استقبلت صنعاء خبر استهداف رئيس «المجلس السياسي الأعلى»، صالح الصماد، بطيران «التحالف» في محافظة الحديدة، بروح عالية من التحدي والإصرار. وبلغة واحدة، عبرت قيادات حركة «أنصار الله» عن العملية، بالتأكيد على أن «الاستهداف لن يزيدهم إلا إصراراً وقوة في مواجهة العدوان».
على المستوى السياسي في صنعاء، وفي إطار «المجلس السياسي الأعلى» وحركة «أنصار الله» وكل مؤسسات الدولة، السياسية والعسكرية، تبدو الأوضاع في العاصمة هادئة وعلى ما هي عليه. وأكدت مصادر سياسية، لـ «العربي»، بأنه «لا قلق على مسار المشروع الوطني ومشروع مواجهة العدوان»، مشددين على أنه «لا يوجد أي خلافات أو تباينات بشأن الواقع السياسي المقبل، وأن الصماد وكافة القيادات السياسية والعسكرية تعي المسؤولية الواقعة، تجاه ما يتعرض له البلد من عدوان وما يتعرض له اليمنيون بشكل عام من قتل ودمار».
وعلى مستوى «المجلس السياسي الأعلى»، أعلن «المجلس» تعيين القيادي في حركة «أنصار الله» مهدي المشاط، رئيساً لـ «المجلس» خلفاً لصالح الصماد، خلال الدورة المقبلة. وأوضح عضو «المجلس السياسي الأعلى»، وعضو البرلمان، سلطان السامعي، في حديث إلى «العربي»، أن «المجلس السياسي أكثر تماسكاً الآن، حرصاً على مكتسبات الشعب وانتصاراته في معركة الدفاع عن السيادة والاستقلال والكرامة، والتي سطرها اليمنيون منذ أكثر من ثلاث سنوات، في مواجهة الباطل والظلم والحماقات التي ترتكبها أمريكا وأدواتها في المنطقة ضد شعبنا العزيز».
وبشأن تعيين المشاط، خلفاً للصماد، كشف عضو «المجلس السياسي الأعلى»، عن أن المشاط اختير عن «قناعة وبالإجماع، بعد أن رفض الشيخ صادق أمين أبو راس، أن يتولى الرئاسة، معللاً رفضه بأنه لا يستطيع التحرك كثيراً نتيجة لإعاقته المعروفة من حادثة جامع النهدين».
وأكد أبو راس أنه سيكون «عوناً للمشاط»، وأضاف «سنعمل بروح الفريق الواحد، وستستمر القافلة بالمسير على خطى الشهيد المجاهد الصماد ان شاء الله».
وأضاف السامعي، أن «الصماد مجاهد عظيم اختاره الله ليعيش الحياة الأبدية مع الشهداء والصديقين والأنبياء. تحمل مسؤولية بلاده في أشد الظروف قسوة، وسيظل في ذاكرة الأجيال جيلاً بعد جيل، وسيلعن التاريخ قاتليه. استشهد في مواقع العزة والشرف، وهو يجاهد دفاعاً عن شعبه ووطنه، ولم يمت في قصر أو ملجأ، بل في الميدان، رافعاً رأسه بطلاً نعتز به ونفخر، فرحمة الله عليه يوم خلق ويوم استشهد ويوم يبعث، وسنواصل المسيرة مع الخلف حتى يتحقق النصر لشعبنا».
وردّ عضو البرلمان، سلطان السامعي، على «التحالف» ومن يعتقد بأنه باستهداف رئيس «المجلس السياسي الأعلى»، سيؤثر على تماسك الجبهات الداخلية أو سيترك أثراً عسكرياً أو سياسياً، بالقول، إنهم «باستهدافهم الرئيس الصماد، يعتقدون أنهم يستطيعون خلخلة الجبهات، لكن العكس تماماً سيكون. سترون في الأيام المقبلة، أن الجبهات ستكون أقوى، فالصمود والعزيمة وتحقيق الانتصارات ستتضاعف، والتحدي سيكون عنوان المرحلة المقبلة».
وفيما يتعلق بالجبهات ورد الفعل، ستكون هناك «مفاجئات»، بحسب ما تؤكد مصادر سياسية وعسكرية في «أنصار الله»، إذ توضح وفي حديث إلى «العربي»، أن «إستهداف صالح الصماد وهو في الميدان، عزز الثقة لدى المقاتلين، بأن الجماعة لا تعتبر دماءها أغلى من دماء المقاتلين، وهذا ما كان قد أشار إليه الصماد في خطابه الأخير، الذي إلقاه في محافظة الحديدة، قبل مقتله بساعات».
وتفيد مصادر عسكرية وقبلية، لـ «العربي»، بأن حالة استنفار كبيرة تجري على كل المستويات»، وأن «هناك تحركات في وسط القبائل ورجال حاشد وبكيل في التنسيق مع أنصار الله للمساهمة في اتخاذ الرد اللازم، وفي دعم ورفد الجبهات بمقاتلين وسلاح، وستكون هناك مفاجئات كبيرة خلال اليومين القادمين».