كل ما يجري من حولك

الدروسُ المستفادةُ للأمة من ثورة الحسين عليه السلام

1٬960

الدرس الأول:ــ ألّا نقبَلَ بالذل أبداً، مهما تخاذل المتخاذلون؛ لأنك حينما تقبل بالذلة، الله لن يقبل منك، وسيعاقبك، هكذا يعلمنا القرآن ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والحسين عليه السلام، حيث قال: [هيهات منا الذلة يأبى الله لنا ذلك والمؤمنون].

الدرس الثاني:ـ حينما يكون الخيار أن تُصرع بكرامة، في ميادين الشرف، والجهاد وَالبطولة، كريما عزيزا وأنت على مبدئك، فهذا خير لك، وهذا خيار المؤمنين..

الدرس الثالث:ــ أن رسول الله لو رأى حال أمته اليوم، فإنه لن يقبلَ بهكذا حال أبداً، لن يقبل لأمته بالذل؛ لأن الله يقول: [ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين]، وأن ما نحن فيه سيُغضب رسول الله بالفعل، كوننا في ذلة أمام اليهود والنصارى وأعوانهم..

الدرس الرابع:ــ أن أعلام الهُدى من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم هم من يعطون الدروس عبر التأريخ، دروساً في الحرية والكرامة، ونصر دين الله، وعدم الذل والهوان، كالحسين -سَلَامُ اللهِ عَلَيْهِ- عندما أعطى الأُمَّة درسا في الحرية، فقال: [والله لا أعطيهم بيدي إعطاءَ الذليل، ولا أُقِرُّ إقرارَ العبيد].. فإن هذا درس في الحرية والعزة والكرامة، وما أحوج الأُمَّة اليوم لدرس كهذا، أن تستوعبه، لتبتعد عن الظالمين وَالطغاة، الذين أوصلوا الأُمَّة إلى هذه الحالة من الذل والمهانة.

الدرس الخامس:ــ أن تتعلم الأُمَّة أن الحياة بدون حق، وبدون تعاليم الله، هي حياة مظلمة، جائرة، مأساوية، حياة لا قيمة لها أبدا، وتتعلم ذلك من قول الإمام الحسين -سَلَامُ اللهِ عَلَيْهِ- وهو يخاطب أصحابه الصادقين: [ألا وإنه قد نزل من الأمر ما ترون، وإن الدنيا قد تغيرت وتنكرت وأدبر معروفها، واستمرَّت جداً ــ أي صارت مرة ــ فلم يبقَ منها إلا صبابة كصبابة الإناء، وخسيس عيش كالمرعى الوبيل، ألا ترون أن الحق لا يعمل به، وأن الباطل لا يتناهى عنه، ليرغب المؤمن في لقاء الله محقا، فإني لا أرى الموت إلا سعادة، ولا الحياة مع الظالمين إلا شقاوة وبَرَما]..

الدرس السادس:ـ أن تتعلم الأُمَّة اليوم والتي تعيش حالة الظلم في كُلّ شيء، وفي كُلّ شكل من أشكال حياتها، اقتصاديا واجتماعيا ودينيا.. إلخ، أن تتعلم أن البديل عن الحق هو الباطل، وأنها إذا ابتعدت عن الحق ستُساق إلى الباطل لامحالة، ثم إلى نار جهنم والعياذ بالله، فيجب أن يحرص الإنسان إذا أراد الجنة، أن يلقى الله محقا، لأن مصير الناس جميعا إليه، فيحاسبهم عن الحق الذي ضيعوه، وهذا درس مهم جدا، قدمه لنا الإمام الحسين قولا، وموقفا، وعملا، قدمه لنا بصوته، وبدمائه الزكية الطاهرة، قدمه لنا بمظلوميته الكبيرة وبأشلائه التي تقطعت في أرض كربلاء.

الدرس السابع:ــ أن تتعلم الأُمَّة أنها بخذلانها للحق، لن تنعم بالحياة المستقرة، والهادئة، بل على العكس، ستدفع أضعاف أضعاف ما كانت ستخسره لو وقفت إلى جانب الحق، وفيما حصل للمدينة المنورة بعد استشهاد الحسين خير دليل على ذلك، حيث وفي قصة الحسين -سَلَامُ اللهِ عَلَيْهِ-، وما حصل بعد استشهاده أكبر دليل على هذا، حيث ظنوا أنهم بقتل الحسين ستهدأ الأمور، ويستقر الحكم، ولكن الذي حصل هو ثورات تلو ثورات، ودماء ما زالت تسفك إلى يومنا هذا.

فالمدينة المنورة التي خذلت الحسين -سَلَامُ اللهِ عَلَيْهِ- والتي خرج منها (خائفا يترقب)، هاجمها يزيد بعشرة آلاف مقاتل، وفي بعض الروايات خمسة وعشرون ألف مقاتل، سلطهم عليها، وأباح أهلها، وأباح دمائهم، وأعراضهم، فاغتصب أكثر من ألف امرأة، من بنات مدينة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.. وقتل في المدينة عشرة آلاف قتيل من كبار وجهائها وأشرافها الذين خذلوا الحسين -سَلَامُ اللهِ عَلَيْهِ-، وبهذا لم تصلح لهم دنياهم، ولم يستقر وضعهم، عندما خذلوا الحسين..

You might also like