دعا محافظ لحج المعيّن من قبل حكومة «الإنقاذ» في صنعاء، الشيخ أحمد حمود جريب الصبيحي، الجنوبيين إلى تحرير عدن قبل الحديدة، مشيراً إلى أن خسائر أبناء الجنوب في معارك الشمال الكبيرة تدعو كل عقلاء الجنوب وقياداته الوطنية الفاعلة إلى «وقف نزيف الدم الجنوبي في تلك المعارك التي لا مصلحة للجنوب فيها». 
ووصف جريب المشاركة الجنوبية لقوات درّبتها وموّلتها دولة الإمارات في تلك المعارك بـ«الخطأ التاريخي الذي لم يدرك الجنوبيين حتى اليوم مخاطرة على مستقبل الجنوب وقضيته العادلة». 
وقال جريب، في تصريح لـ«العربي» إن «الآلاف من أبناء الجنوب، بينهم العشرات من القيادات العسكرية، التي كان أبناء الجنوب يعلقون عليها آمالاً كبيرة في إعادة تأسيس جيش جنوبي وطني يحمي الجنوب والجنوبيين، قد قتلت في معارك الشمال»، مشيراً إلى أن «التحالف بقيادة السعودية والإمارات، يصفّون الجنوبيين في جبهات الساحل الغربي ومندبه في صعدة وعسير وجيزان ونجران، مستغلين تردّي أوضاعهم المعيشية، وحاجتهم للحصول على مصدر دخل في التصفية الممنهجة في معارك الموت». 
ولفت جريب إلى أن «الكثير من الدلائل تثبت أن الإمارات والسعودية تتعاملان مع أبناء الجنوب، الذين يقاتلون لتحقيق أجندتها في الشمال، كأدوات رخيصة الثمن، ولعل أدل على ذلك تعامل الإمارات مع جرحى الساحل الغربي، وإهمال جثث القتلى التي تترك لأسابيع دون انتشال وكأن الأمر لا يعينها». 
وأضاف أن «المئات من أبناء الجنوب لا تزالُ جثثهم مرميةً في معركة الساحل الغربي وفي جبهات ما وراء الحدود منذ أسابيع»، وأشار إلى أن «الإمارات تتعامل مع أسرى الجنوب كأدوات انتهت صلاحيتها، وتعمل على إفشال أي مساع لإطلاق صراحهم، وتفشل أي صفقات تبادل للأسرى». 
وتوجّه جريب إلى أبناء الجنوب المشاركين في معارك الشمال، قائلاً «أنتم تقاتلون تحت أعلام الإمارات وتموتون من أجل مطامعها الاستعمارية القبيحة المتمثلة باحتلال المحافظات وتدمير السلم الاجتماعي والسيطرة على الثروة والقرار السياسي في البلد، ولعل ما يحدث في عدن والمحافظات الجنوبية التي تحولت إلى سجون مفتوح لكل جنوبي وخصوصاً عدن والمكلا التي تحتضن أكثر من 18 سجناً سرياً لخير دليل».
وأضاف «يا أبناء الجنوب رغم التضحيات التي تقدموها مع غراة محتلين يدعون مساعدتكم ويزجون بكم في محارق الموت، إلا أنه لا قدر لكم ولا قيمة، فقبل أن تحرروا ميناء الحديدة، حرروا ميناء عدن الدولي الخاضع للإحتلال الإماراتي منذ أكثر من عامين، وقبل أن تحرروا مطار الحديدة حرروا مطار عدن من القبضة الإماراتية، فالأحرى بكم أن تحرروا المئات من أخوانكم وزملائكم الذين يعيشون تحت التعذيب في السجون السرية الإماراتية».
ورأى أنه «من العار أن ترفعوا الأعلام الجنوبية في جبهات الحديدة والجنوب محتل من قبل قوى الاستعمار الجديد»، داعياً «القيادات الجنوبية المشاركة أو المؤيدة لمشاركة الجنوبيين في معارك الشمال إلى مراجعة حساباتهم الخاطئة والعودة إلى رشدهم والعدول عن المشاركة في معركة لا تعني الجنوب ولا الجنوبيين».
(العربي)