كل ما يجري من حولك

تحالف العدوان وعملاؤه في وجه العاصفة.. “الجنوب على شفا ثورة تحرير”

408

متابعات:

عبر الحرب الاقتصادية التي يقودها تحالف العدوان والهادفة إلى تجويع الشعب اليمني والمتزامنة مع الحرب العسكرية والحصار الخانق الذي يتعرض له البلد على مدى أربعة أعوام عملت دول العدوان على دفع الاقتصاد الوطني نحو الانهيار الشامل لتحقيق أهدافها القذرة في الساحات اليمنية بتورط غبي لمرتزقتها.

حيث إن التحالف الأمريكي السعودي وشرعية الفنادق أوصلوا اليمن إلى أسوأ الأوضاع المعيشية والاقتصادية طيلة أكثر من ثلاث سنوات خلت من السيطرة على كل مقدرات ومنافذ وموانئ ومطارات البلاد ومنعه من ترميم اقتصاده من خلال تصدير ثرواته النفطية والغازية المعطلة والمنهوبة منذ العدوان عليه. اليوم وبعد ثلاث سنوات عجاف ودخول الرابعة انبعثت براكين الغضب من الجنوب لتعلن قيام ثورة شعبية وانتفاضة ضد صناع التجويع والركوع وتبشر بهبة شعبية لا تبقي ولا تذر ولا يسلم من نيران غضبها أدوات الداخل التحالفي.

غليان ثورة الجياع
في تطور جديد من شأنه رسم مشهد مختلف، شهدت المحافظات الجنوبية تظاهرات مناوئة لتحالف العدوان وأدواته، تمثلت بغليان شعبي، وعصيان مدني عمّ مختلف المدن منذ أيام، تنديداً بتدهور الاقتصاد وانهيار العملة في ظل عجز حكومة العميل عبد ربه منصور هادي عن إيجاد حلول لإنقاذ الريال من السقوط، حيث وصل الارتفاع المخيف للدولار إلى أكثر من 600 ريال يمني.

فمع صباح الأحد الماضي اندلعت في شوارع مدينة عدن مظاهرات شعبية كبيرة رفضاً لانهيار العملة المحلية والارتفاع الجنوني للأسعار مرددة شعارات ضد قوات الاحتلال الإماراتي. لتتواصل حركات الاحتجاجات الشعبية العفوية يوماً بعد يوم بعصيان مدني شامل في معظم مديريات المدينة حيث أغلقت المحال التجارية والمصارف والأسواق وقطعت الشوارع الرئيسية وأحرقت الإطارات في يوميات غاضبة تصاعدت تداعياتها إلى محيط قصر المعاشيق بكريتر وسط شعارات رددت: (لا شرعية بعد اليوم).

وعلى غرار ما شهدته عدن تفجرت موجات الغضب في محافظة حضرموت حيث أغلقت المحلات التجارية أبوابها وأحجم الموظفون الحكوميون عن الذهاب لمكاتبهم وخرج الآلاف من أبناء مدن سيئون والقطن ومدن الوادي منذ فجر الاثنين الفائت في مظاهرات واسعة ضد حكومة هادي ودول التحالف.

ففي مدينتي سيئون قطع المحتجون كافة الشوارع الرئيسية وأشعلوا الإطارات فيما قام المئات من المحتجين باقتحام المجمع الحكومي. وفي مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت خرج الآلاف في مظاهرات غاضبة وقاموا بإغلاق الشوارع الرئيسية مرددين هتافات تطالب بإسقاط حكومة هادي وقوات التحالف باعتبارهما شريكين في هذه المعاناة الإنسانية.
ووجه المتظاهرون معظم غضبهم على قوات الإمارات التي تسيطر على المحافظة بسبب قيامها بتحويل المطارات إلى قواعد عسكرية وإغلاق الملاحة المدنية وتحويل السواحل إلى مناطق عسكرية وإغلاقها في وجه الصيادين.

وقام المحتجون بتمزيق لوحات عملاقة لصور حكام الإمارات وإحراق العلم الإماراتي ووضعه تحت أقدامهم، وسقط في هذه التظاهرة ما لا يقل عن 6 جرحى برصاص قوات النخبة الحضرمية بمدينة المكلا الأربعاء الفائت.

وامتدت الاحتجاجات والعصيان المدني إلى عدد من مدن المحافظات الجنوبية، حيث شهدت مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة، الأحد الماضي، عصياناً مدنياً توقفت على إثره الحركة التجارية في المدينة ألحقتها بمظاهرات أخرى ضد التحالف والشرعية والانتقالي.

وتحولت زنجبار عاصمة محافظة أبين إلى مدينة أشباح بفعل العصيان المدني ونظّم الآلاف في مدن الحوطة والعند والمسيمير والحبيلين وحالمين في ردفان في محافظة لحج الثلاثاء الفائت، تظاهرة حاشدة ردد المشاركون فيها هتافات مناوئة لملك السعودية سلمان بن عبد العزيز ولنائب رئيس الإمارات محمد بن زايد.

وشهدت محافظة الضالع مسيرات احتجاجية حاشدة انطلقت بدءاً من فجر الأحد الماضي قطع فيها المتظاهرون الطرقات وأغلقوا المحلات التجارية وأشعلوا الإطارات وهتفوا: (لا تحالف بعد اليوم) وتوعدوا بـالاستمرار في التظاهرات حتى تعود الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل الأزمة.

من يكسر العصا من وسطها؟!

فيما الشارع الجنوبي يغلي على وقع المظاهرات والتحركات الشعبية العفوية احتجاجاً على انهيار العملة الوطنية وتردي الأوضاع المعيشية، طغت على السطح العديد من ردود الأفعال والتباينات لقنوات العدوان، البعض منها يحاول ركوب الموجة والبعض الآخر كحارس أمين لتحالف العدوان وشرعية المريض هادي.

فمن خلال محاولات تقسيم الشارع الجنوبي بين ساحتين: الأولى مؤيدة للانتقالي ترفض نتائج مشاورات جنيف وتسعى لإسقاط حكومة المعاشيق، وأخرى مناهضة للتحالف وحكومة العميل هادي، بسبب تردي الأوضاع المعيشية في البلاد ذهب ناشطو حزب الإصلاح – قسم قطر إلى توظيف الأحداث الجارية في المحافظات الجنوبية برمي اللوم على الإمارات وأدواتها، فيما ظهر الإصلاحيون – قسم الرياض بشكل مناوئ لما يجرى في الجنوب مستميتين بالدفاع عن الشرعية التي يبسطون على ملاءتها بقوة.

فيما شكلت مجمل مواقف الأداة الأخرى المعروفة بـ(المجلس الانتقالي الجنوبي) حزمة من التناقضات الممجوجة بتأييد المظاهرات ضد حكومة هادي وتأليبه لمسيرات مؤيدة للتحالف (خروج مجاميع له الخميس الفائت في جزيرة سقطرى) وقمعه من جهة أخرى للمسيرات الداعية لسقوط التحالف وعملائهم في الجنوب كما حدث أمس الأول الجمعة في مواجهته لتظاهرات المكلا التي دعا إليها مجلس الحراك الثوري ضد التحالف وأدواته في الجنوب واعتدائهم على رئيس الحراك الثوري في محافظة لحج أثناء مسيرة جرت بالحوطة الخميس الفائت.
ومن مسار الدور الذي يسعى به التحالف لتقديم الانتقالي بصورة رجل المرحلة في الجنوب، خرج الانتقالي الجنوبي الثلاثاء الفائت ببيان دعا فيه أبناء الجنوب إلى الخروج في مظاهرات حاشدة رفضاً لمشاورات جنيف التي كان المقرر انطلاقها في 6 سبتمبر الجاري، احتجاجاً على إقصائه من المشاركة فيها.
وردَّ الانتقالي على قرار استبعاده من المشاركة في محادثات جنيف، بالتصعيد، عبر الدعوة إلى تكثيف التحرّكات الشعبية في وجه سياسات نظرائه في حكومة العملاء، وإعلانه رفضه المسبق لأي مخرجات قد تنبثق عن محادثات جنيف.

واستمراراً لنهج التصعيد الذي بدأه الانتقالي الجنوبي في وجه حكومة العميل هادي قرر المجلس فرع محافظة الضالع الأربعاء الفائت تزخيم الأحداث على طريقته عبر إيقاف إيرادات المحافظة إلى البنك المركزي التابع للشرعية في عدن واصفاً الحكومة بــ(سلطة الاحتلال والفساد) بالإضافة إلى إصداره قرارين تضمنا: وقف الصادرات إلى اليمن الشمالي والقيام بوضع استمارات خاصة بالإقامة لأبناء ما وصفهم بـ(الجمهورية العربية اليمنية) المتواجدين في المحافظات الجنوبية.

واستغل حلفاء الإمارات الاحتجاجات المناهضة لتحالف العدوان السعودي الإماراتي وحكومة العميل هادي للتهديد بالاستيلاء على إيرادات المحافظات الجنوبية بحجة فساد الحكومة.
 حيث هدد محافظ حضرموت سالمين البحسني القيادي بالمجلس الانتقالي الموالي للإمارات بوقف شحنات النفط في محافظة حضرموت التي تنتج حوالي 100 ألف برميل يوميا مع تهديده في نفس الوقت بالضرب بيد من حديد لأي مظاهرات ستخرج ضد التحالف.

وعلى خط الركمجة (ركوب الأمواج) دعا خالد بحاح نائب الرئيس السابق المقرب من الإمارات في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” إلى عاصفة تصحيح سياسي، واصفاً معاناة الشعب اليمني بـ(الكبيرة) داعياً القوى الوطنية والإقليمية والدولية إلى التدخل لإنقاذه والحجر على من تسبب في تدمير البلاد في إشارة إلى ما يسمى بـ “شرعية” هادي وحكومته.

فيما اتهم وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش حزب الإصلاح (إخوان اليمن) بالوقوف وراء تمزيق صور حكام الإمارات وإحراق أعلامها خلال الاحتجاجات المناهضة للتحالف التي اندلعت الأربعاء الفائت في مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت.

ليأتي وعلى الفور رد رئيس حزب الإصلاح محمد اليدومي على هذا الهجوم بتودده لقرقاش ولدولة للإمارات قائلاً بأنهم لا ينكرون جميلها بالوقوف إلى جانب الشعب اليمني.

تقرير : طلال سفيان/ لا ميديا

You might also like