كل ما يجري من حولك

قمة سلمان في الظهران… هروبٌ من الرياض واختباء بعباءة القدس

476

متابعات:

بعد أن هربت من الرياض واحتمت بمدينة الظهران السعودية خشية من الصواريخ الباليستية اليمنية، اختبأت القمة العربية وراء شعارات كاذبة لا تمت لتوجهات الحاضرين بصلة، وأطلق الملك السعودي عليها اسم “قمة القدس” والتي ليس لها من اسمها نصيب.

“القمة العربية” أو “قمة القدس” والتي لا تمت بصلة لكلا التسميات السابقة، فلا هي عربية ولا تناقش الأزمات الحقيقية في العالم العربي، بل أن بنودها تفصل على المقاس والمزاج الأمريكي الذي يناسب محميات الخليج، ولا هي ناصرة للقدس أساسا ومواقف المشاركين فيها من قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الاسرائيلي خير دليل.

القمة العربية التي انعقدت بعد أسبوعين من موعدها بتأجيل من السعودية بصفتها الدولة المضيفة، والرئيس الحالي للقمة، انتهت بساعتين وكأنها لم تبدأ، في حين كانت كلمة صاحب ” الملك” سلمان بن عبد العزيز، الذي لا يجيد القراءة من الورقة التي أمامه، توصف وبشكل دقيق عجز هذه القمة بأن تعكس واقع الشارع العربي وطموحاته وحل أزماته.

وبين عجز سلمان وعجز قمته أوجه تشابه كثيرة، فالقمة الفارغة وبعدما جرى نقل مكانها من الرياض إلى الظهران هرباً من الصواريخ اليمنية، لم يجد منظموها وسيلة لستر فضيحتهم وخذلانهم إلا الاحتماء باسم القدس الذي منحوه لقمتهم، والحديث عن تبرع مالي على الورق لا يساوي شيء نهائيا بالمقارنة بما تبرع به صاحب السمو لترامب للخفض من نسبة البطالة في أمريكا وتحسين اقتصادها بذريعة شراء الأسلحة.

ولكي لايشعر المشاركون في القمة “العربية” بالضجر والفراغ سع ال سعود الى اعداد برنامج سياحي للضيوف “الكرام” الذين تحملوا مشقة السفر من بلدانهم الى الظهران، ونظمت رحلة لممثلي رؤساء الدول المشاركة والمدعوة لحضور جانب من تمرين درع الخليج المشترك في المنطقة الشرقية لتكون هذه القمة الفارغة على رائحة البارود مساءا والبخور صباحا الذي استقبل به القادة لدى دخولهم قاعة المؤتمر، في مسعى ربما لتحفف هذه الرائحة قليلا من فقدان الطعم.

 القمة التي أراد منظموها التغطية من خلالها على فشلهم في أكثر من جبهة ولاسيما حرب اليمن اختصرت أعمالها إلى يوم واحد، وخرجت بقرارات رتيبة اتعبت اذن المواطن العربي الذي ضجر من سماع قرارات النفاق والتخاذل.

فمحمد بن سلمان، الذي يعد الحاكم الفعلي والمطلق في المملكة لم يتفضل لنا كمواطنين عرب ويعرض علينا نتائج جولاته الدعائية الأخيرة في كل من لندن وواشنطن وباريس ومدريد، هل تطرق مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الى موضوع القدس الذي يدعي هو وأبوه حرصهم عليها؟، ام أن علينا نحن أن نقرأ ما دار في الخفاء بناءا على صورته أمام ترامب وهو يعرض عليه ما يجب أن يشتري من أسلحة لقصف الشعب اليمني، وتوفير فرص العمل لـ2 مليون أمريكي؟!!.

 قمة اليوم الواحد او الجلسة الواحدة التي غلبت عليها المظاهر الكرنفالية والاسراف السعودي أكثر من البحث في حلول فعلية لمشاكل للأزمات العربية تجاهلت أو تناست التعليق على العدوان الثلاثي على سوريا، ففي الأمس القريب وعندما كان يعتدى على دولة عربية كان بقية الدول تسارع الى الحديث عن قمة طارئة، وتخرج علينا ببيانات التنديد السطحية المكررة دون أن يكون لها أي معنى أو صلة بأي إجراءات تنفيذية على أرض الواقع، أما اليوم فحتى هذه البيانات الشكلية اصبحت بالأحلام بفضل غياب دول المحور العربي (سوريا والعراق ومصر) وظهور دور البترودولار الخليجي، ولم يتحمل منظموها عناء كتابة بيان التنديد بالعدوان الثلاثي على سوريا، بل أدانوا الطرف الاخر من دون تحقيق، وتماهوا مع الاتهامات الامريكية بخصوص استخدام أسلحة كيميائية، حقيقة تثبت لنا زمن الانحطاط  الى أي درجة وصل.

وهنا قد يقول قائل ان المرحلة المقبلة سنرى مشاركة دول عربية في قصف سوريا، فنرد عليه بالقول ان هذه ليس المرحلة المقبلة بل المرحلة الحالية، ونذكره بتصريح ولي العهد السعودي الذي ابدى رغبته بمشاركة أمريكا وحلفائها العدوان على هذه البلد العربي المسلم، وتحمل تبعات الهجوم ماديا، ونذهب أكثر من ذلك بالتذكير أن الطائرات التي قصفت دمشق وحمص انطلقت من دول عربية خليجية أيضا كما انطلقت سابقا لغزو العراق وتدمير ليبيا ومولت بالريال أيضا.

وبينما غابت القدس وسوريا والانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، عن قمة السعودية، كانت ايران و”الحوثيين” الحاضر الأبرز والشاغل الأهم لذهن سلمان وولده وهواجسهما، فخرجت القمة بقرارات تظهر السعودية بمظهر الطرف المعتدى عليه واليمنيون بمظهر المعتدي، بينما تظهر ايران بانها أكبر مشاكل الأمة العربية وسبب بلائها الأوحد، وإسرائيل هي الحمل الوديع الذي يرد السلام والخير لهذه الأمة من المحيط الى الخليج.

اذا انتهت قمة سلمان في الظهران وكأنها لم تنعقد، وخلت من أي دعم حقيقي للقدس العربية التي حملت اسمها، ولم تقف عند أي أزمة عربية وتحاول تقديم الحلول لها، بل كانت كما قال الشاعر العراقي مظفر النواب

” قمم.. قمم..

معزى على غنم..

جلالة الكبش..على سمو نعجة..

ما أقبح الكروش من أمامكم..

 وأقبح الكروش من ورائكم..

ومن يشابه كرشه فما ظلم”.

 

*حركة الحرية والتغيير

You might also like