كل ما يجري من حولك

جبهة الكويت إلَـى أين؟!

431

 

أحلام عبدالكافي

لا شك أن جلوسَ الوفد الوطني مع أيادي العُـدْوَان من القتلة والخونة على طاولة واحدة يعد جبهة في حد ذاته.. ذلك أن محاولة الوصول لوقف العُـدْوَان الغاشم على اليمن مع من ماتت إنْسَانيتهم وَدفنت ضمائرهم في أغوار جرائمهم الوحشية هي من جعلت مسألة توصل وفدنا الوطني لحل مع تلك العصابات الإرهابية جبهة تحتاج لاستخدام أقوى الأساليب وأعتى أسلحة التصبر.

إن محاولةَ مجاراة من تعودوا أن يكونوا مجرد أَدَوَات وعملاء لأَعْدَاء أوطانهم تسفك الدماء وتعيث في الأرض الخراب لهو الجهاد بعينه.

إن وفد الرياض القابع في دهاليز مفاوضات الكويت يستخدم كُلّ أساليب المكر والخداع لتمرير أجندات أسيادهم ويستخدم كُلّ الأكاذيب والزيف وكل الادعاءات المضللة التي يمارسها على كُلّ الأَطْــرَاف المشاركة في حل القضية اليمنية، ناهيك عن تنصّلهم الفاضح عن المطالب الوطنية بكونهم أراجوزات يتم تحريكها لعدم حضور جلسات التشاور في فض القضايا العالقة بالشأن اليمني تارة وعن البحث عن عراقيل مفتعلة تارة أُخْــرَى.

ما يدعو للشفقة على مرتزقة الرياض فعلاً هو أنهم يعيشون حالةً من التخبط الهستيري لمجرد شعورهم بأن الرياض تستخدمهم كورقة أخيرة في هَذِه المفاوضات وَطُعماً بعد إدراك مملكة الشر بمغبة الإزلاق الخطير حين غاصت في رمال الحرب على اليمن..

 ولعل ذلك الشعور المهين في نفوس المرتزقة هو من يجعلهم اليوم يتصرفون بذلك الانحطاط خُصُوْصاً بعد تجلي مطالبهم وظهورها على السطح تلك التي لا تنمُّ إلا عن رغبة بالعودة للسلطة فقط بعد أن أدركوا بأنه لم يعد لهم أي مكان في الرياض في حالة التوصل لحل سياسي.. وذلك ما يظهر واضحاً في محاولتهم إفشال سير المفاوضات باستمرار وأنه لا هَمَّ لهم سوى تنفيذ رغبة أجندة العُـدْوَان وأنهم ليسوا معنيين البتة بمطالب الشعب اليمني في وقف العُـدْوَان ورفع الحصار عليه.

على ما يبدو أن العُـدْوَان بتلك الجبهة المفتوحة في الكويت لا يريد حلاً لصالح الشعب اليمني وإنما يريد حلاً يرضي المملكة ومن وراءَها أَمريكا، ولربما أن هَذِه الجبهة المفتوحة حالها كحالة تلك الجبهات في تعز ومأرب ونهم والتي ستظل في مدٍّ وجزر وَكرٍّ وفر حتى يأتي الرد من فوهات البنادق ومن رجال الرجال ومن صواريخنا البالسيتية التي وجدت في طريقها هذا المنفذ الوحيد لتحقيق أَكْبَــر النتائج لصالح الوطن وهو من له الأثرُ في كبح جماح كُلّ المراوغين في حوار الكويت.

You might also like