالحين الذين هم رواد عظماء ومحور مقاومة ضد الطغاة بأسلوبه الرشيق وعناصر لينة وهادئة.

٥/يمن الثبات..

يَمَنُ الهُدَى يَمَنُ الثباتْ..

ستظلُّ(مقبرةَ الغُزاة)..!!

برجالِها العُظماءِ مَنْ

بذلوا النفوسَ الزاكيات..!!

الصادقونَ الوعدِ..

والموفونَ بالعهدِ الأُبَاة..

ويتدرج تدرج وجداني وفكري يتنامى ليصل للغاية المنشودة في وصف مناقب الأرض المعطاء والرجال الاشاوس.

٦/تجديد الولاء..

في يومِ تَجْدِيدِ الولاء تَكَلَّمُوا..

ياقومَنا إنَّ السُّكُوتَ مُحَرَّمُ..!!

وَلْتَسْمَعُوا.. ولْتُنْصِتُوا.. وَلْتَعْلَمُوا..

أنَّ الوَلايةَ قُوَّةٌ لا تُهْزَمُ..!!

وقد ملأت أصالة الشعر جوانب نفسه وانطقت فنيته أسرار شاعريته التي هي دلالة على دقة مداخله ومسالكه إلى الاقناع فهو يجدّد الولاء رافضا السكوت أَوْ الخنوع محرض على أهميَّة الولاية.

وكان تاريخه الفني ثري بالزوامل التي تشي عن الانتصارات وشدة بأس المجاهدين الافذاذ والتي الهبت حماس المجاهدين

ومن تلك الزوامل..

١/شعبي وثيق العرى..

٢/تسبيح البنادق..

٣/عوامل النصر..

٤/قُـوَّة الإيْمَان..

٥/شعب الجزيرة..

٦/ملوك الصحراء..

٧/رجالي يارجالي إلى الحد الشمالي..

٨/اولو البأس..

٩/خيلت بارق من على دخان..

١٠/الثقة بالله..

١١/ابتهالات مجاهد..

١٢/زامل لقبيلة حاشد.

١٣/عهد الولاء..

وكلها نالت من الأنفس منال عظيما ورصدت كحافز تنقاد له الأنفس بطواعية مدركة عظمة الجِهَاد.

ومعظم هذه الزوامل انشدها له ملك الزامل عيسى الليث أن لم تكن كلها. وبالتالي اوصل شاعرنا ابياته إحساس وصوت ك محرك جهادي برسمه صور حركية للمعركة ينفثها في النص الشعري.

وله قصائدة عدة لم تنشد

مقاربة ل ثلاثين قصيدة..

من ضمنها مجموعة قصائد عن..

الجرحى

القُـوَّة الصاروخية

قصائد عن مجموعة من الشهداء

مجموعة قصائد عن العدوان

مجموعة قصائد عن عظمة الله

قصائد عن الصرخة..

ومواضيع شتى تعتبر حجة في الجِهَاد بصورة فنية من بلاغته.

كذلك لشاعرنا القدير مشاركات مهرجانية

عدة مهرجانات في اليمن وكذلك في مهرجان الغدير في العراق عدة مرات

وفي مهرجان عن الامام علي في مدينة مشهد الإيرانية، حيثُ شارك بقصيدة عن الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام بعنوان (تجديد الولاء)

وكانت اعماله الزاخرة بالإبداع والاصالة قد أهلته للحصول على تكريمات في مجال الشعر

من قناة اليمن الفضائية..

ومن وزارة الثقافة..

مؤسّسة الامام الهادي..

وقد ترجم في العديد من قصائده تأججه الثوري شارحا سوء فعال العدوان ومبصرٍّا إياهم بقبح سرائرهم. وجعل من العدوّ متحطما وقيذا.

وتحكي معظم ابياته في مرحلة العدوان عن الثقة بالله والتأييد الإلهي الذي ساند رجال الله

وكانت جرائم العدوان من تستثير تذوقه الادبي وتمكّنه من أن يقيم القصيدة ويستحضر عالما جديد من المعاني القائمة من صميم الواقع بمكابدة روحية. وتوعد العدوّ بحروب مُبيرة. واصفاً العدوّ أنه بات في الحضيض ورجال الله في علوٍّ شاهق.

وبذا يكون الشعر هو أصدق تعبير عن التواتر الدخيل على النفس ليس في كُـلّ الناس وإنما منهم من يستطعم الفن ويعبّر عنه بوسائل إبداعية مثل ضيف الله سلمان الذي يمتلك بحر فياض وغيث مدرار من اشعاره باستعداده الفطري وملكته الشعرية الوفيرة.

كان هو هذا شاعر المسيرة وربان سفينة الشعراء وعميدهم ضيف الله سلمان

من تستفز شاعريته الظواهر

ونسج على أثرها لمحاته الصادقة..

ضيف الله هو واحد من الناس.. لكنه متصل الوجدان بكل الناس. وبكل الأشياء.

 

You might also like