كل ما يجري من حولك

عصابات (الهاجانا) وَواقع فرض الانْفِصَـال على شعبنا في الجَـنُـوْب

488

الشيخ عبدُالمنان السنبلي

قد يتخيَّلُ البعضُ وَهو يقرأ العنوانُ أنني بذكر عصابات (الهاجانا) إنما أقصُدُ تلك العصاباتِ الصهيونية التي كانت النواةَ الأوْلَى لتشكيل ما يُسمى بدولة (إسرائيل) على أرض فلسطين العربية في أَرْبَعينيات القرن الماضي، إلّا أنني سمحت لنفسي أن أطور هذا المصطلح قليلاً ليشمل كُلّ مجموعاتٍ مسلحةٍ عنصريةٍ تسعى لتفكيك الشعوب وَالأوطان من الداخل من أجل تحقيق مشاريعها العنصرية الصغيرة وَفرضها بالقوة متبعين بذلك أساليبٍ عنصريةٍ غريبةٍ على المجتمعات المحلية.

في الحقيقة ينطبق هذا التعريف على الفصيل المسلح المنضوي تحت ما يسمى بالحراك الجَـنُـوْبي وَالذي يسعى بقوة السلاح على فرض انْفِصَـال جَـنُـوْب الـيَـمَـن وَيمارس تصرفات عنصرية بحق المواطنين المنتميين للمحافظات الشمالية وصلت حد القتل في بعض الأحيان وَكذلك التهجير وَالترحيل القسري وَرفض كُلّ ما هو يمني من خلال محاولة استبدال الهوية الـيَـمَـنية بما يُسمى بالهوية (الجَـنُـوْبية) وَالتي تذكرنا كُلّ تلك التصرفات بما كان تفعله عصابات (الهاجانا) الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني، فهل يمثل هذا الفصيل العنصري المسلح وَالمدعوم من قوى العُـدْوَان شعبنا الـيَـمَـني في الجَـنُـوْب؟! وَهل يحق له أن يفرض الانْفِصَـال على شعبنا في الجَـنُـوْب خَـاصَّـة وَالشعب الـيَـمَـني عموماً؟!

في الواقع لا يملك أحد حق تمثيل شعبنا الـيَـمَـني إلّا إذا كان مشروعه يتوافق مع آمال وَطموحات هذا الشعب وَينسجم مع تضحياته وَنضالاته عبر عشرات السنين وَالتي تبلورت فكراً وَنهجاً في أَهْدَاف ثورتي السادس وَالعشرين من سبتمبر وَالرابع عشر من أكتوبر المجيدتين وَمن بعدهما الحركات الثورية المتعاقبة وصولاً إِلَـى حركة الواحد وَالعشرين من سبتمبر التصحيحية وَالقائمات جميعاً على أَسَــاس هدفٍ واحد وَهو الحفاظ على مكاسب الثورة الـيَـمَـنية في مختلف مراحلها وَعلى رأسها الوحدة الـيَـمَـنية كثابت وَطَـنيٍ لا يمكن الحياد عنه بأي حالٍ من الأَحْــوَال، فمن جاء بغير هذا الاتجاه وَأراد الانقلاب على الثوابت الوَطَـنيّة وَوحدة الأَرْض وَالإنْسَان الـيَـمَـني فلا يمثل حتى نفسه وَإنما هو في حقيقة أمره يمثل قوىً دولية وَإقْليْمية معادية وَمتربصة وَهذا الأمر ينعكس بطبيعة الحال على توجه وَأَهْدَاف الحراك الانْفِصَـالي المسلح.

كذلك الأمر بالنسبةِ لهذا الفصيل المسلح، فلا يحق له أن يفرض رؤيته وَنظرته العنصرية على أحد من شعبنا أَوْ يقرر مصير وَمستقبل الوحدة الـيَـمَـنية وَخَـاصَّـة في الجَـنُـوْب طالما كان هنالك من أَبْنَـاء شعبنا في الجَـنُـوْب من يرفع راية الجمهورية الـيَـمَـنية وَعلمها الوَطَـنيّ وَيعتز بحمله وَالانضواء تحت ساريته.

فهل كُلّ أَبْنَـاء شعبنا مثلاً يريد الانْفِصَـال أم أنهم وحدهم عصابات (الهاجانا) الانْفِصَـالية وَالعنصرية وَمن يدعمهم من قوى العُـدْوَان وَالاحْتِلَال من يريدون فرض هذا الأمر على أَكْـثَـر من سبعةٍ وَعشرين مليون يمني بقوة العمالة وَالسلاح؟!!

عموماً ستظل الوحدة الـيَـمَـنية ملهمة كُلّ مواطنٍ حرٍ شريف وَعنوانه الأبرز برغم أنف المتآمرين وَالحاقدين وَكُلّ عام وَشعبنا الـيَـمَـني العظيم بألف ألف نصرٍ وَخير وَلا نامت أعين الجبناء.

You might also like