كل ما يجري من حولك

لماذا اللعنة على اليهود؟

3٬317

 

زيد البعوة

لماذا اللعنةُ على اليهود وليس اللعنة على إسرائيل أَوْ اللعنة على الصهاينة؟.. هذا السؤال يردده البعض كثيرًا ويبحثون عن إجابة رغم أن الأمر واضح وضوحَ الشمس.. وقبل الإجابة على السؤال نبدأ الحديث عن سبب نشأة هذه الصرخة وهذا الشعار ومتى نشأت ولماذا أَصلًا نلعن اليهود ونكره إسرائيل؟ ثم علينا أن نفكرَ في الماضي قبل أن يظهر هذا الشعار وكيف كانت مواقفنا حينها؟ قبل أن يظهر هذا الشعار وهذه الصرخة كانت المنطقة العربية والإسْــلَامية تعج بالكثير من الاحداث التي تستهدف الإسْــلَام والمسلمين بالدرجة الأولى من قبل اليهود والنصارى أمريكا وإسرائيل احتلوا فلسطين واحتلوا العراق وقبلها أفغانستان ومعروف ماذا يفعلون؟.. يقتلون ويدمّـرون وينتهكون الحرمات كنا نستنكر ونتألم مجرد مشاعر فقط دون أن نتخذ موقفًا مما يجري؛ لأنَّنا طرفٌ في الصراع فعندما جاء السيد حسين بدر الدين الحوثي بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر في عام 2002 وقال أنا أدلكم على عمل ينقذكم أمام الله ومؤثر على العدوّ أقول لكم أيها الإخوة اصرخوا ألستم تملكون هذه الصرخة الله أَكْبَـر الموت لأمريكا الموت لإسرائيل اللعنة على اليهود النصر للإسْــلَام.. وقال: هذه الصرخة ستكون مؤثرة وسوف ترون كيف سيتحَـرّك الأَعْــدَاء لإسكاتها وفعلًا تحَـرّكوا لإسكات هذه الصرخة ولا يزالون لكنهم فشلوا وسيفشلون..

أمّا لماذا اللعنة على اليهود فأنا سوف أقولُ لكم لماذا؟:-

اليهود هم اليهود قبل أن يكونوا صهاينة واليهود هم اليهود بني إسرائيل وهم الأَعْــدَاء التأريخيين للإسْــلَام والمسلمين حتى من قبل ظهور الإسْــلَام ولعنهم الله على لسان داوود وعيسى بن مريم قبل أن يبعث نبينا محمد صلى الله عليه واله وبعد البعثة كان اليهود أبرز من وقفوا في وجه رسول الله وفي وجه الإسْــلَام والمسلمين في بني قريضة وبني قينقاع وبني النظير ليس هذ فحسب أكّـد الله سُبْحَانَــهُ وَتَعَالَـى أن اليهود هم ألد الأَعْــدَاء لأمة الإسْــلَام حين قال: لتجدن أشد الناس عداوةً للذين آمنوا اليهود ــ وهنا علينا أن نوجهَ هذا السؤال إلى الله ونستغفرَه تعالى لماذا عممت يا الله وقلت اليهود ولم تقل الصهاينة أَوْ الموساد؟ هل أنه لا يعلم أن اليهود سوف يطلقون على أنفسهم عدة مسميات ويكونُ منهم الكثير مجرمين والقليل القليل معتدلين؟ بلا هو يعلم بذلك لكن اليهود هم ألد الناس عداوةً للذين آمنوا إلى درجة أن اللهَ قال عنهم إنهم يعضون أناملهم من شدة الغيظ والحقد علينا وفي هذه الحالة أَلَا يجوز لنا أن نلعن اليهود وقد حذرنا الله منهم وبعد ما حذرنا الله منهم ننظر إلى مواقفهم تجاهنا هل هم يلعنوننا فقط أم أنهم يقتلوننا كُـلّ يوم ألا يستحقون اللعنة؟ لهذا نحن نلعنُ اليهود المقصودين في هذه الآية؟..

ليس هذا فحسب الله سُبْحَانَــهُ وَتَعَالَـى قال مخاطبًا المسلمين قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الأخر ــ من الذين اوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون ــ وهنا علينا أن نتساءلَ: لماذا عممت الآية القُـرْآنية وقالت من الذين اوتوا الكتاب ومعروف منهم أهل الكتاب ولم تخصص فئة معينة؟ أليس الله بأحكم الحاكمين ثم أيهما اشد على اليهود اللعن أم القتال؟ الله قال قاتلوا ونحن لم نستجب له، بل إن البعض لا يزال يزعل ويقول لماذا تلعنونهم؟ يريد هذا أَوْ ذاك أن يكون أحكم من الله وأرحم منه وأَكْثَـر معرفةً منه تعالى!!، أليس هذا قمة الغباء؟..

ليس هذا فحسب اليهود يدركون أنهم ملاعين لعدة اعتبارات أهمّها انهم يدركون أن الله لعن الظالمين وهل هناك أَكْبَـر واشد ظلمًا من ظلم اليهود؟ وايضًا الله لعن الكاذبين وهل هناك اكذب من اليهود؟ والله ايضًا لعن المرجفين والمفسدين في الأرض ولعن الذين يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض ولعن الذين يقتلون المصلحين من عباد الله وكل هذه المواصفات نجدُها في اليهود ومن يقول غير ذلك فهو جاهل ولا يعرف القُـرْآن ولا يعرف التأريخ فهل نحن أعلم أم الله يجب أن يوجهَ البعض سؤالهم هذا إلى القُـرْآن؟ لماذا نلعن اليهود وهو سوف يجيبُ عليهم..

ثم كما نلاحظ أن عداوة اليهود تجاهنا ليست عسكرية فحسب بل ثقافية وهذا الأَسَاس وكذلك اقتصادية وإعلامية وامنية وسياسية وغير ذلك فبدلا مما نلعنهم ونقاتلهم وفق ما امر الله فسوف يحولونا إلى ملاعين مثلهم بل واشد منهم لماذا؟؛ لأنَّهم يريدون أن يحولونا من بعد الإيْمَـان بالله إلى كفار ويريدون أن نضل السبيل ويريدون أن يجعلونا مجرد تائهين كما تاهوا ويريدون أن يستعبدونا وينهبوا ثرواتنا وفوق هذا كله يريدون أن نكون كفار منبوذين من قبل الله بل ويستكثرون علينا أن نكون يهود مثلهم والعياذ بالله وعداوتهم كما ذكر الله في القُـرْآن لنا جذرية في الدنيا والاخرة إلى درجة أن اليهود والنصارى اختلفوا على من سوف يدخل الجنة قال اليهود لن يدخل الجنة إلّا من كان هودًا أَوْ نصارى حتى الجنة في الآخرة لا يريدون أن ندخلَها وعاد البعض من المسلمين يقول: لماذا نلعنهم؟.

You might also like