كل ما يجري من حولك

أمريكا ورأسمالها الجبان ضد الفلسطينيين

425

 

سمير دويكات

قيل في السياسة الاقتصادية والتنمية: إن رأس المال جبان، وفي ذلك إشارة إلى رأسمال المستثمر حول ضرورة التلافي أَوْ الخوف من أية خَسَائرَ أَوْ استثمارات فاشلة وهي حالة طبيعية لكل من يتاجر في رأسماله فتبقى المخاوف لديه كبير من إمْكَانية ضياح رأسماله أَوْ أن لا يلبي حاجة الاستثمارات وَأن يأتي بربح كافٍ أَوْ وفق ما هو مُخَطّط له.

وكون أن الإدَارَة الأمريكية تنتمي إلى هذا الصنف من الناس كونهم تجاراً وأصحاب أموال فهم يتعاملون مع السياسية الدولية على هذا الأَسَاس؛ لأنَّ نشأتهم قامت في ظل الأسواق وهذا أَيـْـضًا كان موجوداً مع الرئيس بوش الابن الذي أثر على غزو العراق وغيرها من أجل الإبقاء على مصادر النفط وهو ما ارتد عليه على سوق الاستثمارات والاقتصاد الدولي وخَاصَّــة الأمريكي.

بالتالي فَإنّ أمريكا تنظُرُ إلى الفلسطينيين على أنهم مجرد سوق استثماري لتمرير المصالح الأمريكية ودعم الصهاينة من هذا الجانب وبالتالي فَإنّ الأموال الأمريكية التي ضخَّت في السوق الفلسطينية بطريق مباشرة أَوْ غيرها أصبحت تذهَبُ في طرق غير مرغوبة إما بالقطع أَوْ بتحويلها في اتّجاهات مختلفة وأصبحت عبئا كبيراً على الفلسطينيين وقضيتهم العادلة وحتى أن الإسرائيليين طلبوا من أمريكا أن لا يقطع ذلك مباشرة وبسرعة، لا يكون له أثر في انهيار الأوضاع وهذا من شانه أن يؤدي إلى زيادة في توتير الأمور نحو خراب منتظر.

وعليه فَإنّ الحلقة الأضعف لدى الفلسطينيين في أية مرحلة هي في توظيف الأموال والإبقاء على السلطة نتيجة الدعم وخَاصَّــة أن المؤسّسات الفلسطينية أصبحت تعاني فوق المعاناة السابقة وسيكون على وزارة المال الفلسطينية تحسب أَكْثَـر؛ لأنَّ أي تجميد أَوْ توقيف للأموال سيكون مردوده سلبياً وكبيراً على الموازنة والانفاق الفلسطيني في ظل التربية غير الصالحة للمؤسّسات الفلسطينية وفشل كُـلّ محاولات التقشف الحقيقية وَأن السوق الفلسطيني استهلاكي ولا يوجد فيه عناصر تنمية مقبولة بفعل وجود الاحتلال وعوامل كثيرة وأُخْـرَى.

وفي ظل الإجراءات المالية المطبقة ضد المنظّـمات والدول في كُـلّ العالم عقب الحرب ضد ما يسمى الإرهاب فإنه من المتوقع أن يعاني كثيرٌ من الناس وخَاصَّــةً أن أَكْثَـريتَهم يعانون من ديون وفوائدَ غير منطقية وكبيرة وطويلة.

حقاً أن حياةَ الفلسطينيين تمتازُ بنوع من الصعوبة في ظل الابتزاز والضغط المالي من الجميع حتى من دول عربية وشقيقة، لانتزاع مواقفَ قد تكون غيرَ مقبولة فلسطينياً، وهو ما يمكن أن يكون صعباً على الفلسطينيين في إيجاد بديل أَوْ الخضوع للضغط الأمريكي وهي أن طالت لن تكون سوى لسنين وقد يكون الضغط مولداً كَبيراً للانفجار في أية لحظة منتظرة.

You might also like