يلعب الطابع الشخصي للسياسيين دوره، لكنه لا ينفي هذه الأصول، يحدّ منها أو يزيدها، لكنه أبدًا لا يمحوها، يعجّ التاريخ المعاصر بالكثيرٍ من النماذج، يفيض من فرط تقلب أحوالهم، ومن بين هذه النماذج وأبرزها الرئيس السوداني الحالي عمر البشير.

 

البشير والترابي.. متلازمة القط والفأر

تبدأ ثنائية البشير- الترابي مع حركة الثلاثين من يونيو (حزيران) 1989، التي تحرك فيها الجيش السوداني بدعم من«جبهة الإنقاذ الإسلامية» لإزاحة الصادق المهدي، رئيس الوزراء السوداني آنذاك؛ لتنتهي فترة ما بعد جعفر النميري.

كان الترابي زوجًا لشقيقة الصادق المهدي، الذي وصل إلى السلطة بعد الثورة على نظام النميري عام 1985، وعُين نائبًا لرئاسة الوزراء ووزيرًا للخارجية، قبل أن يتحالف مع البشير للإطاحة بالصادق المهدي؛ ليدخل في حالة ودٍّ لم تدم طويلًا، تخللها شد وجذب حول الصلاحيات الممنوحة للطرفين؛ البشير الذي هو في أعلى هرم السلطة والترابي الذي كان قد وصلإلى عدد من المناصب الهامة في الدولة، أبرزها رئاسة المجلس الوطني (البرلمان السوداني).

*تميم البرغوثي