كل ما يجري من حولك

العجري يكتب عن “ربشة عظيمة”!!

627

 

عبدالملك العجري

الربشةُ وإنْ صارت تغطّي اليمنَ والمنطقةَ عموماً، لكن من يتابع الخطاب الإعلامي والسياسي لعيال العاصفة والسرديات التي تشتغل عليها كتائبُ العاصفة على مواقع التواصل الاجتماعي يلاحِظُ الربشة العظيمة التي هم عليها.. ولا حاجة ماشية معاهم صح!! لا حرب أوصلتهم لطريق ولا مشاورات زبطت معهم، ولا شرعية رست على بر، لا عدن رحّبت ولا مأرب سهلت..

تحالف طويل عريض ومقاتلون من كُـلّ لون وجنس، سوداني على إماراتي على سعوديّ على إفريقي على صومالي على داعشي على سلفي وهم محلك سر.. عملوا بدل اللواء لواءين والمعسكر معسكرين والدبّابة دباتين وما فيش فايدة يا صفية..

أسلحة من كُـلّ شكل ونوع بإف وبدون إف، شيء أمريكي وشيء إنجليزي وشيء فرنسي وشيء إسباني وشيء صيني، باقي اللجان الشعبية يسلفوهم كم طائرة مسيّرة، وما فيش فايدة، وكلما انداسوا أَكْثَــر زادت الربشة أَكْثَــر..

ليش وكيف؟ واسمع لك من ذا اللبيج شيء قديم وَشيء جديد مرة يطلعوا ومرة ينزلوا ولا عرفوا أين الخلل وايش السبب حتى الحوثيين وايران ونحوها ما عاد تكفي لفهم الحنبة العظيمة.. فكروا وفكروا قالوا إذَا في الهاشميين الخلل كله لا يستثنون حتى من كان معهم سلفي أَوْ إصلاحي عفاشي داعشي.. أَصْـلاً هم دوهم التخريب من الداخل.. لاعنوا الهاشميين من شق وطرف داخل اليمن وخارجها.. حتى ملك الأردن قالوا طابور خامس في التحالف، وابن عمه زيد بن رعد الحسين هو خلية حوثية في الأمم المتحدة..

فكّروا مرة أُخْــرَى قالوا المَحْق كُـلّ المَحْق في يحيى الرسي وعياله ايش جابه إلى عندنا؟ هي مؤامرة قديمة على جمهورية العباهلة، شوية واقفزوا لعلي بن أبي طالب، بعدين قريش كلهم أَصْبَــحوا متهمين بالتآمر على جمهورية العباهلة.. وبعد ما يكملوا أمم العالم القديم يقلبوا على أمم العالم الحديث والمعاصر فجأةً والمجتمع الدولي أَصْبَــح متآمراً مع الحوثة، ومرة الإمارات والسعوديّة ما في نيتهم يحسموا، خائفين من الإصلاح والإخوان يزقوا المهرة، لا وأمريكا كمان تطلع هي والحوثيين حبايب سمن على عسل، وآخر عبقري يقول: ها تذكروا زمان قبل الحرب كانت الإمارات تدعم الحوثيين وعادهم سَدّيين إلى الآن ولو هم يتحاربوا بس مش من جد منهم، أما عفاش فهو الذي أوجد الحوثيين من العدم وسلّمهم البلاد والعباد.

يستمرُّ الدعس وتزيد الربشة أَكْثَــرَ وصاروا يخلطوا ماء وسليط، إلّا والذي كان يقول الإسْلَام هو الحَـلّ قد قلبوا وصار بدّهم علمانية تطن طنين، واليسار قلب السكان يمين، والذي كسروا روسنا بالمدنية والحداثة صاروا دُعاة لجهاد الروافض والمجوس!!.

المهم ربشة عظيمة يدوّخوا بالواحد ما يرسوا على بر، مرة يصلوا على سلمان، ومرة يلعنوه، مرة أصحاب مطلع ومرة أصحاب منزل، وقصص لا تنتهي.

وفوق هذا عاد العميقين فيهم يعتبرها صحوة وأنها استفاقة للوعي اليمني من سُباته!! والحقيقة أنها تعبير سافر عن حالة من الإعياء السياسي المزمِن والشامل، إعياء التقدير وإعياء التدبير، وقزمية الأهداف والاستعداد لتدمير الذات لإلحاق الأذى والإنهاك في اللهث وراء القضايا الصغيرة التي تضاعف من حالة التوهان الذي تعاني منه، وتحرفها عن رؤية واقعها المربوش..

نصيحة مجانية بدل البحث عن الربشة في التأريخ أَوْ في الجغرافيا، والأعراق، والملل والنحل، فتشوا عنها في رأس سلمان وابنه المهفوف ومحمد بن زايد والدنبوع، أربعة مرابيش الواحد منهم يربش قارة بحالها.

You might also like