كل ما يجري من حولك

اقرأ: نص آخر كلمة للرئيس الشهيد صالح الصمَّـاد في الحديدة قبيل استشهاده بدقائق

455

ألقاها خلال لقائه الموسَّع بقيادة السلطة المحلية ومشايخ ووجهاء محافظة الحديدة:

الحَمْدُ لله رَبِّ العَالمين، وصلى اللهُ وسلَّمَ على سيدِنا محمدٍ وعلى آله الطاهرين، يُسعِدُنا أن نكونَ حاضرين بين أوساط أبناء تهامة في ظل هذا الظرف والذي تزامنت هذه الزيارةُ مع ما سمعتموه في الأَيَّــام الأخيرة في إحاطة المبعوث الأممي إلى مجلس الأمن، قبل أمس، والتي نعتبرُها إحاطةً متوازنةً مقارنةً مع إحاطات ولد الشيخ سابقاً، إلا أنَّ فيها إشارةً مهمةً إلى أبناء تهامة، حيث يتحدَّثُ أنه سيعمَلُ مع مجلس الأمن على إطار تفاوُضٍ خلال ثلاثة أشهر، وأنه قادمٌ على عملية وشيكة في الحديدة.

هذه الإحاطةُ ربما البعضُ اطلعوا عليها، لكن هي عملياتهم وشيكة من بداية العدوان على صنعاء وصعدة والبيضاء وهم عملياتهم وشيكة، عملية صنعاء وشيكة، عملية البيضاء وتحرير تعز وشيكة، هي وشيكة من بداية العدوان ليس هناك قلق لكن نأخذها على محمل الجد.

أيضاً بلّغنا معلومةً مؤكّـدة أن الأمريكيين هم المتبنيون لعملية الحديدة، ربما بعدَ إسقاط الطائرة الأمريكية، أمس، كان أكبر دليل أن الأمريكيين هم المتبنيون؛ لأنَّ دول العدوان السعوديين أَوْ المرتزِقة عبارة عن خدام جاء بهم العدو في برميل الزبالة؛ لأنَّ معهم عملاء جدد، قدماء جدد هذه التطمينات من السفير الأمريكي، وعلى أساس أن أبناء الحديدة ـ حسب قولهم ـ ضابحون سيستقبلونهم بالورود نستقبلهم وهم يفعلون بنا مثل ما فعلوا بالأفارقة! هذا عيب.

أمس نشرت تقارير في هيومن رايتس عن فضائح يفعلونها بالمهجَّرين الأفارقة، اغتصاب للرجال والنساء في عدن، الإماراتيون ما معهم شيء، جاءوا فقط يتلّذذون بفلوسهم وينتهكون كرامة اليمنيين، هؤلاء العملاءُ القدماء الجُدُدُ، يقولون للأمريكيين: [إن المجتمع في الحديدة ضابح، وسيستقبلونهم بالورود].

نريد من أبناء الحديدة خلال هذا الأسبوع أن يوجهوا رسالة للسفير الأمريكي ويقولوا له: سنستقبلك على خناجر بنادقنا في مسيرة عارمة يخرجون شاهرين سلاحهم ليعرف الأمريكي على ماذا سنستقبله؟!، هذا نؤكّـد عليه إن شاء الله خلال هذا الأسبوع تقوم اللجنة التنظيمية بتحديد الزمان والمكان.

من أجل أن نعبِّرَ لهم أن الحاضِنَ الاجتماعيَّ في الحديدة لا يوجد فيه أيُّ مرتزِق، الذين معهم قد هم في أحضان التحالف، ولو عاد معهم مرتزِق واحد لَما شاهدوا الرئيس ينزل كُلّ ثلاثة أشهر ويمارس أعمالَه من هنا هو وأعضاء الحكومة، بينما المبعوثُ الأممي لم يستطعْ أن يلتقيَ وفدَ الالتقاء إلا في الإمارات وحكومتهم في الرياض، وإذا نزلت فتنزل إلى عدن بصعوبة ويُدَعُّون إلى قصر المعاشيق دَعَّاء، وليس لديهم غيرُ قصر المعاشيق، والميناء عنده عدة سياجات أمنية.

بينما الحديدة أقمنا حفلًا لآلاف من الأمن المركزي في الساحل، ولم يجدوا لهم مرتزِقاً يبلغهم، وهذه نعمة في جبهتنا الداخلية وشرف لكم يا أبناء تهامة.

لكن هكذا كُلّ ما حصلوا على عميل فرش لهم ورودًا، وقال لهم انزلوا من أجل أن يدفعوا لهم أكثر, وجهنا لهم رسالةً أن مجتمع أبناء الحديدة متماسكٌ محصّنٌ، سنفشل كُلّ مُخَطّطاتهم، وستسقط كُلُّ مؤامراتهم ورِهاناتهم.

لذلك من المهم جداً أن يستوعبَ الإخوةُ في الحديدة هذه التطوّرات الجديدة، أنه لا بد أن يشهدَ هذه الشهرين زخمًا قويًّا، وحالةَ استنفارٍ من الجميع رجالاً ونساءً، صغارًا وكبارًا، ونحن يا أبناءَ الحديدة مثلُ ما قال الأخ المحافظ، “ستخوضون البحر معنا”، أما نحن فنقولُ لكم: أبناء اليمن سيخوضون البحر دونَكم.

وفعلاً من صعدةَ إلى المهرة إلى حضرموت إلى تعز إلى ذمار، كُلّ اليمن، سيدافعون عن هذه المحافظة وعن غيرها من المحافظات، ولا قلقَ إطلاقاً نحنُ بالله أقوى، وهم هؤلاءِ يستأجرون لهم من أوغندا مجموعة إضافية، واللهِ إنه معيبٌ، تألمتُ جداً قبل أمس، وأنا أشاهد مقطعًا لأحد الأسرى في ميدي وفوقه أكثر من ثمانية جنود، لا أفهم لغاتهم، لونه أسود ولكن ليس سوداني لغته تختلف.

جاءوا بهم إلى بلادنا لينتهكوا كرامة اليمنيين، وينتهكوا أعراضهم وما حصل في الخوخة غير خافٍ على أحد، وهذه حالة واحدة فقط التي ظهرت بشعة، أما غيرها أكبر وهؤلاء لا يمتلكون مشروعًا نهائياً.

مهما كانت قساوةُ الظروف ومهما كانت صعوبةُ الأوضاع الاقتصادية إلا أننا سنبذُلُ جهودَنا، ونحن في الأسبوع الماضي كلفنا الأخ رئيس الوزراء والأخ المحافظ باللقاء بالوزراء المعنيين وعلى أساس تقديم المتاح والممكن بما نستطيع لهذه المحافظة.

هناك عملٌ كبيرٌ في إعَادَة إعمال الجُسُور، وربما تشاهدون بالمتاح والممكِن التي دمّرها العدوان لإعَادَة تأهيل وإقامة المخيمات للنازحين وتوفير الحد المتاح من الخدمات لهؤلاء الرجال والنساء والأطفال الذين ساء بهم الحال، وندعو أيضاً من جديدٍ الحكومةَ إلى تكثيف جهودها في هذه المحافظة لمواجهة ما يعانيه من أبنائها ومواجهة أيضاً التصعيدَ من قبل دول العدوان.

لذلك نحن ندعو الأخَ المحافظَ والأخَ قائدَ المنطقة ومدير الأمن والقيادات الأمنية والعسكرية وقيادة السلطة المحلية إلى حالة استنفار حالة اهتمام.

اللجنة الأمنية العليا تعاودُ جلساتِها باستمرار وتبقى في حالة انعقاد دائم؛ لمتابعة للتطورات ومتابعة الأحداث وبالذات يكون من أولوياتها تقديمُ المتاح والممكن للإخوة المواطنين وبالذات في مقدمتهم النازحين الذين ساءت بهم الأحوال المعيشية، وأيضاً استهدفهم العدوان استهدافًا ممنهجًا، كان آخرها استهداف مخيم النازحين الأخير والذي راح فيه العشراتُ من الشهداء والجرحى؛ لأنَّهم يريدون أن ينشُروا الرعبَ بين أوساط هذه المحافظة؛ ليهزموا الناس نفسياً.

لهم في ميدي ثلاث سنوات وأكثر؛ لذلك الجيشُ واللجانُ الشعبية بالتكاتف معكم يا أبناءَ تهامة، سيمثلون سياجاً فولاذياً على هذه المحافظة وغيرها من المحافظات، ولا قلق إطلاقاً أهم شيء رسائلُنا توصل للعدو، إذا هناك أناسٌ يشجّعونه أَوْ يكذبون عليه أن له وطأةَ قدم في الحديدة فعليه أن يفهمَ أن أبناءَ محافظة الحديدة على قلبِ رجلٍ واحد.

وهذا ما ندعو له إن شاء الله خلال هذا الأسبوع في مسيرة عارمة والبنادق مرفوعة فيها ليفهم العدو هذه الرسالة.

وقلتُ لكم أبناءُ اليمن كلهم سيكونون مدافعين عن كُلّ شبر في هذه الأرض الغالية، سواءً ما زال تحت سيطرة صنعاء أَوْ ما تم احتلاله، فسيتم تحريرُه بإذن الله تعالى مهما طال الزمن ومهما كان للأعداء من إمْكَانيات.

لذلك أكرر شكري وتقديري لأبناء هذه المحافظة الباسلة، ونؤكّـد على الإخوة في حكومة الإنقاذ على الاهتمام بشكل أكبر، فالمحافظة بحاجة إلى اهتمام كبير، ونشكر الإخوة في قيادة السلطة المحلية وقيادة المنطقة والسلطات الأمنية على مواكبتهم المستمرة للأحداثِ ومواكبتهم للأوضاع في هذه المحافظة الأبية.

في نفس الوقت نؤكّـدُ لكم من جديد أنَّ الوضعَ مطمئن للغاية، أهمُّ شيء أن يكونَ الناسُ جميعاً كالبُنيان المرصوص، بحيث أننا نوجِّهُ رسائلَنا لأعدائنا ونهتم أيضاً ببناء محافظتنا، والإخوة في الحكومة معنيون بأن يكون لمحافظة الحديدة الأولويةُ في الإيرادات، سواءً فيما يتعلق بالنازحين أَوْ التحسين أَوْ غيرها.

فهذه المحافظة تستحقُّ منا كُلَّ خير، فقد حوربت في فترات كثيرة حتى من قِبَلِ السعودية؛ حتى لا تنشأَ على ساحل البحر الأحمر مدينةٌ تضاهي مدينة جدة أَوْ جيزان أَوْ غيرها، فهم كانوا حريصين على إفشال كُلّ خططِ التنمية داخل هذه المحافظة، وبإذن الله تعالى ستكون هذه المحافظةُ في أولوية أعمالنا بمجرد انتهاء العدوان، ولكن الآن سنعملُ على المتاح والممكن للمواكبة وليس كُلّ شيء.

ما نعمله الآن هو عبارةٌ عن مواكبة لمواجهة العدوان، الجهد الذي تقوم به الدولة في محافظة الحديدة ضعيف جداً ولكنه أفضل بكثير جداً مما يقدم في المناطق المحتلة، وبالذات لو تسألوا عن الأوضاع الأمنية والأوضاع الاقتصادية في محافظة عدن لانذهلتم، كان يصل سعر الدبة البترول وسعر الدبة الغاز هناك إلى أسعار خيالية وخلفهم العالم والسعودية والإمارات أيضا.

حضور الأخ نائب رئيس الوزراء وزير المالية، محافظتك يا دكتور اهتم بها، واجعلوا لها أولويةٌ في كُلّ المجالات إن شاء الله والحكومة ستحضر وتأتي إلى الحديدة وتنعقِدُ في الحديدة، ونحن سننزل إليها مرةً تلو المرة، والأخ وزير الدفاع والأخ رئيس الأركان، والجميعُ لنعبِّرَ عن حُبِّنا ووفائنا لهذه المحافظة.

مثل ما قلت لكم كُلُّ أبناء اليمن سيخوضون البحرَ دونَكم، سنقدم أيضاً أكثر مما تقدمون لأنفسكم، فنحن جميعاً في خندق واحد، ويهمنا كُلُّ فرد من أبناء هذا الشعب، وكُلُّ رجلٍ، وكلُّ امرأةٍ، كُلُّهم في قلوبنا.

شكراً لكم، وشكراً لجهودكم، ونشكُرُ جهودَ الإخوة في السلطة المحلية، ونؤكّـد للجميع على موضوع الاهتمام والانعقاد الدائم للجنة الأمنية العليا في هذه المحافظة، بحيث يشكّلون حالةَ تأهُّبٍ، وحالةَ استعدادٍ لأية تطورات قد تحصل في الميدان.

كلنا شاكرون لجُهدِكم، لفهمِكم، لوعيِكم، وَالسَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ..

You might also like