كل ما يجري من حولك

الشهيد الصماد… الدم مفتاح النصر

358

متابعات:

يتقاطع الماضي مع الحاضر في الحرب على اليمن، ليرسم بشكل قاطع طريق مغاير لما قرره أصحاب القوى الفاعلة في الجزيرة العربية اليوم، وعلى رأسها ولي العهد، المأخوذ بغرور القوة والمال.

ولي العهد السعودي، وزير الدفاع، والممسك فعلًا بمفاتيح القوة والثورة داخل البلد، انجر إلى “فعل أهوج”، باغتيال الرئيس اليمني صالح الصماد، محولًا الشهيد إلى وقود ليس لشعب اليمن فحسب، لكن لمحور المقاومة بأكمله.

اليمن التي تقاوم الحرب السعودية، نجحت تمامًا في مرحلتها الأولى بالصمود في وجه العدوان السعودي، بغطاء من أنظمة عربية ارتضت رهن شرفها، مقابل صفقات أو مقابل الريالات، ثم نجحت مرة أخرى بنقل المعركة إلى الداخل السعودي، مستهدفة القصور الملكية في العاصمة الرياض، وكانت تحتاج بالفعل لشرارة تنير الدرب المقدس للجهاد والتضحيات، ولا أجلّ من الرئيس الصماد نورًا للطريق.

المعركة حولّها غباء الأمير السعودي، وشلة المنتفعين من الحاشية، من مجرد معركة عسكرية، إلى تحد يمس شرف كل يمني، وكل عربي، وكل مقاوم، فدماء القادة ستترجم فورًا إلى انتقام ولهيب غصب، سيشمل الجزيرة العربية، ولن يقف فقط على أعتاب المطارات والقصور.

أمام قادة اليمن، والسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، فرصة غالية لانتزاع المبادأة في حربهم مع الكيان السعودي الإجرامي، أمامهم فرصة هائلة لتذكير المقاومين على امتداد رقعة الوطن العربي، أن الشهادة هي وسام إلهي على صدور الأمة، لا يختار إلا أغلى الأبناء، فرصة عزيزة لإثبات أن الشرعية في المقاومة للدم المبذول، لا السيف الغاشم.

أسبوع اغتيال الصماد شهد هجوما غير مسبوق على عرس، خلّف عشرات الضحايا الأبرياء من أهل اليمن، وكأنها إشارة إلى رغبة سعودية لإرهاق اليمن إنسانيًا، مع استمرار الحصار الظالم، بغطاء دولي من رعاة النظام السعودي.

الهدف الوحيد الذي يقفز للذهن من وراء التصعيد السعودي، بالإضافة إلى أزمة داخلية مكتومة، هو إجبار اليمن على طلب التفاوض مع قوى العدوان، ليتم استغلاله كاعتراف بشرعية العدوان أولًا، وإعلانًا عن الهزيمة، ومع الإدراك الأكيد بفهم القيادة اليمنية للأهداف السعودية، فانه من الواجب تبصير الشعب المقاتل –باستمرار- بضرورة التوحد وراء القيادة الشرعية الوحيد لليمن، وهي قيادة المقاومة، والسيد بدر الدين الحوثي.
الأمم تدفع أثمان المقاومة لهدف واحد وهو الانتصار، وأي تراجع في منتصف الطريق هو إعلان هزيمة الإرادة، وما سيكون بعده هو الهوان والموت الحقيقي.

بريطانيا دفعت في سنوات الحرب العالمية الثانية ثمن انتصارها على هتلر، بصمود أهالي لندن أمام القصف الألماني، وانتصرت في الحرب بتوحد جبهتها الداخلية خلف قيادتها، رغم الخسائر البشرية، فالكل اعتبر الخسارة مفتاحًا للنصر في المعركة الكبرى.

واليمن ليست أقل من أي أمّة أخرى، فالجبال الشوامخ تشهد على عظمة وعطاء أبناء اليمن، وقدرتهم على المجابهة والصمود، رغم ألم الخذلان الدولي، ومرارة مشاركة أعلام عربية، على غير هوى الشعوب، في العدوان.
إذا كان ما ارتكبته السعودية، وحلفها الملعون، في أرض اليمن العزيز خلال سنوات أربع، عدوان همجي، فإن جريمة اغتيال الصماد وحده لا بد وتكون شرارة للنصر، وعنوانًا على أن اليمن مستعد لتقديم أغلى الدماء مقابل الاستقلال والعزة.

الجريمة الشنعاء عنوان فشل، وليست إنجازًا عسكريًا لجيوش العدوان وأسلحتها، وإن دلّت، فانها تأكيد لغياب أي إستراتيجية وراء العدوان، فالعدو فاشل لا يقوى على الصمود، والأهم أنه الآن لا يدرك ماذا يفعل سوى تصعيد جرائمه، ضد الشعب المقاتل الصابر، المنتصر بإذن الله.

*أحمد فواد – كاتب مصري

You might also like