كل ما يجري من حولك

حالة يأس في الأوساط السياسية والعسكرية الغربية بعد العدوان الثلاثي على سوريا

475

متابعات:

أطلقت الصحافة الغربية العنان لأفكارها التي لطالما وجهتها حكوماتهم وسيّستها تبعاً لمصالح الطبقات الارستقراطية الحاكمة، فقد تناولت بعض وسائل الإعلام الغربية العدوان الثلاثي الظالم على سورية على عكس عادتها بالسخط والسخرية على قياداتهم وحكوماتهم التي ما زالت تتوهم بقدرتها للسيطرة على العالم، واغتصاب سيادة الدول المستقلة.

فقد تحدث تقرير نشرته صحيفة «الإندبندنت» عن حالة اليأس المتفاقمة في الأوساط السياسية والدبلوماسية الغربية في أعقاب العدوان الأميركي ـ البريطاني ـ الفرنسي، إذ طالب أعضاء الكونغرس الأميركي بالرجوع للكونغرس لضمان تفويض رسمي لاستخدام القوة العسكرية من خلال اعتماد استراتيجية واضحة وشاملة، فمن غير المقبول أن يصرح رئيس دولة عظمى عن نيته الانسحاب من سورية، ويقوم بعد أيام قليلة بهجمات متهورة وغير قانونية، ما يعني فتح جبهة عسكرية جديدة. فقد قال العضو الديمقراطي في الكونغرس سيث مولتون: «يستحق الشعب الأميركي التصويت على ما إذا كنا سنذهب للحرب على سورية أو حتى غيرها، والذي من المؤكد أنه سيتسبب بحرب شاملة مدمرة». بينما قال النائب الجمهوري توماس ماسي: (إنني لم أقرأ دساتير فرنسا والمملكة المتحدة، لكنني أعلم أن دستورنا لا يخول استخدام القوة من الرئيس من دون موافقة الكونغرس)، وهو ما أكده السيناتور أنجوس كنغ بقوله «إنه يتعين على الكونغرس أن يقوم بدوره، فلا بد للهيئة التشريعية أن تكون صاحبة القرار، تجاه القضايا الدولية الحساسة».

وفي تقرير آخر نشرته صحيفة «واشنطن بوست»، أشارت من خلاله للإهانة والانحطاط اللذين وصمت بهما (الديمقراطية) الأميركية، بعد سلسلة الحروب التي ارتكبتها واشنطن بحق الدول المستقلة، وخاصة سورية، فبعد خمسة عشر شهراً من رئاسته، مازال ترامب يعتمد على أشخاص ذوي تاريخ موغل بالجريمة والحروب وأبرزهم جون بولتون، وهذا ما تؤكده حالة القلق والفوضى التي تصيب الإدارة الأميركية تجاه العديد من القضايا الإقليمية والدولية، فأصبحت تكلفة العمل مع ترامب كبيرة للغاية، بعد جملة القرارات التخبطية التي أصدرها بحق دول حليفة وغيرها اقتصادياً وسياسياً.

وأشار التقرير إلى خيبة الأمل التي تصيب المسؤولين الأميركيين وبعض السياسيين السابقين في الكونغرس والاستخبارات، مما يقوم به ترامب دولياً وداخلياً، والذي سيهدد الأمن الأميركي بشكل حتمي. فقد وصف مدير الاستخبارات الأميركية السابق جون برينان الرئيس ترامب بالمجنون ولا يتحلى بالمسؤولية، ولا يملك التجربة لإدارة البلاد، لذلك يعتمد على قرارات تجريبية غير مدروسة، وهذا سيقودنا بالتأكيد لأزمات اقتصادية وسياسية متفاقمة.

وبالتالي، فإن الغطرسة الأميركية التي تحاول بث الرعب والعنف في العالم، ستجد نفسها أمام خيار صعب لمواجهة المصير المحتم نفسه عليها لأن إرادة الشعوب القوية ستبدد كل مشروع تآمري واستعماري وستكون المرحلة القادمة شاهدة على تدهور وتلاشي هذه القوة الإمبريالية.

You might also like