كل ما يجري من حولك

إحياء القضية الفلسطينية من قبل الشعوب.. قراءة في محاضرة الشهيد القائد في يوم القدس العالمي

754

متابعات| المسيرة:

إن الدورَ السلبيَّ للحكومات تجاه القيام بدورهم الديني والوطني تجاه أوطانهم وشعوبهم، بأن يجعلوا من فلسطين قضيتهم الأولى والرئيسية، عَزَّزَ من التقاعس والتواطؤ القائم بينها وبين أمريكا، ولا خير في حكام لا يستذكرون عبر وعظات التأريخ لمن سبقوهم في التواطؤ مع دولة الكيان الصهيوني، فجندوا أنفسهم خدمة للمشروع الأمريكي الإسرائيلي في المنطقة، فليس غريبًا أن ترى حكام العرب ارتضوا لأنفسهم خيانة العروبة والإسلام والمقايضة بالقضية الفلسطينية؛ لإبقائهم على سدة الحكم، ولم يُتَّخَذْ أي قرار مصيري من قِبلهم يعملُ على أقل تقدير لعرقلة أي قرار يتخذ ضد الفلسطينيين من قبل الشيطان الأكبر أمريكا أَوْ ما تسمى الأمم المتحدة وكذا استمرار الاستيطان الصهيوني منذ احتلال فلسطين حتى الآن، ومن الغريب أن المواقف الرسمية للدول العربية هزيلة بشان إعْلَان ترامب نقل سفارته إلى القدس وإعْلَانها عاصمة لكيان الاحتلال.

تقاعُسُ الحكام العرب تجاه فلسطين ليس جديداً، فمحورُ المقاومة يعرف جيداً العدو الحقيقي وكيفية التعامل معه، ولا يستجدي أي عونٍ من قبل أعوان الشيطان الأكبر، وقد بيّن الشهيد القائد السيد/ حسين بدرالدين الحوثي رضوانُ الله عليه تقاعُسَ الحكام العرب تجاه قضية فلسطين وأن التعويل يكون على الشعوب نفسها، في محاضرته التي ألقاها في يوم القدس، وقال الشهيد القائد في محاضرته التي ألقاها بتأريخ: 28/9/1422هـ “الشعوب هي التي تتضرر، الشعوب هي التي تلحقها الذلة والإهانة، الشعوب هي الضحية، وما لم تتجه الشعوب نفسها إلى أن تهتم بقضيتها، وتتعرف على أعدائها، وتعرف الحل والمخرج من مشكلتها ومصيبتها فلا تتوقع أي شيء آخر من زعمائها أَوْ من غيرهم”.

كانت رؤية الشهيد القائد السيد/ حسين بدر الدين الحوثي رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ، ثاقبة وطويلة الأمد، وليست لمرحلة من مراحل الصراع مع دولة الكيان، فقد ركّز على إحياء الشعوب الإسلامية للقضية الفلسطينية حتى لا تندثرَ وتُتناسى من قبل الشعوب؛ بسبب الحكام المنبطحين، وقال “لتعرف الشعوب نفسها أنها تستطيع من خلال إحياء هذه القضية في مشاعرها، من خلال البحث عن الرؤى الصحيحة التي تحل هذه المشكلة, وترفع عن كاهلها هذه الطامة التي تعاني منها؛ لأن الشعوبَ هي نفسها المتضررة، أما الحكومات, أما الزعماء فهم غير متضررين، هم غير مكترثين, لا يهمهم ما يرَونه بأُمّ أعينهم من المعاناة في مختلف بقاع الدنيا لجميع المسلمين”.

إنَّ التواطُؤَ الذي تمارسُهُ اليومَ الحكوماتُ العربية والإسلامية ومحاولةَ تمييع القضية الفلسطينية وتهميشَها والعملَ على عدم تناولها في مباحثاتهم الدولية، يُبرِزُ فرقاً واضحاً وكبيراً بين عرب الجامعة الهزيلة وعرب المقاومة الذي جعلوا من دولة الكيان وأمريكا عدوهم الأول، وفي محاضرة السيد في يوم القدس قال متسائلاً عن دور هذه الدول “لماذا؟ هل لأن هذه الدول ليست جادَّةً في مواجهة إسرائيل؟ وليست مكترثةً مما تعاني منه هذه الأُمَّـة بسبب وجود إسرائيل في داخل كيانها؟ أم أنهم لا يفهمون ما هو الحل؟ أم أنهم لا يعرفون ما العمل الذي يُعتبر مُجدياً للمخرج من هذه المشكلة الكبيرة؟”.

ولأن الأمل معقودٌ في صحوة الشعوب والأمم الإسلامية لتعرفَ أن القضية الأولى هي فلسطين وأن إحياءها ونُصرتها واجب ديني ومقدَّس، فإن استشعار المسئولية أمام الله ومعرفة التزامات الشعوب تجاه دينهم وأوطانهم سيجعل منهم أمةً لا تُقهر ولا يستطيع أن يكسرها عقوقُ الحكام.

إنَّ الشهيدَ القائدَ السيدَ/ حسين بدر الدين الحوثي رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ، أرشدنا إلى الطريق التي نستطيع أن نقضيَ على الأوهام التي بداخل الشعوب المتأمِّلة من حكوماتها أن تواجِهَ إسرائيل، ودلّها إلى طريق التحَرّك دون الانتظار إلى الحكومات، وحثهم على إحياء يوم القدس العالي في آخر جمعة من شهر رمضان في كُلّ عام، والذي دعا إليه الإمام الخميني، وقال السيد رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ “ثم ما هو الحل بالنسبة للشعوب؟ إن ظلت الشعوبُ تنتظر من دولها أن تقومَ بشيء ما في مواجهة إسرائيل فإنَّ هذا لن يتحقق، لن يحصل إطلاقاً؛ لهذا اتَّجه هو إلى اقتراح [يوم القدس العالمي]، وأن يُحييَه المسلمون جميعاً في مختلف أقطار الدنيا، وخاصة البلاد العربية”.

وقد حصدت الشعوب ثمارَ إحياء يوم القدس العالمي خلال الفترة التي تراجعت الحكومات العربية والإسلامية وتوارت نحو الظلام؛ خوفًا من غضب أسيادهم الأوروبيين والأمريكان، في حال إصدار أي بيان يعرقل إعْلَان ترامب الأخير بشأن القدس.

إن الاحتجاجاتِ التي خرجت في عواصم البلدان العربية والإسلامية أثبتت أن الشعوبَ بدأت في الصحوة واستشعار المسئولية تجاه القضية الفلسطينية, كما أن الاحتجاجات تحطّم العدوَّ نفسياً وتجعله يضرب ألف حساب لهذه الشعوب الثائرة ضد الشيطان الأكبر، وخاصةً بعد هتافها بـ “الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل”.

الشهيدُ القائدُ السيد/ حسين بدر الدين الحوثي رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ، أوضح لنا السبب في ظهورنا كعاجزين عن القيام بأي دور يذكر أمام الكيان الغاصب، في أن الاعلام الموالي للحكومات تناول القضية الفلسطينية بدور سلبي وعاجز تمامًا عن إظهار أية جرائم ترتكب ضد إخواننا المرابطين في فلسطين، وقال رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ “برز العرب أمام اليهود مستسلمين عاجزين، استطاع اليهود ليس فقط أن يقهرونا عسكرياً بل أن يقهرونا اقتصادياً وثقافياً وإعلامياً, وفي كُلّ مختلف المجالات، قهروا هذه الأُمَّـة وهم مجموعة بسيطة، مجموعة بسيطة، استطاعوا أن يقهروا هذه الأُمَّـة، استطاعوا حتى أن يصنعوا ثقافتنا، أن يصنعوا حتى الرأي العام داخل هذه البلدان العربية, استطاعوا أن يجعلونا نسكُتَ عن كلمات هي مؤثرة عليهم، فتسكت عنها كُلّ وسائلنا الإعلامية، استطاعوا بأساليب رهيبة جداً”.

وأكّد الشهيدُ القائدُ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ، أن الإعلامَ العربيَّ الحكوميَّ لم يخلق أي رأي عالمي أَوْ محلي يُعادِي الكيانَ الغاصِبَ، “وأقول وأؤكد إنها غبيةٌ فعلاً وعاجزة فعلاً عن أن تواجه اليهود حتى في المجال الإعلامي وحده، كم يملك العرب من محطات التلفزيون والقنوات الفضائية؟ هل استطاعوا أن يخلقوا رأياً عالمياً مضاداً لإسرائيل؟ لا”.

You might also like