كل ما يجري من حولك

تفاصيل .. الصراعات الخفية والمتصاعدة بين الإمارات والسعودية في اليمن

735

متابعات :

  • منذ بداية مايسمى بمسرحية عاصفة الحزم لم تكن الإمارات متحمسة للمشاركة في هذه العاصفة. والسؤال هنا لماذا دخلت الإمارات وأقحمت نفسها في هذه الحرب والتي تحولت فيما بعد إلى مستنقع تغرق فيه أكبر دولتين من دول التعاون الخليجي (السعودية و الإمارات) و ماهو السبب الخفي الذي دفع الإمارات مؤخراً إلى الزج بقواتٍ بريةٍ كبيرة في الجنوب وخاصةً أنه من المعروف أن الإمارات لاتدخل قواتها البرية إلى مناطق الصراع إلا بالنادر كما أشار المتخصص بالشأن اليمني جيمس سبينسر ودخولها بهذه القوة أدى إلى تغيير في موازين القوى في ساحة المعركة ؟

لابد وأن دخول الإمارات في هذه الحرب كان من أجل عرقلة سيطرة السعودية على اليمن وتثبيت نفوذها هناك حيث أن الإمارات ترى في سيطرة السعودية على اليمن تهديداً حقيقياً لمصالحها الإقتصادية وتدرك أهمية الموقع الإستراتيجي لليمن من حيث إطلالته على المحيط الهندي من جهة وعلى البحر الأحمر من جهة أخرى وبالتالي تحقيق مكاسب اقتصادية كبيرة للسعودية وزيادة سيطرتها على مجلس التعاون الخليجي، وإقصاء أكبر للدور الإماراتي، ليس هذا فقط بل أكثر ماتخشاه الإمارات من تنفيذ مشروع سعودي يربط كلاً من قارتي أسيا وإفريقيا  عبر جسر يمتد بين اليمن ومدينة جيبوتي وهذا سوف يفقد ميناء دبي دوره الاقتصادي الرائد وبالتالي سوف تخسر الإمارات أحد أكبر دعائمها الإقتصادية، هذا عدا عن سيطرة السعودية على حقول النفط اليمني وخاصة حقل واعد الممتد من محافظة الجوف في اليمن وحتى صحراء الربع الخالي وبالتالي سوف تتمكن السعودية من زيادة أنتاجها النفطي وتصديره عبر بحر العرب بدلا من مضيق هرمز على الخليج الفارسي وبالتالي مكاسب اقتصادية كبيرة للسعودية.

ليست المخاوف الاقتصادية هي الوحيدة بل خوف الامارات من تنامي نفوذ حزب الاصلاح اليمني (فرع الاخوان المسلمين في اليمن ) والذي تسانده السعودية  بشكل كبير فيما ترى الإمارات أن الأخوان المسلمين يشكل تهديداً حقيقياً لأمن الإمارات ودول المنطقة، هذا عدا عن نظرة حكام الإمارات الدونية لأمراء السعودية  ودعم الإمارات لأحمد علي صالح نجل الرئيس السابق ومساعيها في إفشال عملية انتقال السلطة التي ترتب لها السعودية في اليمن  وإفشال حكومة عبد ربه منصور هادي التي تضم أعضاء من حزب الإصلاح التابع للأخوان المسلمين. وإدراك الإمارات لسعي السعودية في قيادة العالم السني مع تركيا حيث ترى الإمارات نفسها القسيم الأجدر في قيادة هذا العالم مع السعودية بدلاً من تركيا.

هذه الأسباب وغيرها ساهمت في تأجيج الصراع الأماراتي السعودي فیما تدخل هذه المسرحية في أحد أهم فصولها عندما تترجم الامارات نواياها الخفية من هذه الحرب و تصبح الصورة أكثر وضوحا بتحول الصراع السعودي الإماراتي إلى صراع دموي حيث استهدفت غارات جوية مجهولة الهوية، قوات من الحراك الجنوبي موالية للسعودية في عدن  وصرحت مصادر يمنية أن من يقف وراء هذه الغارات هي الإمارات حيث أن الأخيرة  تريد استنزاف كلاً من قوات الجيش اليمني والسعودية و الإبقاء على عدن بؤرة صراع و توتر ومنع الحسم لصالح أي منهما وهذا ما أكده ” صالح الصماد ” رئيس المجلس السياسي في حركة أنصار الله حيث أكد على أن الامارات ترغب في تجميد دور ميناء عدن بالتآمر مع بعض النافذين . فهل سوف يشهد العالم سيناريوهات جديدة في الحرب اليمنية و ماهي السيناريوهات الأكثر احتمالاً، فض التعاون والتحالف بين السعودية و الإمارات أم زيادة التعاون و التنسيق بينهما؟

نعم بدأت الحرب على اليمن من أجل سلب خيرات هذا البلد والسيطرة على إقتصاده و تحقيق المنافع والمكاسب الاقتصادية للدول المعتدية على حساب دماء اليمنيين لكن ربما تتحول اليمن إلى مقبرة للظلام والطغاة في ظل التناحر والاقتتال بين تلك القوات ويكون في ذلك خلاص الشعب اليمني المقهور.

  • الوقت التحليلي
You might also like