كل ما يجري من حولك

الوجود الإماراتي في اليمن والصومال.. استعمار ومصالح اقتصادية

386

متابعات:

هبطت طائرات نقل عسكرية إماراتية في جزيرة سقطرى الأسبوع الماضي، حيث أنزلت دبابات وقوات عسكرية في إطار مسعى البلد الخليجي لمد نفوذه إلى مجرى مائي استراتيجي تحيط به مناطق صراع، الأمر الذي اعتبرته حكومة الفار هادي أنه «استعمار وعمل عسكري غير مبرر».

قال دبلوماسيون ومسؤولون يمنيون وصوماليون إن أبوظبي تنشر قواتها، وتضخ أموالاً لإنشاء شبكة قواعد وميليشيات مسلحة في اليمن والصومال كحماية من الإسلاميين والنفوذ الإيراني، إلا أن الأمر تكمن خلفه أطماع توسعية، ومصالح تجارية لأبوظبي. لكن دعم جماعات على خلاف مع حكوماتها المحلية يهدد بتورط الإمارات في نزاعات لا تبدو لها نهاية في اثنين من أفقر بلدان العالم.

وتقع جزيرة سقطرى بين شبه الجزيرة العربية والقرن الإفريقي، وتشتهر بالطبيعة النباتية الخلابة، وكانت تبدو بمنأى تماماً عن الحرب، حتى وصول القوات الإماراتية في إنزال تحدث عنه المسؤولون والإعلام في اليمن.

واتهمت حكومة هادي الإمارات بالاستيلاء على ميناء ومطار الجزيرة. وقال مصدر في الحكومة المنفية بالرياض لرويترز إن التحرك الإماراتي استعراض قوة من أجل «مصالح تجارية وأمنية»، واتهم الإمارات بمحاولة استعمار اليمن.

وأضاف المصدر: «لن يحصلوا على ذلك من اليمن. نعم اليمنيون فقراء، لكن بوسعهم القتال من أجل سيادتهم».

وللإمارات موطئ قدم أيضاً في شمال الصومال على الجانب الآخر من مضيق باب المندب، الذي يمر عبره الكثير من النفط العالمي، حيث تؤسس الشركات الإماراتية موانئ تجارية، وتنفذ قواتها مجموعة من المهام العسكرية والتدريبية.

وعينت الإمارات مسؤولين عسكريين أجانب كباراً لتحديث جيشها، منهم قائد القوات الخاصة الأسترالية السابق الجنرال مايك هندمارش، الذي يتبع مباشرة ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

ويشرف هندمارش على الحرس الرئاسي، وهي وحدة مكلفة بتوجيه الحملة الإماراتية في اليمن. وقال دبلوماسي غربي: «إنهم يبادرون بقتال العدو في أنحاء المنطقة».

أطماع

وتبنت الإمارات على طول الساحل الجنوبي الغربي لليمن- استراتيجية مختلفة، وشكلت صداقاتها الخاصة مع ميليشيات مسلحة في الحرب. فالإمارات تدفع رواتب، وتدرب ميليشيات في سلسلة قواعد صغيرة تنتشر من جزيرة بريم البركانية عند مدخل البحر الأحمر إلى كثبان رماه الرملية قرب الحدود العمانية.

وهاجم رئيس المكتب السياسي للحراك الجنوبي، فادي باعوم، التواجد العسكري للإمارات في اليمن، معتبراً أن الدافع الرئيسي لهذا التواجد هو أطماع ومصالح أبوظبي.

وقال باعوم، في مداخلة مع قناة «الجزيرة» إن «الإماراتيين جاؤوا لأجل أطماعهم وليس لأجل اليمنيين»، مضيفاً «إذا كانوا يريدون التضحية فليضحوا في جزر طنب الكبرى والصغرى الإماراتية المحتلة».

واعتبر أن «الإماراتيين لم يضحوا بالدم الإماراتي في اليمن بل بالدم اليمني»، مشيراً إلى أن «أغلب الجنود الذين قتلوا في عدن ومأرب أصولهم حضرمية ويافعية».

صراع شد الحبل

ساعدت هجمات القراصنة الصوماليين على طرق التجارة قبالة منطقة القرن الإفريقي على دفع الإمارات، التي تضم أكثر موانئ الشرق الأوسط انشغالاً، للدخول إلى مجال السياسة المتشابك في الصومال التي تحارب مسلحي حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة منذ أكثر من عقد.

You might also like