كل ما يجري من حولك

مسؤول أمريكي سابق: سنقومُ بعملياتٍ مشابهة لعملية البيضاء في جنوب اليمن

517

 

 متابعات| العربي:

شككت مصادر في قيادة “الحزام الأمني” في محافظة أبين في صحّة الأنباء التي تحدثت عن اقتراب بوارج وسفن حربية أجنبية من ساحل بلدتي شقرة وبلحاف، الواقعتين على مياه البحر العربي. وقالت مصادر محلية في بلدة شقرة، لـ”العربي”، إن “الصيادين في شقرة نفوا صحة ما روجت له، يوم أمس الأول، عدد من وسائل الإعلام المحلية بهذا الشأن”. كما نفت، لـ”العربي”، مصادر عمالية في منشأة بلحاف تلك الأنباء، وووصفتها بأنها “غير صحيحة”. وأكدت أن “لدى منشأة بلحاف للغاز المسال وسائل حديثة ورادارات بإمكانها التقاط أي إشارات أو تحركات لسفن حربية أو تجارية يصل مداها إلى عشرات الأميال البحرية”.
وكان السفير الأمريكي الأسبق في اليمن، نبيل خوري، اعتبر، في حديث إلى “الجزيرة”، يوم أمس الأول، أن “العمليات العسكرية السابقة في اليمن – ولا سيما تلك التي نفذت بطائرات مسيرة – لم تؤد إلى إضعاف هذه التنظيمات، ولذلك وجب تنفيذ عملية أرضية، وربما ستكون هناك عمليات مشابهة لملاحقة هذه التنظيمات على الأرض خاصة في جنوب اليمن”.
وصعّد تنظيم “أنصار الشريعة”، خلال الأسابيع القليلة الماضية، من عملياته التي تستهدف قوات “الحزام الأمني” في محافظة أبين، خاصة في البلدات النائية كلودر والمحفد وأحور. عمليات أوقعت العشرات من القتلى والجرحى في صفوف الجنود التابعين لـ”الحزام”. وعلى الرغم من إعلان الأخير إنهاء سيطرة “القاعدة” على بلدات محافظة أبين، إلا أن التنظيم كان قد أعلن قبل أيام عن اتفاق بين “القاعدة” وقبائل أحور تضمّن رفع النقاط مقابل انسحاب عناصر التنظيم من المدينة. وأعلن تنظيم “قاعدة الجهاد في جزيرة العرب” أن عناصره انسحبت من بلدة أحور التابعة لمحافظة أبين، بناء على اتفاق أبرمه التنظيم مع قبائل المنطقة، وقضى بانسحاب عناصر “القاعدة” من المدينة الواقعة على الطريق المؤدي إلى محافظة شبوة، مقابل قيام القبائل بتأمين الطريق “لجميع المسلمين”، بحسب مصدر في التنظيم، كما تضمّن الإتفاق – وفق المصدر نفسه- “منع نقاط التفتيش والتبرؤ من علي عقيل وعصابته”. وأكد المصدر أن مسلحي “القاعدة” انسحبوا من المدينة التي كانوا قد أعادوا انتشارهم فيها، ونصبوا نقاط تفتيش على الطريق الدولي الرابط بين محافظتي عدن وحضرموت. وذكر المصدر أن مسلحي التنظيم دمروا ناقلة إمداد تابعة لقوات “الحزام الأمني”، ما أدى إلى مقتل سائقها إثر كمين نصب لهم، صباح أمس، في منطقة لودر، بـ”ولاية” أبين.

ويخشى مراقبون جنوبيون من أن تتسبب النشاطات المتصاعدة للتنظيمات الجهادية في الجنوب بقيام قوات أجنبية، أمريكية تحديداً، بتوجيه ضربات مماثلة للإنزال الأخير في محافظة البيضاء شمالاً. إلا أن مصدراً أمنياً مطّلعاً قال، لـ”العربي”، إن “ذلك مستبعد إلى حد بعيد، باعتبار أن التنسيق بين قوات التحالف، تحديداً الإمارات، مع الأمريكان لم ينقطع قط، خاصة في مجال مكافحة الإرهاب، وأمريكا لن تحتاج الى التدخّل المباشر، فقوات الحزام الأمني ووحدات المقاومة الجنوبية حققت نتائج إيجابية جداً في مجال مكافحة الإرهاب وتمكّنت من هزيمة الجماعات الإرهابية في حضرموت وعدن ولحج ويافع وأبين”، معتبراً أن “العمليات الأخيرة التي نفذتها القاعدة في أبين لا تدل على عودة التنظيم إلى محافظة أبين كما كان قبل الحرب مثلاً، فلم يعد لديه معسكرات أو مقرات ثابتة في كل محافظات الجنوب، ويعتمد في تنفيذ عملياته على حرب العصابات، حيث تتم هذه العمليات على أضيق نطاق”، لافتاً إلى أن “قيادة التنظيمات الجهادية فرّت إلى محافظات البيضاء ورداع ومأرب، ومن بقي في جبال المحفد وأحور ولودر عناصر لا يتجاوز عددها الـ30، وفي مناطق وشعاب متفرّقة، وهم دائمو التحرّك والتنقل”.
وكان المقدم محمد العوبان، قائد جهاز “الحزام الأمني” في مدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين، قال، أمس، في تصريح لوسائل إعلام محلية، إن “الحملات الأمنية في أبين متواصلة لتعقب فلول عناصر تنظيم القاعدة في المحافظة”. وأضاف أن “هناك خطة أمنية يتم العمل عليها من أجل تثبيت الأمن والاستقرار وتطبيع الحياة التي ينشدها أبناء زنجبار وأبين بشكل عام، عقب تخليصهم من سيطرة العناصر الإرهابية في وقت سابق”، مؤكداً أن “الحملة ستعمل على استهداف كل العناصر المطلوبة أمنياً التي لها صلة بالجماعات الإرهابية، وليس كما يروج له أننا نستهدف المواطنين الأبرياء”. وحول الهجوم على مبنى إدارة الأمن والمجمع الحكومي في زنجبار بقذائف هاون، قبل أيام، ذكر العوبان أن “الأجهزة الأمنية تتعقب العناصر الإرهابية التي نفذت الهجوم بغية إثارة الهلع والذعر في صفوف الأهالي”، متابعاً “(أننا) لا نريد أن تكون مدينة زنجبار عاصمة المحافظة مسرحاً للعبث من قبل العناصر الإرهابية، كفى ما أصاب أبناء هذه المدينة من تشرد ونزوح وترك الديار، وسنضرب بيد من حديد أوكار العابثين الذين يستهدفون أفراد الحزام الأمني”.

You might also like