كل ما يجري من حولك

مبادرة ودعوة إلى وقف الحرب وحل الأزمة في اليمن

652

متابعات : متابعات خاصة

قدم الرئيس اليمني السابق علي ناصر محمد ، دعوة ومبادرة لحل الأزمة اليمنية وإنهاء الحرب

جاء ذلك خلال مشاركته اليوم الاثنين ، في مؤتمر فالداي الدولي للحوار الذي حضره وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف وعدد من الوزراء والمسؤولين والدبلوماسيين في منطقة الشرق الأوسط ، و تستضيفه روسيا .

 

فيما يلي نص كلمة الرئيس السابق علي ناصر محمد :

 

أيها السيدات والسادة…

في البداية أتوجه بالشكر إلى معهد (فالداي) ومعهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية على دعوتهم لنا للمشاركة في هذا المؤتمر للمرة الثالثة.

كنت هنا في العام الماضي، وقدمت مداخلة تحدثت فيها عن الشراكة العالمية في تقرير مصير الشرق الأوسط، ودعوت إلى حل الملفات العالقة في المنطقة، ومنها تصفية الحروب القائمة، ومحاربة الأرهاب العابر للحدود، ووضع حد لتجارة السلاح، ووقف الدعم للجماعات المسلحة التي تقوض حياة الدول وتهدد الأمن والأستقرار والسلم في العالم، وإيجاد نظام إقتصادي عالمي عادل، وغيرها من القضايا لتعبيد الطريق أمام فرص السلام بدلاً من الصراع والحروب التي تعرضت وتتعرض لها المنطقة، كما في سوريا وليبيا والعراق اليوم، وقبلها السودان والصومال والجزائر ولبنان، ولا حل لهذه الحروب إلا عبر الحوار والحل السلمي وحل قضية الشعب العربي الفلسطيني حلاً عادلاً يرتضيه الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.

وفيما يخص اليمن، أكدت على أهمية الدور الأممي والقوى العظمى للضغط في سبيل إحداث تسوية تعيد الاعتبار إلى العملية السياسية وتوقف الحرب. ومنذ ذلك الحين أيها السيدات والسادة، لم يتغير شيئ، بل إن الأمور تفاقمت وسارت من سيء إلى أسوأ.

وفي الشهر القادم، تدخل الحرب في اليمن عامها الرابع، وقد حذرت حينها عندما اعتقد البعض أنها ستحسم في 30 يوماً، أنها قد تطول لسنوات، انطلاقاً من تجربتنا في العديد من الحروب في اليمن والمنطقة، ومنها حروب الجمهوريين والملكيين (1962-1967)، والتي لم تتوقف إلاّ بعد أن اتفق الزعيمان الرئيس جمال عبد الناصر والملك فيصل بن عبدالعزيز، على وقفها، لأن تجار الحروب لم يكونوا يريدون نهاية لها، والذي كان يدفع الثمن، الشعب اليمني ومصر والسعودية.

أيها السيدات والسادة…

كل يوم يمر تزداد حالة انعدام الإستقرار، والمعاناة الإنسانية للملايين، التي لا حد لها دون أن تلوح في الأفق بارقة أمل. لكن هذه المعاناة المستفحلة، لايمكن معالجتها بالمساعدات الإنسانية وحدها، وهو أمر ضروري من دون شك، لكن الأزمة، هي أزمة سياسية بالدرجة الأولى، والحل أيها السيدات والسادة، هو في وقف الحرب فوراً والشروع في حل سياسي، وفي تعمير ما دمرته الحرب، فهذا هو ما يفتح الطريق أمام المساعدات الإنسانية، من دواء وغذاء، وإيصالها إلى مستحقيها ممن تعرضوا ويتعرضون للجوع والأمراض والأوبئة، وفقدان المأوى وفرص التعليم والعمل.

عندما تتوقف الحرب، يتحرر الناس من الخوف، وينجون من القتل، ومن الجوع، ومن الأوبئة، ومن كل المأسي التي تسببها، عندما تتوقف الحرب بإمكان الناس الذين هجّروا في الداخل والخارج، وهم بالملايين، العودة إلى بيوتهم ومدنهم وقراهم ومدارسهم وأعمالهم، وممارسة حياتهم الطبيعية والإنسانية، ولا يكونوا في حاجة إلى المساعدات التي يذهب أغلبها إلى تجار الحروب والسوق السوداء.

ايها السيدات والسادة…

لقد أعلنت رفضي لهذه الحرب منذ أول يوم لاندلاعها، فهي لم تقدم الحل لأزمة اليمن بقدر ما دفعتها إلى مزيد من التعقيدات. وبذلت مع غيري من المخلصين من اليمن وخارجه، جهوداً حثيثة لوقفها، وتقدمت بالعديد من المبادرات السياسية بغية العمل على وقفها، والبحث عن حل سياسي مقبول يرضي كافة الأطراف. ولن نيأس وسأستمر في المطالبة بوقف هذه الحرب.

ومن ذلك، المبادرة التي أعلنت عنها من على منبر هذا المؤتمر في فبراير 2017، وخارطة الطريق التي تقدمت بها إلى المبعوث الأممي والأمين العام للجامعة العربية في نهاية 2017، وفي كلا المبادرتين، وضعت على رأس جدول الأولويات والقضايا التي يجب أن نبدأ منها، وقف الحرب كبند ومهمة أولى، تسبق كل البنود والمهام… ولست أقلل من أهمية بقية المشاكل والقضايا، كالمشكلة الإنسانية المستفحلة، لكن أليست الحرب هي من تسببت بهذه الأوضاع الإنسانية بكل ما فيها من مأساوية ومعاناة للملايين؟

أوليست الحرب هي من دمر وتدمر البنية التحتيه، وكل مقدرات الشعب اليمني من مستشفيات ومدارس ومطارات وموانئ ومؤسسات عسكرية ومدنية وحتى المواقع التاريخية والأثرية؟

أوليست الحرب من شردت الملايين من اليمنيين داخل اليمن وخارجها، وتركتهم من دون مأوى، ولا طعام، ولادواء…؟

أوليست الحرب من قوضت الدولة، ومزقت اليمن، فصارت (يمنات) وحكومات في المنفى، وفي صنعاء، وفي عدن، وفي مأرب…؟

أوليست الحرب من عمقت معاناة المواطنين اليمنيين في الجنوب والشمال وحرمتهم من أبسط فرص العيش الكريم، ومن الأمن والإستقرار، في أبسط صوره؟!

ايها السيدات والسادة…

بكل أسف، وهذه حقيقة، لم يعد الحل اليوم بيد اليمنيين، بل بيد اللاعبين الكبار في الأقليم، وفي المجتمع الدولي، ففي يدهم العقد والحل… لهذا ندعوهم أن يساعدوا بلدنا وشعبنا على وقف الحرب، وجلب الأطراف المتصارعة جميعاً إلى طاولة الحوار، والشروع في البحث عن حل سياسي يضمن مصالح الجميع في اليمن وفي المنطقة والعالم، لأن أمن واستقرار اليمن، جزء لا يتجزأ من أمن واستقرار المنطقة والعالم، نظراً لموقعها الإستراتيجي الحيوي المتحكم في باب المندب والبحر الأحمر والقرن الإفريقي والمحيط الهندي وبحر العرب وجزيرة العرب… وقف الحرب هو مصلحة مشتركة للجميع، وهو الطريق إلى السلام، ومن دون ذلك، ستحل الفوضى على المحيط ولن ينجو منها أحد.

وقف الحرب، ذلك هو المطلب الجوهري الملح لشعبنا لكي يستعيد حياته ودولته وأمنه واستقراره وسيادته وقراره المستقل والحياة الكريمة التي يستحقها.

وأؤكد من جديد، أن الحل يكمن في:

1- إيقاف الحرب وتوفير مناخ سياسي ملائم للحل.

2- الشروع بعد وقف إطلاق النار بخطوات لاستعادة الثقة بين المتصارعين، بموجب الخطوات التالية:

أ – تشكيل مجلس رئاسي لإدارة المرحلة الإنتقالية.

ب – تشكيل حكومة توافقية من كافة المكونات السياسية.

3- تشكيل لجان عسكرية محلية وإقليمية ودولية لجمع السلاح الثقيل والمتوسط من الجماعات المسلحة، ومركزتها تحت سلطة وزارة الدفاع الوطنية.

4- البدء في حوار بين كافة المكونات السياسية والإجتماعية للتوافق على شكل الدولة الفيدرالية، وقيام الدولة الإتحادية من إقليمين.

5- تشكيل لجنة دستورية لتنقيح المشاريع الدستورية المطروحة.

6- تشكيل لجنة إنتخابية لوضع الأسس لإجراء الإنتخابات الرئاسية والبرلمانية. إذ أن الإحتكام إلى صناديق الإقتراع ستجنب شعوبنا المجابهات العسكرية بكافة أشكالها.

7- عقد مؤتمر دولي لتمويل وإعادة إعمار ما دمرته الحرب.

8- دعم مجلس الأمن الدولي لهذه الخطة، بحيث تكون ملزمة وقابلة للتنفيذ تحت إشرافه.

ونعرب عن تقديرنا لجهود المبعوثين الأميين السابقين إلى اليمن، السيد جمال بن عمر، والسيد إسماعيل ولد الشيخ، ونتمنى للمبعوث الجديد مارتن جريفث، التوفيق والنجاح لتحقيق الأمن والإستقرار في اليمن والمنطقة، ونأمل من كافة الأطراف المحلية والإقليمية والدولية، مساعدته في مهمته، كما نعرب عن استعدادنا للتعاون معه من أجل إنجاح مهمته.

أتمنى لمؤتمركم هذا التوفيق والنجاح.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

You might also like