كل ما يجري من حولك

ماذا قال الملك سلمان لممثل التنظيم الإجرامي ’جيش الاسلام’ في الرياض؟

470

يروي أحد أعضاء “الوفد السوري المعارض” الذي حضر مؤتمر الرياض، انه اثناء اللقاء الذي جمع أعضاء الوفد السوري المعارض مع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز على هامش المؤتمر الذي عقدته “المعارضة السورية” في الرياض في الثامن من الشهر الحالي، أن ممثل “جيش الاسلام” محمد علوش ذهب لإلقاء التحية على سلمان وقال له “جلالة الملك انقل إليكم تحيات الشيخ زهران الذي يتمنى عليكم الا تنسونا في حال كان توجهكم في غير خيار السلام فأجابه الملك ابلغ الاخ زهران سلامنا وأخبره ان السلام سوف يعم سوريا قريبا”.

لكن قد قتل زهران علوش قائد ميليشيا “جيش الاسلام” وأحد اهم الفصائل المسلحة وذات التركيبة الحديدية والتي تتألف من حوالي 45 فصيلا ومجموعة مسلحة وترابط غالبيتها على تخوم العاصمة السورية دمشق، حيث أتى مقتله في وقت مفصلي وتسارع كبير للأحداث في الحرب السورية. ويتشابه مقتله في التوقيت والأهمية مع مقتل زعيم جماعة قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين ابو مصعب الزرقاوي في العراق عام 2006 قبل الاعلان عن دولة البغدادي الاولى ( الدولة الاسلامية في العراق) والتي جاء تأسيسها على جثة الزرقاوي وأنقاض تنظيمه وبداية التحضير للانسحاب الامريكي من العراق بعد انشاء الصحوات.

إذن، تشابه علوش والزرقاوي في الشخصية الحديدية والسرية كما تشابها بارتباط اسم ومصير التنظيم لدى كليهما بشخصية القائد حيث أدى مقتل الزرقاوي الى انفراط تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين وذوبانه داخل جسم دولة الاسلام في العراق تحت زعامة ابو عمر البغدادي. الزرقاوي وعلوش تشابها أيضا في التميز عن الفصائل المسلحة التي كانت تقاتل في ساحة كل منهما، حيث كان الاول أجنبيا يقود تنظيما غالبيته من الأجانب في العراق وسط بحر من التنظيمات العراقية المسلحة بينما قاد علوش السوري الجنسية تنظيما غالبية عناصره من السوريين وسط عشرات التنظيمات المسلحة التي يمثل الأجانب العنصر الطاغي فيها.

هذا وكان التكفير لكل مخالف خصوصا من الطوائف الاسلامية والمسيحية نقطة توافق بين الطرفين. وقد انفرد علوش عن غيره بوضع الاسرى لديه داخل اقفاص على أسطح المنازل والساحات العامة وهو ما فعله الزرقاوي في بعض احياء الفلوجة.

عليه، لا بد من التذكير بأن علوش كان رجل السعودية الاول في سوريا، حيث حرص نظام آل سعود على دعمه للبقاء على تخوم دمشق بانتظار السيطرة عليها، في حال انهار الجيش السوري او حصلت حالة فوضى في العاصمة. وقد منع علوش في انتظار تحقيق هذا الحلم جميع الفصائل الاخرى من الاقتراب من مناطق نفوذه في دوما والغوطة، كما اعتبر علوش جماعات النصرة وداعش من الغرباء عن دمشق وسوريا.

يشار إلى أن علوش عاش في الشهرين الاخيرين هاجس القتل، كما عاشه الزرقاوي قبل شهرين من مقتله، وهو على غرار الزرقاوي عمد الى عمليات استعراضية كلفت اتباعه ثمنا بشريا وعسكريا باهظا، عندما هاجم ضاحية الاسد وقطع طريق دمشق حمص عند حرستا قبل ثلاثة أشهر، وأظهر اعتراضه على هدنة الزبداني والفوعة، منتقدا “احرار الشام” في توقيعها على هذه الهدنة، مع التذكير ان علوش ليس لدية اي مقاتل او تابع في الزبداني، ويبدو ان الرجل احس باقتراب نهايته مع بدء عمليات التسوية في ريف دمشق. وكان اخر اعتراضاته في مؤتمر الرياض الذي انفرد موقع العهد بنشر اجزاء من محاضر جلساته الثلاث لليوم الاول، حيث بدا ممثل “جيش الاسلام” في المؤتمر محمد علوش، من اكثر المطالبين بالتصعيد والحرب عندما قال: كل عنصر بالامن هو مجرم ونطالب بازالة اجهزة الدولة السورية ونرفض إعادة الهيكلة لانها برأي الفقهاء نجس عين.

* نضال حمادة- موقع العهد

You might also like