كل ما يجري من حولك

صحيفة: أنصار الله يرسمون المشهد اليمني المستقل وبمقتل “صالح” خسرت السعودية داعما رئيسيا لها

562

موقع متابعات | تقارير | صحيفة البديل المصرية:

تعتبر حركة أنصار الله لاعبا رئيسا في المشهد السياسي قبل الثورة اليمنية وأثناء أحداثها بعدها وحتى مع العدوان السعودي، برز دورها بشكل كبير في صد العدوان، وشكلت عاملا رئيسيا في متغيرات الوضع اليمني خلال الفترة الماضية، لاسيما أنها تتبع نهجا رافضا للتبعية ويتحدى العنجهية الصهيوأمريكية.

النشأة

بدأت جماعة أنصار الله أو الحوثيون، كما يطلق عليهم، في الظهور إلى الساحة مع المحاضرات التي كان يلقيها حسين بدر الدين الحوثي في مدرسة الإمام الهادي بمنطقة مران التابعة لمحافظة صعدة، فكانت المحاضرات بمثابة النقاط الرئيسية في مشروعه الإصلاحي بعد حياة مملوؤة بالعديد من التجارب الفكرية والسياسية، بدأت بمولده في عام 1959 بمدينة الرويس في محافظة صعدة، وسط بيئة علمية؛ فأبوه بدر الدين أميرالدين الحوثي، أحد أبرز مراجع الدين الزيديين في اليمن، وهو ما يفسر اهتمامات العائلة العلمية التي لم تفصلها عن الاهتمامات السياسية.

وفي عام 1990، انضم حسين الحوثي ووالده إلى عدد من القيادات الزيدية وأسسوا حزب الحق، وبعد تدخلات من السلطة الحاكمة بقيادة علي عبدالله صالح آنذاك والسعودية، بدأت الصراعات تظهر في الحزب، فقرر حسين وأبوه بدر أن ينسحبا مع مجموعة من أهم قادة الحزب بلغ عددهم 3 آلاف شخص دفعة واحدة، وبعدها انضم حسين الحوثي إلى تنظيم “الشباب المؤمن” الذي شكله أخوه محمد الحوثي وشبان آخرون.

وبين عامي 1993 و1997، انتخب حسين الحوثي في مجلس النواب اليمني، وقبل حرب 1994 بين الجيش اليمني والحزب الاشتراكي، طلب علي عبدالله صالح من علماء اليمن ومنهم بدر الدين الحوثي إصدار موقف ضد الحزب الاشتراكي يشرعن أي ضربة عسكرية ضدهم كونهم ماركسيين وملحدين، فرفض حسين الحوثي، وتظاهر ضد الحرب وعبر عن رفضه لها داخل البرلمان، فاتهم بأنه متحالف مع الحزب الاشتراكي الملحد.

ومع أحداث 11 سبتمبر عام 2001، والحرب على العرق والحملة الأمريكية على ما اسمته بالإرهاب في عام 2003 أكد الحوثي أنه سيكون في معسكر الإسلام لا الكفر، وبدأ يدعو إلى العودة للقرآن والاحتكام إلى تفسيره وترك الخلافات جانبا لوحدة المسلمين، وهنا بدأ يبرز شعار “الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، النصر للإسلام”، يومها غضب صالح وطلب منه ترك الشعار هو وجماعته، لكنه رفض، فاندلعت الحرب الأولى بين الحوثيين وصالح في 2004 بدعم من أمريكا، حيث أراد صالح إرضاء السعودية وأمريكا بالقضاء عليهم، فالأولى لم تنس رفض بدر الدين الحوثي طلب الملك فهد الوقوف ضد الرئيس صالح إبان دعم الأخير لصدام حسين في اجتياحه للكويت، والثانية بالنسبة لها إسرائيل خط أحمر.

حروب ضد نظام صالح

خلال الحرب الأولى التي بدأت في يونيو وانتهت في سبتمبر 2004، حصل نظام صالح من السعودية وأمريكا على الضوء الأخضر في ارتكاب مايراه من إجراءات تقضي على الحركة، لكن كل ذلك أصابه الفشل، فكانت منطقة صعده مسرح الأحداث، وانتقلت منها إلى الجوف وحجة وعمران، ووجه إلى حسين الحوثي تهمة إنشاء تنظيم مسلح داخل البلاد، وحاصرت قوات صالح المنطقة لمدة وصلت إلى 82 يوما، وفي مداخلة لحسين الحوثي قبل مقتله مع بي بي سي، قال “ما ضربوه علينا في يوم واحد.. أكثر مما ضربه الأمريكيون علي حي من أحياء بغداد أو الفلوجة”، وانتهت أحداث الحرب باغتيال حسين وتولى أبوه بدر الدين قيادة الحوثيون.

أما الحرب الثانية، فبدأت في مارس وانتهت في يونيو 2005، قتل خلالها 200 شخص في معارك بين الجيش اليمني والحوثيين، وفي شهر مايو من العام ذاته، عرض الرئيس السابق علي عبد الله صالح عفوا رئاسيا عليهم شريطة أن يسلموا أنفسهم ويوقفوا إطلاق النار، لكن الحوثيين رفضوا العرض.

أما الحرب الثالثة، انطلقت في نوفمبر 2005 وانتهت في يناير 2006 بسب مناوشات بين قبيلة من مؤيدي صالح وقوات مؤيدة للحوثي، وانتهت بالانتخابات الرئاسية، لتبدأ الحرب الرابعة في يناير وتستمر حتى يونيو 2007؛ اشتبكت فيها عناصر من الحوثيين مع قوات يمنية قتلت 6 جنود يمنيين، حيث شنت القوات اليمنية حملة على صعدة قتل خلالها 160 من أنصار الله حسب المصادر الحكومية وانتهت بهدنة.

أما الخامسة، انطلقت في الفترة من مارس وحتى يوليو 2008، تبادل أنصار الله والقوات اليمنية الاشتباكات حتى توقفت عندما أعلن علي عبد الله صالح وقف إطلاق النار، أما الحرب السادسة، فانطلقت في أغسطس 2009 حتى فبراير 2010، وبدأت أحداثها بانطلاق عملية الأرض المحروقة التي بدأها الجيش اليمني ضدهم، وشهدت هذه الحرب مساندة النظام السعودي لصالح عبر سماحه باستخدام الأراضي السعودية لقذف أنصار الله، خصوصا أنهم قريبون من الحدود السعودية، وفي نهاية العام 2009، بلغ عدد القتلى من الجيش اليمني 119، وعلى الجانب السعودي قتل 73 جنديا واختفى 26 آخرين.

الثورة اليمنية

في مطلع عام 2011، وصلت رياح الربيع العربي إلى اليمن عبر الاحتجاجات والاعتصامات المطالبة بإسقاط نظام صالح، خاصة بعد سقوط النظامين التونسي والمصري تحت وطأة المظاهرات، حينها أنصار الله كانوا متواجدين في المشهد عبر الظهور المكثف في الساحات المطالبة بالتغيير، خصوصاً بعد انضمام أحزاب اللقاء المشترك وبعض قيادات الجيش وشيوخ القبائل وقيادات من حزب المؤتمر الشعبي الحاكم.

بعدها، وقعت اليمن على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، التي قضت بتسليم علي عبدالله صالح السلطة إلى نائبه، وإقامة مؤتمر حوار وطني تشارك فيه كل القوى، لكن ما قلب الأمر رأسا على عقب، أن الرئيس اليمني عبدره منصور، انتهج نهج التبعية للسعودية، الأمر الذي رفضه أنصار الله، وبدأوا في تحرير اليمن بأنفسهم عبر سيطرتهم على المحافظات اليمنية التي بدأت عمران، مرورا بالعاصمة، ووصولا إلى مدن مختلفة في وسط اليمن.

ورغم ابتعاد صالح عن المشهد، إلا أنه كان حاضرا بحزب المؤتمر الشعبي العام وبعلاقاته القبلية والإقليمية، وبرز للمشهد وقتها بأنه دعم بشكل كبير الحوثيون في عملية سيطرتهم على المحافظات اليمنية، لتقرر بعدها السعودية قيادة تحالف عربي وتطلق في مارس 2015 ما اسمته بـ”عاصفة الحزم” ضد الشعب اليمني، ليقرر بعدها صالح الوقوف في صف السعودية، ثم من جديد عاد إلى صفوف أنصار الله باتفاق سياسي وقعه مع الحركة، نتج عنه مجلس رئاسي وحكومة إنقاذ، لكنه من جديد أخل باتفاقه، الأمر الذي كاد أن يفتح الباب أمام حرب أهلية كانت ستسقط صنعاء والمحافظات الواقعة تحت سيطرتها في جحيم لا ينتهي باشتباكات استمرت يومين دفعت حزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح، إلى إعلان انضمامه لمؤيدي العدوان بقيادة السعودية، لكن سريعا انتهت الأمور بمقتل صالح.

وبمقتله، خسرت السعودية داعما رئيسيا لها، الأمر الذي وصفه عبد الملك الحوثي بـ”وأد للفتنة”، مشيرًا إلى أن صالح حرك ميليشياته بتنسيق مسبق مع دول التحالف، ومؤكدا أن جماعة أنصار الله ليس لديها أية عوائق مع المؤتمر الشعبي العام وجمهوره، وأنهم شركاء في مواجهة العدوان وإدارة الدولة.

You might also like