انطلقت حملة أمنية واسعة في مدينة عدن، صباح الأربعاء، لإزالة البناء العشوائي المستحدث، الذي طال العديد من الأراضي والمساحات والممتلكات العامة في المدينة عقب «تحريرها»، بتوجيهات من وزارة الداخلية التابعة لحكومة الرئيس عبدرب منصور هادي، بعد إعلانها أخيراً تنفيذ حملة أمنية واسعة النطاق، شكّلت على أساسها لجنة أمنية لإزالة البناء العشوائي، الذّي تنوع ما بين بناء محلات، وأكشاك لأغراض تجارية محدودة، في حين يتم البسط في حالات أخرى، على ممتلكات عامة وخاصة والبناء عليها، الأمر الذي أثار غضب واستنكار المواطنين، وخَلقَ حالة من الفوضى وأغلق شوارع وأزقة المدينة. 
توجيهات لحملة
وكانت وزارة الداخلية، قد شكلت خلال اجتماع، لجنة أمنية لإزالة البناء العشوائي، الذي طال العديد من الأراضي والمساحات والممتلكات العامة في المدينة، وارتفعت وتيرتها أخيراً، وأقرت باتخاذ كافة الإجراءات القانونية ضد المخالفين، مؤكدة أنها ستضرب بيد من حديد، كل الخارجين عن النظام والقانون، وداعية المواطنين للإسهام في دعم الحملة ونجاحها، لما من شأنه تعزيز الأهداف المرجوة، والحفاظ على جمال المدينة، بعد شكاوي عدة تلقتها الوزارة من مواطنين، وانطلقت وفق ذلك، في حملة أمنية شاركت فيها قوة مشتركة من قوات الأمن الخاصة وإدارة أمن، صاحبها اشتباكات مع مسلحين في مديرات القاهرة والشيخ عثمان، حاولوا تعطيل الحملة، وراح ضحيتها جندي وأُصيب آخر.

أزمة سكن
وتشهد مدينة عدن، أزمة سكن متفاقمة، فيما يطبق النافذون والسماسرة على سوق العقارات الضيق جداً، فيلجأ السواد الأعظم من بسطاء المواطنين إلى أكثر الخيارات فداحة وكارثية: البسط والبناء العشوائي، إضافة إلى من تضرّروا من الحرب، ودُمّرت منازلهم، حيث اضطر هؤلاء إلى البناء بشكل عشوائي لإيجاد مأوى لأسرهم، بعد أن تعذر عليهم العودة إلى منازلهم، في حين لا تزال جهود إعادة الإعمار غائبة كلياً في الوقت الحالي.

ضعف الخدمات
وإضافة إلى ما تسببه عملية البناء العشوائي داخل كل حي وفي كل شارع، من تشويه للمنظر الجمالي للمدينة، خلقت عدداً كبيراً من المشاكل، أبرزها أن هذا البناء العشوائي، تم فوق خطوط النقل ومراكز تحكم من أنابيب وكيبلات تابعة للخدمات العامة من مجاري وكهرباء وماء وهاتف، كما أصبح الربط العشوائي للكهرباء، يتم مباشرة من أعمدة الإنارة، وعلى نطاق واسع، إلى الحد الذي يصل حجم الاستهلاك من الطاقة الكهربائية، من خلال هذا الربط العشوائي، إلى 40% من قيمة الطاقة الكهربائية، المنتجة في محافظة عدن، ما تسبب بالكثير من الحوادث، مثل انفجار محولات الطاقة الموجودة في الأحياء، وضعف التيار الكهربائي، كما قام البعض ببناء منازل عشوائية بالحفر، إلى جانب منازلهم، وتركيب مولدات في هذا العمق، لضخ المياه إلى منازلهم، وشقها من الأنبوب العام المشترك، ما حرم المواطنين من وصول المياه إلى منازلهم لأسابيع، وضاعف من معاناتهم.