كل ما يجري من حولك

هل ينجح المبعوث الأممي لليمن في إحياء محادثات جنيف؟

540

متابعات : تقارير

يواجه مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث، تحديات صعبة، لإعادة إحياء محادثات جنيف بين الحكومة المستقيلة المدعومة من السعودية وحركة انصار الله، بعد فشل محاولة أولى لعقد مشاورات في جنيف لانهاء الحرب، وذلك في ضوء التصعيد العسكري السعودي في الجبهات اليمنية وخاصة الساحل الغربي وتكثيفه الغارات الجوية على المناطق السكنية.

 

وحملت حكومة الإنقاذ الوطني اليمنية التي يترأسها أحمد عبيد بن دغر، تحالف العدوان السعودي مسؤولية عرقلة وفد صنعاء بغرض منعه من المشاركة في مشاورات جنيف.

 

وقالت وزارة الخارجية في حكومة الإنقاذ في بيان: “بعد أن استكملنا كافة الإجراءات والتنسيق اللازم مع فريق الأمم المتحدة وأصبح وفدنا جاهزا للسفر فوجئنا بوضع عراقيل من قبل قوى العدوان بعدم منح ترخيص لتسيير طائرة عمانية — باعتبارها الوسيلة الآمنة والمعتادة لنقل وفدنا الوطني- بعد أن تم طلب ذلك كجزء من التفاهم والتنسيق”.

 

كما قال رئيس اللجنة الثورية العليا في اليمن محمد علي الحوثي أن “تحالف العدوان في ورطة بسبب تعنته بعدم تقديم الضمانات لخروج الوفد الوطني وعودته او السماح لدولة ليست شريكة بالعدوان لنقل وفدصنعاء الى جنيف لذلك تجد حمى التصريحات المتتالية من قبل مسؤولي العدوان الأمريكي السعودي وحلفائه في محاولة للتغطية على انتهاكهم للقانون الانساني وعرقلة السلام ولن تجدي”.

 

وكان عضو الوفد الوطني اليمني المفاوض حميد عاصم، حمل دول العدوان والادراة الاميركية مسؤولية فشل المشاورات بمنع وصول الطائرة الاممية الى صنعاء، معتبرا أن عدم توفير طائرة لايفهم منه غير الاستهتار بالحلّ السياسي والسلمي في اليمن، مضيفا انه اذا لم تستطيع الامم المتحدة إرسال طائرة فهي غير قادرة على احلال السلام في اليمن.

 

مبعوث الأمم المتحدة يسعى لإعادة إحياء المحادثات

 

وأعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث أمام مجلس الأمن أنه سيتوجّه الأربعاء إلى مسقط ومنها إلى صنعاء ثم الرياض من أجل الحصول على “التزامات راسخة من قبل الأطراف لمواصلة المشاورات”.

 

وكانت حركة انصار الله اشترطت السفر على متن طائرة عُمانية ونقل جرحى إلى مسقط والحصول على ضمانات للتمكّن من العودة إلى العاصمة اليمنية صنعاء بعد انتهاء المشاورات.

 

وقال غريفيث إنّ عملية السلام في اليمن ستشهد تقلّبات، مقلّلاً من أهمية فشل محادثات جنيف وواصفاً الأمر بأنّه “عقبات مرحليّة”.

 

وطالب غريفيث المجلس بدعم جهوده الدبلوماسية المكّوكية الجديدة من أجل تأمين “عودة سريعة إلى طاولة المفاوضات”.

 

وكانت محادثات جنيف أول محاولة أممية لجمع حركة انصار الله والحكومة المستقيلة برئاسة عبد ربه منصور هادي على طاولة المفاوضات منذ 2016.

 

وبعد الجلسة أعلنت سفيرة الولايات المتحدة إلى الأمم المتحدة نيكي هايلي، التي تتولى بلادها الرئاسة الدورية لمجلس الأمن، أن المجلس “أبدى أسفه” لعدم حضور وفد انصار الله إلى جنيف وطالب جميع الأطراف بالـ”انخراط بحسن نية في مشاورات مستقبلية”، حسب تعبيرها.

 

ويشن التحالف الذي تقوده السعودية عدوانا على اليمن منذ آذار/مارس 2015 دعما للحكومة المستقيلة التي هرب رئيسها عبدربه منصور هادي من صنعاء.

 

10 آلاف قتيل يمني والسعودية تتجه نحول التصعيد

 

ومنذ العدوان السعودي، قتل في اليمن نحو عشرة آلاف شخص غالبيتهم من المدنيين، بينهم أكثر من ألفي طفل لقي 66 منهم مصرعهم في ضربات جوية سعودية في آب/أغسطس الماضي وحده. وأغرق العدوان السعودي أكثر من ثمانية ملايين شخص في شبه مجاعة.

 

وفي ضوء فشل مشاورات جنيف، اتجه التحالف السعودي نحو تنفيذ مخططات تصعيدية في الجانب العسكري في عدد من الجبهات ذات البعد المحوري والاستراتيجي المهم كجبهات الساحل الغربي إلا أنه واجه مقاومة من قبل قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية التي كبدته خسائر باهظة في العديد والعتاد.

 

وأكد الناطق الرسمي للقوات المسلحة اليمنية العميد الركن شرف غالب لقمان، أن قوات الجيش واللجان الشعبية المرابطة في الساحل الغربي، نفذت عمليات نوعية وخاطفة ضد قوى ومرتزقة العدوان، كبدتهم خسائر باهظة في العديد والعتاد.

 

وأوضح العميد لقمان أن مجاميع الغزاة ومعسكراتهم المستحدثة في الساحل الغربي، تعرضت لضربات موجعة نفذتها قوات المدفعية بالإشتراك مع سلاح الجو المسير.

 

وأشار إلى أن هذه العمليات النوعية، تعكس مدى التكامل وفعالية قوات الجيش واللجان الشعبية في التعاون والاشتراك في تنفيذ الهجوم المضاد على مراكز ثقل العدو ومواقعه الاستراتيجية.

 

ونوه بالقدرات التي وصلت إليها القوات البرية والمهارات التي تميزت بها القوة الجوية في التغطية والرصد والتوجيه وتحديد الأهداف وإصابتها بدقة عالية .. معتبرا ذلك نتيجة طبيعة لنجاح وفاعلية إستراتيجية الجيش واللجان الشعبية في الدفاع والهجوم.

 

10 غارات وقصف صاروخي ومدفعي على صعدة وحجة

 

وفي السياق شن طيران العدوان السعودي عشر غارات على محافظتي صعدة وحجة في شمال اليمن، فيما استهدف قصف صاروخي ومدفعي قرى آهلة بالسكان في المديريات الحدودية خلال الـ 24 ساعة الماضية.

 

وأوضح مصدر أمني أن طيران العدوان شن أربع غارات على منطقة الحصامة بمديرية الظاهر في محافظة صعدة، وغارة على مديرية شدا التي استهدف قراها قصف صاروخي ومدفعي سعودي.

 

وتعرضت قرى آهلة بالسكان في مديرية رازح الحدودية لقصف صاروخي ومدفعي. وأشار المصدر إلى أن الطيران المعادي شن خمس غارات على مديرية مستبأ في محافظة حجة.

 

وكانت الهيئة الإعلامية لحركة “أنصار الله” قد قالت، إن السلوك الذي ينتهجه تحالف العدوان، من خلال منعه للوفد الوطني من مغادرة العاصمة اليمنية صنعاء باتجاه جنيف، بناء على دعوة الأمم المتحدة للمشاركة في المشاورات هناك، ليس إلا دليل على حرص قوى العدوان على استمرار الحرب والدمار والمجازر والحصار وتفاقم الأزمة الإنسانية التي باتت الأكبر في العالم.

 

غارات التحالف ضربت مناطق سكنية وجنازات وحفلات زفاف

 

من جانبه أكد فريق الخبراء المعينين من قبل مجلس حقوق الإنسان، أن غارات التحالف السعودي ضربت في اليمن مناطق سكنية وأسواقاً وجنازات وحفلات زفاف وسجون وزوارق صيد وحتى مرافق طبية مما تسبب في سقوط ضحايا مدنيين.

 

وأوضحت المنظمة العربية لمراقبة الحقوق “منظمة أروى” في بيان صادر عنها، أن تقرير الخبراء تضمن استنتاجات وتوصيات بعد النظر في الانتهاكات والتجاوزات في اليمن لقانون حقوق الإنسان الدولي وسائر القوانين الدولية الأخرى.

 

وتطرق التقرير إلى الانتهاكات المروعة لحقوق الإنسان بالغة التوحش بما في ذلك الحرمان غير القانوني من الحق للحياة والاحتجاز التعسفي والاغتصاب والتعذيب وسوء المعاملة والاختفاء القسري وتجنيد الأطفال والانتهاكات الخطيرة لحرية التعبير والحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وأيضا الحق في مستوى معيشي لائق والحق في الصحة، والتي نسبت الأغلبية الساحقة منه إلى التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات.

 

وبينت المنظمة أن تقرير الخبراء ذكر أنه يوجد لديه أسباب وجيهة للاعتقاد بأن أفراداً في حكومة هادي في المنفى وكذلك الأفراد في التحالف بما في ذلك السعودية والإمارات نفذت هجمات على المدنيين في انتهاك لمبادئ التمييز والتناسب والاحتياطات التي قد ترقى إلى جرائم حرب.

 

وبحسب المنظمة فإن فريق الخبراء راجع 60 حادثا وقعت فيها غارات جوية على مناطق سكنية مما أسفر عن مقتل أكثر من 500 مدني من بينهم 84 امرأة و 233 طفلاً وفي 29 حادثا راجع فريق الخبراء الضربات الجوية التي أصابت الأماكن العامة بما في ذلك الهجمات على أهداف في مناطق مكتظة بالسكان والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 300 مدني.

ويرى المراقبون للساحة اليمنية ان المؤشرات للتوصل الى تسوية سياسية في اليمن غير مطمأنة في الوقت الراهن مع استمرار كثافة غارات العدوان السعودي وتصعيده وتفاقم العمليات العسكرية في مختلف الجبهات اليمنية، في ظل توتر الوضع في عدن ومحافظات الجنوب الذي تشهد شوارعها احتجاجات شعبية منددة بتدهور الأوضاع الاقتصادية وممارسات سلطة الرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي.

كما يؤكد المراقبون أنه ومن واقع المتغيرات التي حصلت في فصول الحرب باليمن خلال ثلاث سنوات ونصف الماضية فإن التحالف السعودي المدفوع أمريكيا للتصعيد العسكري في اليمن وتشديد الحرب الاقتصادية على الشعب اليمني لن يؤتي بٲي نتائج ميدانية او سياسية وإنما ترتكب خطأ استراتيجيا فادحا بالتصعيد له تداعيات مدمرة وخطرة على امن السعودية والامارات في ظل تطور قدرات أنصار الله العسكرية حيث اصبحت قادرة على تحويل السعودية والإمارات ومنشئاتها الحيوية إلى “مناطق عسكرية” معرضة للاستهداف المباشر في أي وقت عبر الصواريخ الباليستية أو سلاح الجو المسير وقد ثبت هذا ميدانيا في الفترات الأخيرة.

 

المصدر: موقع قناة العالم

You might also like