كل ما يجري من حولك

وكيل محافظة شبوة أحمد الحمزة: الإماراتُ تريدُ من شبوة النفط والغاز… والفتنة

900
 الحمزة: ما يحدث اليوم في شبوة هو أحد أسباب الحرب الظالمة التي يشنها «التحالف العربي» منذ أكثر من عامين على اليمن
  – رشيد الحداد 
«مخطط خطير تسعى دولة الإمارات إلى تنفيذه في شبوة لإغراق المحافظة بدماء أبنائها»، هذا ما يراه اليوم وكيل محافظة شبوة الموالي لحكومة الإنقاذ، أحمد محمد الحمزة، محذراً القبائل الشبوانية من مغبة ذلك المخطط. ويصف الحمزة، في الحوار التالي مع «العربي»، انتشار قوات موالية للإمارات في عدد من مديريات شبوة بأنه «احتلال أمريكي غير مباشر تنفذه أبوظبي للسيطرة على منابع النفط والغاز، ومصادرة ثروات الشعب اليمني بحجة مكافحة الإرهاب».

ما الذي يحدث اليوم في محافظة شبوة؟

ما يحدث اليوم في شبوة هو أحد أسباب الحرب الظالمة التي يشنها «التحالف العربي» منذ أكثر من عامين على اليمن بشكل عام. والتواجد الإماراتي الأمريكي اليوم في شبوة يؤكد أن إعادة «الشرعية» مجرد مبرر مفرغ من المضمون، والهدف الرئيسي لتدخل دول «التحالف»، ومن خلفها أمريكا، احتلال اليمن والسيطرة على ثرواته.
لكن الإمارات تتواجد في شبوة عبر قوات محلية، من أبناء المحافظة؟
ما حدث ليس سوى اختراق محدود لدولة الإحتلال الإماراتي لبعض القبائل، وتجنيد أبنائها، مستغلة الإنقسام الإجتماعي الذي تسببت به الحرب في المحافظة، والتي أدت إلى انقسام في أوساط المجتمع الشبواني، فالبعض انحاز إلى صف عبد ربه منصور هادي و«التحالف»، والبعض الآخر انحاز إلى جانب الوطن والدفاع عنه، ونتيجة لذلك أصبح شباب شبوة الذين يعانون من الفقر والبطالة مهيئين للاستقطاب من مختلف أطراف الصراع، ولذلك استقطب حزب «الإصلاح» وهادي الكثير من أبناء شبوة، وتم الزج بهم في المعارك الداخلية أو في الجبهات الحدودية.
لكن كيف اخترقت الإمارات القبائل الشبوانية وطوعت البعض لصالح مشروعها؟
يتواجد الكثير من أبناء شبوة في صفوف القوات الموالية لهادي والجنرال علي محسن الأحمر في جبهات ميدي وبيحان والبقع وغيرها. ولكن عملية الإستقطاب التي قامت بها تلك الأطراف كانت على أسس الولاء ومن قبائل متعددة في شبوة. أما من تم استقطابهم من قبل الإمارات من أبناء المحافظة فقام ذلك على أساس مناطقي ستكون له آثاره السلبية في مستقبل الأيام، وربما قد يُغرق المحافظة بدماء أبنائها. أما بالنسبة لمن تجندوا باسم «النخبة الشبوانية»، فهم شباب عاطلون عن العمل، بعيدون عن الوعي، لا يدركون مخططات الإمارات في محافظة شبوة.
على أي أساس شُكلت قوات «النخبة الشبوانية» الموالية للإمارات؟
قبل أن يتوغل العدو في أي مجتمع، لا بد أن يدرس خصوصيات المجتمع، ويحدد نقاط الضعف والقوة فيه ومن ينفذ مشروعه، وهذا هو حال المحتل الإماراتي في اليمن، درس خصوصيات قبائل شبوة، وتركزت عملية الإستقطاب على عدد من القبائل فقط وتجاهلت القبائل الأخرى، ولذلك شُكلت «النخبة الشبوانية» من ثلاث قبائل فقط: قبيلة بني هلال وقبيلة آل بالعيد وقبيلة الواحدي، حيث جندت 1200 شاب من قبيلة بني هلال و400 شاب من قبيلة الواحدي و400 شاب من قبيلة بالعيد، وتجاهلت في تشكيل هذه القوات الكثير من قبائل شبوة بهدف إثارة الصراعات القبلية في المحافظة وإثارة الفتن، وإعادة شبوة إلى عهد الصراعات التي شهدتها المحافظة في سبعينات القرن الماضي، وهذا أخطر ما في الأمر.
ألم يكن استبعاد القبائل الأخرى من تشكيل «النخبة الشبوانية» سببه رفض القبائل الأخرى؟
لا، استبعاد بقية القبائل من تلك القوات كان متعمداً وممنهجاً، ويخفي هدفاً آخر تسعى الإمارات لتحقيقه في شبوة خلال السنوات القادمة لإطالة بقاء وجودها. فهناك شباب من القبائل الأخرى من الممكن أن يلتحقوا بتلك القوات بسبب الفقر والبطالة، ولكن التشكيل الإماراتي تعمد تهميش القبائل الأخرى ليرسم بتلك القوات مستقبلاً دموياً مليئاً بالصراعات القبلية في محافظة شبوة.
ما الهدف الأساسي من الوجود الإماراتي في شبوة؟
الهدف هو السيطرة على منابع النفط والغاز في محافظة شبوة بحجة دعم «الشرعية» في مواجهة تنظيم «القاعدة»، والمخطط كبير ولا يقتصر على السيطرة على حقول النفط، وإنما تسعى الإمارات إلى نهب الثروة النفطية وتصدير النفط والغاز، وهو ما تبيّن من خلال اللحظات الأولى لانتشار قوات «النخبة الشبوانية» في عدد من المديريات الأسبوع الماضي، حيث تركز الإنتشار على منابع النفط وعلى ميناء بلحاف النفطي. عندما بدأت تلك القوات في الانتشار، أقامت سبع نقاط عسكرية ما بين مدينة عتق ومنطقة العلم التي تتواجد فيها خزانات النفط التي يتم تخزين النفط الخام فيها، ومن ثم انتقلت تلك القوات لمحاصرة شركات النفط الموجودة في منطقة العقلة تحت مبرر حمايتها، وإلى مناطق نفطية أخرى في جردان وبلحاف.
ما العبرة في انتشار تلك القوات في عدد من مديريات شبوة دون غيرها؟
لم تنتشر قوات «النخبة الشبوانية» في حطاط وفي الطلح ومديرية دهرة وصعيد شبوة ومديريات أخرى غير نفطية في شبوة، رغم تواجد عناصر تنظيم «القاعدة» في عدد من تلك المديريات، لأن الهدف الإماراتي هو السيطرة على النفط والغاز في شبوة فقط، وانتشارها في بعض المديريات النفطية دون غيرها أكبر دليل على ذلك.
بالتزامن مع انتشار تلك القوات بدأ الحديث عن استئناف تصدير النفط؟
نعم، المخطط إلاماراتي ليس لمجرد السيطرة على حقول النفط، وإنما هناك مساع لنهب النفط والغاز من قبل المحتل الجديد، حيث سعت الإمارات إلى السيطرة على خطوط النفط والغاز الممتدة من ميناء بلحاف النفطي إلى منطقة العقلة النفطية، وذلك بغرض استئناف تصدير النفط وكذلك الغاز المسال. كذلك تسعى السعودية والإمارات إلى استئناف إنتاج النفط في منشآت صافر النفطية في محافظة مأرب، التي تنتج يومياً قرابة 60 ألف طن من النفط الخام، وتحويل عملية تصديره إلى ميناء بلحاف الخاضع لسيطرة الإحتلال الإماراتي اليوم، وعملية التحويل تؤكد نوايا «التحالف» في إفراغ خط الأنبوب الرئيسي الذي ينقل النفط من صافر إلى ميناء رأس عيسى في الحديدة. وتأتي هذه العملية استكمالاً للسيطرة الإماراتية، ومن خلفها أمريكا، على منابع النفط اليمني، خصوصاً بعد أن سيطرت أبوظبي على منابع النفط في حضرموت عبر ما يسمى بقوات «النخبة الحضرمية».
هل كانت هناك قوات تحمي القطاعات النفطية في شبوة قبل سيطرة القوات الموالية للإمارات عليها؟
نعم، كانت قوات هاشم وعلي محسن الأحمر هي المسيطرة على عدد من القطاعات النفطية وخصوصاً العقلة، وتم إخراجها من قبل «النخبة الشبوانية» بالقوة، وحدث توتر بين الطرفين كاد أن يتطور إلى مواجهات، وتمت إزاحة تلك القوات التابعة للأحمرين.
يمتلك تنظيم «القاعدة» أكثر من معقل في شبوة، هل قامت الإمارات بمواجهة التنظيم فعلياً؟
لا يمكن إنكار تواجد عناصر تنظيم «القاعدة» في عدد من مناطق شبوة، فالتنظيم كان له تواجد في صعيد شبوة، ويتواجد بشكل علني في عزان في مديرية ميفعة والكل يعلم بذلك، بل أقام التنظيم خلال السنوات الماضية إمارة اسلامية في عزان، وعاث في الأرض فساداً، ولكن الغريب أن قوات «التحالف»، وخصوصاً الإمارات، ادعت خلال الأيام الماضية تحرير بلحاف والعقلة النفطيتين من «القاعدة». الحقيقة أن تلك القوات أقامت معركة تحرير وهمية، وصنعت لنفسها بطولات غير واقعية، فالمناطق التي انتشرت فيها تلك القوات الموالية للإمارات، وبمساعدة أمريكية، تحت مبرر مكافحة «القاعدة»، يعلم الجميع، بما فيهم أبناء شبوة الموالون لـ«التحالف»، أن عناصر «القاعدة» لا يتواجدون فيها، ولم تطأها أقدامهم، ولم تكن يوماً من الأيام ملجأً لعناصر التنظيم، وهذا دليل على أن إلامارات تريد احتلال شبوة والسيطرة على منابع النفط والغاز تحت مبرر مكافحة «القاعدة».
مؤخراً، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية عن مشاركة قوات أمريكية في ما سمته «تحرير» شبوة، ما تعليقك؟
إعلان البنتاجون الأمريكي ليس مفاجئاً لنا، لأننا نعلم أن هذه الحرب التي تشن على الشعب اليمني أعلنت من واشنطن، وأن السعودية والإمارات والدول المتحالفة معها لم تكن لتتجرأ على شن حرب على دولة ذات سيادة وعلى شعب مسالم إلا بضوء أخضر أمريكي، وها هي الأيام تثبت أن هذه الدول ليست سوى أدوات لأمريكا، وقفازات لسياسة واشنطن الإستعمارية في المنطقة. ومشاركة قوات أمريكية في شبوة مؤخراً تدل على أن أمريكا تتدخل وتحتل البلدان وتنهب الثروات بذريعة مكافحة صنيعتيها «القاعدة» و«داعش»، وهذا ما حدث وسيحدث في بلدان أخرى.
حتى الآن، لا تزال حركة «أنصار الله» تسيطر على عدد من مديريات شبوة، هل تتوقع أن يحدث تصادم بين قوات «النخبة الشبوانية» وقوات «أنصار الله»؟
قوات الجيش و«أنصار الله» يتواجدون في مديرية بيحان، وفي أجزاء كبيرة من مديرية عسيلان، وأعتقد أن خطوط التماس قريبة بين القوتين. قوات «أنصار الله» تتواجد على مقربة من أهم القطاعات النفطية الممثلة بقطاع جنة ـ هنت وقطاع ذهبا النفطي، وتحديداً المسافة بين تلك القوات وتلك القطاعات التي تقع تحت السيطرة النارية لقوات «أنصار الله« 8 كيلومتر. وحتى الآن، لا توجد أي مؤشرات لحدوث تصادم عسكري مع تلك القوات الموالية لأبوظبي، لأن مهمتها لا تتجاوز مهمة السيطرة على ثروات شبوة.
تعرض عدد من أبناء شبوة لانتهاكات جسيمة من قبل القوات الموالية للإمارات، هل سيتكرر المشهد الذي شهدته عدن والمكلا في شبوة؟
من يلتزم الصمت والسكوت على الاحتلال يدفع الثمن غالياً، ونحن نعلم ماذا صنعت الإمارات في عدن والمكلا، وماذا ارتكبت من جرائم جسيمة في سجونها السرية التي أقامتها في التواهي بعدن وفي مطار الريان في المكلا. الانتهاكات التي مارستها الإمارات في الأعراض والحقوق تشبه إلى حد كبير ما حدث من انتهاكات جسيمة من قبل الأمريكان بحق أبناء الشعب العراقي في سجن أبو غريب في العراق 2003. وللأسف، فإن قوات «النخبة الحضرمية» وقوات «الحزام الأمني» في عدن كانت عاملاً مساعداً لهؤلاء الوحوش البشرية، ولذلك إذا سكت أبناء شبوة فسيتم نقل نفس النموذج، ولكنني أستبعد حدوث تلك الإنتهاكات في شبوة، وإن حدثت فلن يطول بقاء المحتل الإماراتي وقد يخرج مكسوراً مذلولاً من شبوة، لأن أبناء شبوة قبائل أحرار، ولن يسكتوا عن هذا المشروع الإستعماري، والأيام القادمة ستثبت ذلك، فهناك رجال يرفضون الظلم والاستكانة، وسيدافعون عن حريتهم وحقوقهم بكل ما أمكن، وسينتصرون بإذن الله.
عدة أشهر ومديرية بيحان محاصرة، ما السبب الرئيسي لهذا الحصار برأيك؟
يمكن القول إن حصار مديرية بيحان لا شبيه له في الجمهورية، فالقوات الموالية للجنرال علي محسن الأحمر وحزب «الإصلاح» قامت بإغلاق الطرقات وحرمان المواطنين من الخروج والدخول إليها ومنع دخول الغذاء والدواء إلى المديرية منذ عدة أشهر، والسبب رفض أبناء بيحان الانجرار وراء إغراءات «التحالف»، والوقوف إلى جانب الشعب اليمني الذي يتعرض لاعتداء وحشي من قبل دول «التحالف»، ولذلك بيحان وأبناؤها يدفعون ثمن الصمود، ويتعرضون لعقاب جماعي من قبل قوات موالية لـ«الإصلاح».
كلمة أخيرة تود قولها؟
أوجه رسالتي لأبناء الشعب اليمني الذي يقاتلون في صف «التحالف»، بأن يعودوا إلى رشدهم، وأن يغلبوا مصلحة الوطن والدين على المصلحة المادية والآنية، فهم يسفكون دماء إخوانهم من اليمنيين لصالح دول غازية، وبعودتهم إلى حضن الوطن ستتوقف هذه الحرب التي هم وقودها.
You might also like